350 حالة إصابة مؤكدة.. ومدير "الحميات" ينكر وجود مرضى فى المحافظة "الإيدز" فى الإسكندرية أطفال الشوارع وبائعات الهوى مصدر رئيسي للمرض مصابون: نشعر ب"العار".. و"مفيش جواز ولا أولاد" فتيات ليل: فى حالة انتقال المرض لابد أن يمرض العالم كله معنا "مكافحة الأيدز": وفرنا الأدوية لعلاج المتعايشين مع المرض فى السنوات الأخيرة انتشر مرض الإيدز "نقص المناعة" بمدينة الأسكندرية، ورغم أن بعض المرضى يعلمون ويتعايشون مع المرض فإن آخرين لا يعلمون ويكتشفون أنهم مرضى بالصدفة. وفيما أشار الدكتور وليد كمال، مدير المكتب القومي للإيدز، إلى أن عدد المصابين بالمرض في مصر منذ بداية عام 2014 وحتى شهر سبتمبر الماضي بلغ 672 حالة، فقد صرح الدكتور أحمد البراوي، مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدزبالإسكندرية، بوجود 350 حالة إصابة مؤكدة بمرض الإيدز في المحافظة،5%منهم أطفال، و60% رجال، و35% سيدات.أما الحالات غير المسجلة، والتي لا تعلم حقيقة إصابتها بالمرض فلا احد يعلم عنها شيئاً. وفوجئت "المشهد"، عندما سألت الدكتور هشام الدخس،مدير مستشفي الحمياتبالإسكندرية،عن عدد مرضى الإيدز المترددين على المستشفى، أنه أنكر وجود حالات مصابة بالمرض،وعندما أكدت معرفتها بوجد حالات في المستشفى قال "كانت حالة واحدة محجوزة فى المستشفى"، وعندما طلبت "المشهد" مقابلة تلك الحالة رفض، وعندما واجهناه بأن المترددين على المستشفى 350 حالة، قال: "ممكن.. مش فاكر"، مشيرا إلي أن وزارة الصحةوفرت بالمستشفي كميات العلاج للمرضي مجانا، كما يوجد أحدث الأجهزة العلميةالحديثة للكشف عن مرض الإيدز. يقول أحمد أ.، 35 سنة، مقيم بمنطقه العجمى وصاحب محل اكسسورات: أنا مصاب بمرض نقص المناعة منذ أكثر من 10 أعوام، واكتشفت أنى مريض بالصدفة، حيث تقدمت لإحدى الوظائف بالإمارات، وعند إجراء الفحص الطبي اكتشفت إصابتى بالمرض، وحجزت بمستشفى الحميات عدة أيام، ثم انضممت لجمعية رعاية مرضى الايدز، وبدأ تأهليى نفسيا للتعايش مع المرض وأرسلتني الجمعيه إلى الخارج للمشاركة فى مؤتمرات وندوات، ولكن حتى الآن تمر على لحظات أشعر فيها بأنى فى حكم الميت لأنى لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية، فكثيرا ما تطلب منى أمى أن أتزوج، ولكنى أتهرب منها بعدة أسباب مختلقة، ولا أحد من أسرتى يعلم شيئا عن مرضى، فأنا أشعر أنه عار، ولا أعلم بالضبط كيف أصبت بالمرض، وحين أتعب وتظهر على أعراض المرض أذهب إلى مستشفى الحميات للعلاج حتى أتماثل للشفاء وأعود لحياتى الطبيعية. من جهتها تقول سالى م. الحاصلة على ليسانس آداب: بدأت أعراض غريبة تنتابنى، وذهبت للكشف عند عدة أطباء، ولكن كل طبيب كان يقول لى كلاماً مختلفاً، البعض قال إنه إرهاق، والبعض قال إنى مصابة بمرض فى الكبد، حتى طلب أحد الأطباء تحليل إيدز، وبالفعل قمت بالتحليل واكتشفت أنى مصابة بمرض نقص المناعة، واستنتجت أن سبب الإصابة حقن تعاطى المخدرات، حيث كنت وأكثر من شخص نتعاطى الحقنة نفسها، ومنذ ذلك الحين وأنا أتردد على جمعية في القاهرة تهتم بمرضى الإيدز، حيث رفض أبى أن أدخل مستشفى الحميات، وجعلنى أذهب إلى تلك الجمعية، ومنذ 5 سنوات وأنا أتعايش مع المرض، وأنا أرى أنه كأي مرض آخر، إلا أنه حرمنى من أن يكون لى زوج وأولاد وبيت مستقل، وقد عرض على أحد المصابين بنفس المرض الزواج ولكنى مترددة، وأخاف أن تنتكس حالتنا من جراء ذلك الزواج، أو أن ننجب