فجر الاثنين "بتوقيت القاهرة" يتم الإعلان عن جوائز الأوسكار رقم 82 هذا الحفل الذي يتابعه علي الهواء مباشرة أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وسوف يصدر هذا العدد من جريدة القاهرة في اليوم التالي لإعلان النتائج، ولايسعنا هنا إلا الحديث عن بعض التوقعات لما يمكن أن تكون عليه بعض النتائج وخاصة في مجال أفلام التحريك "الرسوم المتحركة" وجائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية! خمسة أفلام رسوم متحركة تتسابق علي جائزة أفضل فيلم ولكن اقربها للفوز هو فيلم "UPا" أو في الاعالي فهو الفيلم الذي عرض في افتتاح مهرجان "كان" السينمائي الدولي في مايو الماضي، ونال اهتماما كبيرا من النقاد والجمهور علي حد سواء، وتدور احداثه حول كهل عجوز يحاول انقاذ منزله الخشبي الذي شهد ذكريات عمره مع زوجته الراحله،وأصبح هذا المنزل محط اهتمام، مستثمر يريد أن يمتلك الرقعه الجغرافية التي يقع فيها منزل الأرمل العجوز،مما يضطر العجوز لربط منزله الخشبي بكم هائل من البالونات المملوءة بغاز الهيليوم، والارتفاع به فوق المدينة،ثم يقوم العجوز برحلة طيران داخل منزله ليستقر بين جبلين ليحقق لزوجته الراحلة حلما كانت تتمناه بالذهاب لتلك المنطقة، وأثناء الرحلة يمر العجوز وطفل صغير أصطحبه في رحلته بعدة مغامرات مثيرة، ويتسابق مع فيلم في الأعالي أربعة أفلام رسوم متحركة منها" الأميرة والضفدع" وهو من إخراج وتأليف "جون ماسكر" الذي سبق له تقديم "عروس البحرالصغيرة"،وهرقل وجزيرة الكنز وكلها أفلام رسوم متحركه من إنتاج شركة ديزني،وفيلم الأميرة والضفدع مرشح لجائزتي أوسكار أفضل أغنية عن "في نيوأورليانز"و"تقريبا هناك " وشاركت في الأداء الصوتي المذيعة الامريكية السمراء أوبرا وينفري ،التي تلعب شخصية الأم" أيودورا"،التي تعيش مع ابنتها حلم امتلاك مطعم فاخر، الشخصية المحورية في الفيلم هي الطفلة السمراء"تيانا" التي تعيش مع اسرتها الفقيرة في أحد أحياء نيوأورليانز،وهي تعشق موسيقي الجاز مثل معظم سكان المدينة،وقد رباها والدها علي الصبر والكفاح لتحقيق الاحلام،ولكنها عندما تصبح فتاة يافعة، تدخر مشاعرها للرجل الذي يستحقها ويساعدها في تحقيق حلمها ،ويأتي للمدينه أمير يعلن رغبته في الزواج من فتاة تنتمي لإحدي الاسر العريقة، وتدرك "تيانا"أنها لايمكن أن تكون تلك الفتاة أبدا،لأنها فقيرة ولاتملك شيئا غير أحلامها ،وعلي الجانب الآخر يهبط للمدينه ساحر شرير،يسعي للسيطرة علي الامير"نافين"،ويحوله إلي ضفدع،ويكون علاجه الوحيد هو أن ينال قبلة حب صادقة من أميرة التي تحبه، وتقبل أن تكون زوجة له، وتكتشف "تيانا" أن الامير "نافين" شاب كسول لايجيد صنع أي شيء في الحياة ،والأهم من ذلك تكتشف أنه مفلس،لأن اسرته تخلت عنه، وحرمته من الثروة،وهو يسعي للزواج من فتاة ثرية تعوله،ولكنه بعد أن يصبح ضفدعا تقوم تيانا بحمايته من الساحر الشرير وتسعي الي تخليصه من اللعنه التي لحقت به،وطبعا مثل كل القصص الخياليه،يقع الامير في حب تيانا،وتبادله الحب،وهو علي صورة الضفدع،وتقبل الزواج منه مما يسقط عنه السحر ويعود إلي