منذ ثلاثة أعوام تقريبا اتفق الناشرون الألمان على تسخير إمكانياتهم لدعم النشر الإلكتروني مع علمهم بعدم إقبال القارئ الألماني عليه.. لماذا؟ لأن شركة أمازون طرحت بكثافة قارئها الإلكتروني "كندل" ورأى الناشرون الألمان أن في هذا خطرًا على هويتهم وثقافتهم.. لأن جهاز كندل مربوط بموقع أمازون الذي يمكن من خلال منتجاته أن يؤثر على سوق دول كاملة وتغيير خطط التسويق بها ناهيك عن أثره في سلوك المواطن العادي. في عام 2004 تفجرت الأزمة المالية التي عصفت باقتصادات العالم كله، وعكفت فرق إدارة الأزمة على دراسة الموقف وكانت النتيجة: "تتحرك المنتجات كالبط فيما يطير المال كالسحب" والحل: دعم اقتصادات بديلة طائرة مثل المال.. وثمرة بدء العمل: 1- بيع تطبيق واتساب بتسعة عشر مليارًا. 2- أوضح متجر أمازون أن العملاء قاموا بطلب نحو 36.8 مليون سلعة في يوم الاثنين الذي تلا"عيد الشكر" المعروف تسويقيا باسم "سايبر مانداي"، بمعدل قياسي بلغ 426 سلعة في الثانية الواحدة بمعدل استجابة بلغ 9 ثواني فقط لكل طلب شراء، كما قامت أمازون في نفس اليوم بشحن السلع المختلفة إلى أكثر من 185 دولة حول العالم.. 3- أوضحت أبل أن متجر "آب ستور" حقق مبيعات وصلت إلى 15 مليار دولار تقريبا في 2014، كان نصيب الشركة منها نحو 4.5 مليار دولار، فيما ذهب بقية الأموال إلى الشركات والمبرمجين الذين طوروا التطبيقات. 4- وقع تقرير جديد صادر عن شركة "برايسوتر هاوس كوبرز" أن تفوق مبيعات الكتب الإلكترونية نظيراتها من الكتب الورقية المطبوعة بحلول عام 2018. وذكر التقرير أن قيمة سوق الكتاب الإلكتروني الاستهلاكي - ما عدا الكتب المدرسية وكتيبات المهنيين- سترتفع من 635 مليون دولار إلى 1.67 مليار دولار، فيما يُتوقع أن تنخفض مبيعات الكتب المطبوعة بمقدار الثلث. ماذا يشتري الناس؟ ثقافة.. ماذا ينتج الناس؟ ثقافة.. ماذا يحب الناس؟ ثقافة.. ماذا نحتاج لدخول هذه السوق؟ إرادة.. هل يمكن وضع الأمر في سياقه؟ تحتاج الصناعات الثقافية إلى إرادة نابعة من رؤية مدروسة للوضع العالمي ليس بهدف تحقيق مبيعات فقط وإنما بهدف إثبات الذات واستخدام القوة الناعمة بشكل حقيقي؛ فعدد من يعرفون توم كروز في العالم أضعاف من يعرفون معبد الأقصر، ومن ينتظرون مهرجان "كان" أكثر ممن يعرفون بتعامد الشمس. الثقافة هي منتجنا الآن.. في سوق ينتظر الأصناف الممتازة.. وليس لدينا متجر إلكتروني عربي محترف.. فحتى متى نتباهى باستهلاكنا؟ وهذا ما ستسعى إلى تقديمه الصفحة الثقافية في المشهد؛ الإبداع الثقافي في مختلف صوره، ولكي نستطيع وضع قوتنا الناعمة على الطريق لا بد من قراءة الوضع جيدا فنحن نحصر الإبداع في العاصمة، ونعتبر ما خارجها هو أدب إقليمي؛ مع العلم بأن هذا قصور فكري ناتج عن جهل معرفي بأبسط المسلمات؛ فمعظم الكتاب الذين يتم تقديمهم باعتبارهم أبناء العاصمة ولدوا وتربوا ودرسوا وأبدعوا خارجها، والأصل أنه لا عاصمة ولا أقاليم فهذا تقسيم كسرته ثورة الاتصالات والمعلومات. هنا شهادتان لروائي عربي وقاص مصري، وقراءات من كتاب خارج العاصمة جسدًا عن إبداعات يرون فيها الجدارة والاستحقاق.. تلك ضربة البداية.. وفي أعدادنا القديمة سنضيف ما له علاقة بالصناعات الثقافية. أنتظر من أصحاب التجارب الإبداعية أن يراسلونا.. من أصحاب تطبيقات المحمول.. من أصحاب المواقع التعليمية والثقافية.. من العاصمة وخارجها.. من مصر وخارجها.. إذن فمن هنا نبدأ بالجميع عربا ومصريين، نقدم إنتاجهم الأدبي وتجاربهم الثقافية.. لتكن نافذة الأمل.. لنبدأ جميعًا محاولين أن نعرف من يتابعنا على موقعنا الإلكتروني ومن يشتري صحيفتنا على ما لدى مصر المبدعة المنتجة. [email protected]