أطفالاً مرضى بالإيدز، وإن كان يمكننا استحدام وسائل منع الحمل ولكنى أخاف التجربة من الأساس. يقول الدكتور إيهاب عبد الرحمن، مدير البرنامج الوطنلمكافحة الإيدزبوزارة الصحة، أن الوزارة وفرت كما هائلا من الأدوية لعلاجمرضى الإيدز المتعايشين مع المرض، وأدخلت هذه الأدوية فى قائمة الأدويةالأساسية، وتنتجها شركات مصرية بهدف توفير الأدوية لعلاج هؤلاء المرضى، كما يجرى حث الإعلام على أن يكون شريكا أساسيا فى جهود رفع الوعىبالإيدز والوقاية منه، والمساهمة فى الحد من التمييز تجاه المصابين به،ويشارك في ذلك نخبة من القيادات الاجتماعية والتنفيذية والإعلامية، إضافة إلىمجموعة من الخبراء وممثلى الهيئات الدولية والوطنية. ومن جانبها قالت سوسن الشيخ، رئيسة الجمعية المصرية لرعاية مرضي الإيدز،إن أخر إحصائية لأعداد مرض الإيدز في مصر تؤكد تسجيل 5 ألاف و492 حالة منذعام 1986 وحتى العام 2014، توفي منهم ألف و392 حالة، و75% من المتعايشين مع المرض من الفئة العمرية بين 20 و50 عاما، حيث يبلغمعدل الانتشار 0.02% بين جموع المواطنين في مصر، ويوجد بين تلك الأعداد60 طفلا يخضعون لبرنامج العلاج. ووفقا لوزارة الصحة فإن مسببات المرض الرئيسية هي الاتصال الجنسيغير الآمن والعلاقات الجنسية الشاذة ونقل الدم الملوث بالفيروس، وتظهر احصائيات الوزارة أن أعلي نسبة للاصابة بالمرض بسبب الاتصالالجنسي وتبلغ 48 %، تليها الممارسات الجنسية الشاذة بنسبة 23 %، ثمالإصابة عن طريق عمليات الغسيل الكلوي 11%، يليهاالاصابة خلال عمليات نقل الدم 6%، و4% عن طريق حقن المخدرات، و2% من الأملطفلها، و6% لأسباب مجهولة. ويعد أطفال الشوارع وبائعات الهوى المنتشرون بشوارع الأسكندريه المصدر الرئيسي للإصابة بالايدز في الأسكندرية،ويقول أحد ضباط شرطة الآداب بالمحافظة،والذى رفض ذكر اسمه،إن هناك اتفاقاً بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة على تسليم بائعات الهوى اللاتى يتم القبض عليهن إلى وزارة الصحة للكشف عليهن،واتضح أن الكثيرات منهن مصابات بالإيدز،إلى جانب أطفال الشوارع الذين يمارسون الشذوذ الجنسى. فتيات ليل ومن ضابط الشرطة إلى إحدى بائعات الهوى،وتدعى نورا عبده، 22 سنة، فقالت:أنا لا أفكر فى ذلك المرض نهائيا لأنى أعلم أن الإيدز ليس منتشرا فى مصر،وأغلب عملى يتم مع مصريين وليس الأجانب،وكثيرا ما يأتى لى شباب ورجال ويستخدمون الواقي الذكرى،وأنا أمارس ذلك العمل لأنه الوحيد المتاح الذى أستطيع من خلاله أن أكسب أموالاً كثيرة،فيوميا ممكن أن أتحصل على ما بين 300 إلى 500 جنيه،ولن يوفر لى عمل آخر ذلك المبلغ،وإن أصبت بالمرض لن أتنازل عن عملى،وسيكون هذا عقابى للمجتمع،أن أزيد عدد المصابين،لماذا أنا بمفردى أصاب بالمرض وأظل أعانى وحدى،وتلك مهنة مثل أى مهنة لها أضرارها،وربنا يستر،وأنا لم يتم القبض على من قبل،ولم أشعر بأعراض أى مرض. وتضيف زميلتها فى المهنة نفسها،نادية السيد،18 سنة:أنا أمارس ذلك العمل منذ انفصل أبى وأمى،وكلاهما تزوج مرة أخرى،وقاما بتطفيشى من المنزل،ولم أجد أمامى إلا العيش في الشارع،وتم اغتصابى عدة مرات من أولاد الشوارع الذين كنت أنام وسطهم،حتى تعرفت على نورا وأخذتنى لأعمل معها بمنطقه شاطئ النخيل منذ حوالى عام،وكل يوم أعاشر العديد من الرجال،ولا يهمنى إن كانوا مرضى أو لا،المهم أن أقضى يومى،حتى إن أصبت بالمرض فلا يهمنى،فلا معنى للحياة،وان مرضت فلابد أن يمرض العالم كله معى.