هيأته كأمير أسمر وسيم،ولكنها تشترط عليه أن يساعدها في العمل في المطعم لأنها لاتقبل أن يكون زوجها كسولا ولا مهنة له! الفيلم يضم مجموعة من الأغاني والاستعراضات الجميلة، ويزخر بالشخصيات الخرافية الطريفة مثل التمساح الطيب الذي يعشق العزف علي آلة الكمان، والساحرة التي تقدم خدماتها لكل المحبين والعشاق، وبالإضافة للمتعة البصرية، وللحدوتة الإنسانية الطريفة، فإن الفيلم يحمل قيمه أخلاقية موجهة للأطفال وللكبار معا وهي قيمة العمل والكفاح من أجل تحقيق الأحلام.أما فيلم "كارولينا "فهو يدور حول فتاة تكتشف بابا سحريا في غرفتها يقودها إلي عالم غريب،وتتصور أنها سوف تجد بديلا لعائلتها التي تحاصرها بالالتزامات وتفرض عليها بعض السلوكيات التي تصيب الفتاة بالضجر،ولكنها تكتشف أن هناك قوي شريرة ،تريد أن تعزلها تماما عن حياتها الإنسانية العادية،وعن أفراد أسرتها فتحاول الهرب والعودة الي عائلتها!أما فيلم مستر فوكس المدهش الذي يلعب بطولته الصوتية النجم الأمريكي جورج كلوني فهو يدور حول ثعلب كسول،يعجز عن إصطياد الدجاج من حظيرة،يمتلكها رجل فقيروعائلته، في يحاول بعض اقرانه إعطاءه دروسا في خطف الدجاج،ولكن الثعلب المدهش تأخذه الرأفه بصاحب الحظيرة!أما الفيلم الخامس المرشح لجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة فهو" أسراركيلز" ويدور حول مؤلف لروايات الأطفال يعجز عن تكملة قصته،التي تدور في إطار من المغامرات،فيذهب الي غابة مليئة بالكائنات الغريبة، ويمر بعده بتجارب ومغامرات ،تمنحه الشجاعه وتشعل موهبته ،فيبدأ في كتابة تجربته الشخصية ويحقق كتابه الجديد نجاحا كبيرا. أما جائزة أفضل فيلم أجنبي "غير ناطق بالانجليزية" فيتنافس عليها خمسة أفلام ، وأقواها وأقربها للجائزة فيلم "الشريط الابيض " للمخرج الالماني مايكل هانيكي الذي سبق له الفوز عن نفس الفيلم بالسعفة الذهبية،من مهرجان "كان" السينمائي الأخير، وأحداثه تدور قبل شهر من اندلاع الحرب العالمية الأولي ،حيث تروي الأحداث من وجهة نظر أحد أطفال قرية تقع في شمال ألمانيا،الفيلم تم تصويره بالابيض والأسود، ويتمتع بمستوي تقني متميزجدا رغم أن مخرجه يقترب من السبعين! وينافس الفيلم الفرنسي "نبي" أو رسول بشدة علي جائزة افضل فيلم أجنبي وهو من إخراج جاك أوديارد ،وسبق للفيلم المشاركة في مهرجان كان ايضا وفاز مخرجه بجائزة لجنة التحكيم الكبري ،كما فاز بجائزة بافاتا التي تمنحها الاكاديمية البريطانية ،لافضل فيلم أجنبي ، وتدور احداثه داخل أحد سجون فرنسا، من خلال شاب عربي من شمال افريقيا يلعب دوره "طاهر رحيم" الذي يمر بتجربة شديدة القسوة،عندما يسيطر عليه داخل السجن زعيم إحدي العصابات الإجرامية، ويجبره علي قتل أحد السجناء،حتي يؤكد ولاءه ،ويتحول الشاب المسلم من مجرم صغير،الي مجرم عتيد ويسعي لبسط نفوذه داخل السجن ويطيح بالزعيم السابق! أما الفيلم الأرجنتيني "السر في عيونهم" فيدور حول فكرة شديدة الابتكار،يقوم بها شاب تعرضت زوجته التي كان يعشقها للقتل بوحشية من قبل أحد المجرمين المتهوسين جنسيا ، ويجد الشاب أن إعدام القاتل لا يكفي