مخاوف من مواجهة مسلحة بين "الترابين" و"السواركة" قبائل سيناء تتبرأ من أبنائها الإرهابيين ب"التشميس" فى تطور غير محسوب عواقبه، دخلت بعض قبائل سيناء فى حرب مسلحة مع عناصر جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية المعروفة ب"ولاية سيناء"، مما ينذر بنشوب صراع قبلى فى أرض الفيروز مع الأخذ فى الاعتبار التعقيدات القبلية التى تميز بدو سيناء، بحسب ما وصفه متخصصون فى الشأن السيناوى ل"المشهد"، خاصة مع عدم قدرة أجهزة الأمن المصرية فى حسم المعركة مع الإرهاب، والتى اشتدت فى الفترة الأخيرة. فى آوخر الشهر الماضى، أعلنت قبيلة الترابين الحرب المسلحة على عناصر "ولاية سيناء"، بعد قتل أحد أبناء القبيلة، يدعى عبد الباسط الجلادين، لرفضة توزيع بيان للجماعة الإرهابية داخل القبيلة، وذبح طفل، وتفجير منزل أحد كبار القبيلة، وقالت القبيلة فى بيان لها "لقد تماديتم فى الغى والعدوان، وتلوثت أيديكم بالدماء البريئة، وانتهكتم الحرمات، وتخطيتم كل الخطوط الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصى والدانى حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم". واعتبر نشطاء سيناويين إعلان "الترابين" محاربة "ولاية سيناء"، ثأرا لكرامة القبيلة، وردا على انتهاكات الجماعة الإرهابية المتكررة ضد أفرادها، وضربها للأعراف القبلية فى سيناء، وليست الدخول فى صراع مع طرف لحساب الآخر، خاصة أن القبائل اتخذت موقفا محايدا فى الحرب على الإرهاب رغم إعلان دعمها للدولة فى مواجهة العناصر التخريبية. قالت منى برهومة، ناشطة سيناوية، إن الحرب مع الإرهاب فى سيناء، أسفرت عن تصفية المئات من مشايخ وشباب وعواقل سيناء بحجة أنهم متعاونين مع الأمن، وتجريف الاف الأفدنة من الزراعات، وهدم وحرق للمنازل، إضافة إلى الصواريخ العشوائية التى تقتل الأبرياء أثناء مطاردة الحملات الأمنية للجماعات المسلحة، أجبرت القبائل على التصدى لما يحدث فى سيناء من قتل وحرق وتدمير وعدم مراعاة لأى تقاليد أو أعراف لأنه فاض بهم الكيل بعد انبعاث رائحة الدم فى شوارع رفح والشيخ زويد. وأشارت برهومة فى تصريحات خاصة ل"المشهد"، أن القبائل تنسق مع القوات المسلحة، وجهاز المخابرات لمواجهة التنظيمات الإرهابية، لوجود أجهزة مخابرات دولية تعمل على إشعال الفتنة، وتريد سيناء حرب مشتعلة لاستغلال الأحداث لتحقيق مصالحها وتهديد الأمن القومى المصرى،مطالبة الحكومة بضرورة الإعلانى الرسمى عن التنسيق، حتى لا تنجرف إلى حرب أهلية. وتكمن التخوفات التى طرحها متخصصون فى الشأن السيناوى،تداخل مصالح القبائل، خاصة أن التنيظم الإرهابى يستغجل جزء كبير من أرضى سيناء، مما يجبر القبائل على التسلل إلى مناطق تقع تحت سيطرة قبائل أخرى، وما يعنيه من الإخلال بالأعراف القبلية الخاصة بعدم دخول قبيلة أراضى تسيطر عليها قبيلة ثانية، وفى الإعلان الأخير لقبيلة "الترابين" لمواجهة عناصر "ولاية سيناء" التى تتمركز فى الشيخ زويد الخاضعة جغرافيا تحت سيطرة قبيلة السواركة، يهدد بنشوب صراع بين قبيلتى "السواركة" والترابين"، حال عدم وجود تنسيق كامل بينهما. فى ذات السياق، قال سعيد اعتيق، الناشط السيناوى،أحد أبناء قبيلة السواركة، إن القبائل تقف جنبا إلى جنب مع الدولة فى محاربة الإرهاب، لكن لا يعقل أن تنفرد قبيلة دون غيرها فى مواجهة العناصر الإرهابية دون التنسيق مع المؤسسة العسكرية، مضيفًا أن "الترابين لن يستطيعوا فعل شيء ملموس فى المعركة مع التنظيم المتطرف، وإذا فكروا فى خوض معركتهم بعيدا عن باقى القبائل، وتحديدا قبيلة السواركة صاحبة الأرض والجغرافية، ويجب أن يكون هناك تنسيق واضح ومباشر مع القيادات العسكرية". وأضاف أن أبناء القبائل مُصرين على عدم حمل السلاح دون تنسيق مع الجيش، وضد أى تسليح، يتطلب على القيادة المصرية وضوح الرؤية فى تسليح القبائل، حتى لا تجر سيناء إلى متاهات أخرى، حيث أن التسليح سلاح ذو حدين، قد يستخدم فى تصفية حسابات بين القبائل، مشيرا إلى أن قبيلة الترابين لديها إرث تاريخى من الخلافات القبيلة، بينها قبيلة السواركة. لافتًا إلى أن منطقة الشيخ زويد ورفح تابعة جغرافيا لسيطرة قبيلة السواركة، وبالتالى فإنها لن تسمح للترابين باستخدام السلاح على أراضيها من قبيلة أخرى، مما ينذر بمواجهة مسلحة بين القبيلتين، مؤكدًا الدور التاريخى لقبائل سيناء فى الوقوف بجانب الجيش المصرى،بداية من حرب يونيو 1967 حتى دعم الجيش فى مواجهة تنظيم ولاية سيناء ودعمه بالمعلومات عن عناصر التنظيم. وطالب اعتيق، بتشكيل مجلس قبلى يدير الأزمة مع المؤسسة العسكرية، حتى يكون هناك وضوح فى التعامل مع الإرهاب، منع استغلال التسليح فى تأجيج النغمة القبلية.