للانتقام منه ،لأن الموت سوف يريحه من العذاب، فيقرر خطف القاتل،وإيداعه زنزانه أقامها في منزل ريفي بعيدا عن الانظار، ويظل محتفظا به داخل الزنزانة ،لا يحادثه ولايسمح له بمحادثة أحد، طوال مايزيد علي عشرين عاما،مما جعل القاتل يرجوه صباحاً ومساء كي يقتله ويريحه من هذا العذاب! ربما تكون فرصة الفيلم الإسرائيلي أجامي ضعيفه في الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ولكنه علي الاقل نجح في الوصول الي هذا الموقع وهو التنافس مع اربعه افلام في غاية الأهمية، وهو يتمتع بسيناريو محكم جدا ويحمل لمحات إبداعية جعلت بعض النقاد يقارنوه بسيناريو فيلم سCRASH" الذي أخرجه دافيد كروننبرج،أما الفيلم الاسرائيلي "أجامي " فهومن إخراج كل من "إسكندر قوبطي "وهو من عرب إسرائيل،و"يارون شاني" وهو يهودي إسرائيلي صرف، وقد كتب المخرجان سيناريو الفيلم،الذي يدور في منطقة أجامي بيافا، وهي المنطقة التي تضم مجموعه من القوي المتصارعه "عرب مسلمين " وعرب مسيحيين ، ويهود ، والصراع في الفيلم يقوم بين كل أفراد تلك الفئات،بحيث ان الشخص الذي يخرج من بيته، يضع أهله احتمالات تصل الي ثمانين بالمائة لعدم عودته سالما،فالخطر يحدق في كل الناس ،مع كل خطوة وفي كل لحظة،تبدأ احداث الفيلم بشاب يقوم بعمل بعض تصليحات في سيارته،تمر أمامه دراجه بخارية، تحمل اثنين من الملثمين،وبسرعه خاطفة يطلقان وابلاً من الرصاص عليه ،فيموت في الحال، ثم يكتشفان أنه لم يكن الشخص المقصود،اما المقصود فهو الشاب ناصر، الذي لايزيد عمره علي تسعة عشر عاما، وكان سبب القتل، هو الثأر لمقتل أحد أفراد أسرة القتلة، ويتدخل أحد الكبار وهو رجل ثري مسيحي الديانه ،يقوم بعمل كبير المنطقةويعرض حل المشكلة بعد جلسة صلح بين العائلتين المتصارعتين ،وتنتهي الجلسه بطلب دية ،تصل الي رقم خرافي ،يتم دفعه خلال شهر واحد،ولما تعجز اسرة الشاب عن دفع الدية ،يقرر المتاجرة في المخدرات،ويقع الشاب في حب ابنه صاحب المطعم الذي يعمل به،وهو نفسه كبير المنطقة، ولكن والد الفتاة يرفض هذه العلاقة، ويقوم بالابلاغ عن الشاب،بعد أن كان يقوم بحمايته،أما راوي أحداث الفيلم فيرويها الشقيق الاصغر لناصر،وتنتهي الاحداث بمقتله بطريقة عبثية في الوقت الذي كان يحاول فيه حماية شقيقه،سيناريو الفيلم شديد الاحكام،والابتكار، والممثلون جميعا من الهواة الذين يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولي،أما الفيلم الخامس في قائمة الترشيحات لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ، فهو "اللبن المسكوب" وهو من بيرو، وهو اقل الافلام الخمسة إبداعا، ولكنه يعبر بشكل ما،عن بيئته وبعض الطقوس والتقاليد التي يتبعها أهل إحدي القري في حفلات الزواج، وفي مراسم إعداد الموتي للدفن ، وبطلة الفيلم فتاة شابة، تصاب بمرض نادر، حيث ينمو في رحمها جسم يشبه ثمرة "البطاطس"! تنمو وتحول حياة الفتاة إلي جحيم!الفيلم فقير إنتاجيا، وإبداعياً، ولا أعرف سببا منطقيا لاستبعاد فيلم "الأعناق المتكسرة"للمخرج الإسباني المودوفار، واختيار فيلم "اللبن المسكوب" للتنافس علي الأوسكار!