بدأت المناوشات بين الولاياتالمتحدة والصين بعدما فرضت الصين نفوذها علي جوجل وانشطتها داخل الصين بعدما استطاعت حذف بعض النتائج من محرك البحث ومنعها ظهور النتائج التي تري انها ضد توجه الصين وايضا منعت ظهور نتائج المواقع الإباحية والصين التي يستخدم فيها الانترنت ما يزيد علي 384 مليون مواطن صيني بشكل يومي ويزيد هذا العدد كل عام 40 مليون صيني علي الاقل وعدد المواقع الإلكترونية 3.68 مليون موقع والمدونات 180 مليون مدونة وذلك في نهاية العام الماضي. وقد صرحت الصين علي لسان وزير الامن العام مينج جيانشو العام الماضي ان "الانترنت اصبح وسيلة قوية للقوي المعادية للصين للقيام باعمال تخريب وتسلل ، وهذا الامر يمثل تحديا للشرطة التي عليها ان تحافظ علي الاستقرار الاجتماعي والامن في البلاد" كل هذا جعل الولاياتالمتحدةالامريكية تستشعر بان الصين تتدخل فيما كانت مسيطرة عليه من قبل فقد استطاعت الولاياتالمتحدةالامريكية من قبل توجيه جوجل ومنعها من نشر عدد كبير من الأشياء بدءًا من المواقع العسكرية الامريكية علي جوجل ايرث وكذلك بعض المواقع في الاراضي الفلسطينية المحتلة حتي صورة ابو تريكة عندما رفع شعار التضامن مع غزة في احد المباريات وكذلك رأت ان الصين بهذا العمل تضر وتتحكم في انشطة اقتصادية امريكية بالمليارات مما يؤثر عليها اقتصاديا وقد كان هذا السبب هو السبب الظاهري (ايضا) الذي دفع جوجل في البداية للاعتراض علي هذا الاجراء بشكل رسمي مدفوعة من الحكومة الامريكية باعتبار انها الشركة الاكثر ثقلا في هذه القضية ومهددة الصين بأنها ستسحب استثمارتها من هناك وانها قد توقف انشطتها في الصين وتغلق موقعها الموجه للمستخدمين الصينيين google.cnوقالت جوجل ان قرارها جاء بعد موجة من هجمات قرصنة الكترونية تعرضت لها حسابات بريد الكتروني تابعة لنشطاء صينيين في مجال حقوق الانسان بالرغم من موافقتها قبل ذلك علي إجراءات رقابية بخصوص المحتوي وتعاونها مع الصين في ذلك بشكل اثار الجدل عام 2006 واكملت تهديدها بأنها لن تدعم المواقع الصينية علي اعتبار انها بهذا الشكل ستخلق نوعًا من انواع الفراغ المعلوماتي لان وجود المعلومات علي الشبكة المعلوماتية بدون القدرة علي الوصول اليها يساوي عدم وجود المعلومات نفسها والنتيجة في كل الاحوال ضرر مباشر للانشطة الاقتصادية الصينية للاعتماد المباشر لعدد كبير من المؤسسات الصينية علي الانترنت في التسويق وانهاء الصفقات فكان الرد الصيني الرسمي ان الخسارة ستكون لجوجل في حال خروجها من السوق الصيني وبالطبع فان الرد بهذا الشكل من الاستهانة قد يبدو غير حاسم في أعين البعض كما قلنا سابقا انه مضر لكلا الطرفين ولكن الضرر الأكبر سيكون للصين ولذا فقد قررت الصين وبشكل غير رسمي ان توصل رسالة اكثر قوة للإدارة الأمريكية مؤداها انها تستطيع احداث اضرار اكثر قوة من خسائرها في كل الانظمة المعلوماتية التجارية الامريكية وعليه فان الضرر متساوي والحرب مضرة للطرفين لتخلق نوعا من انواع توازن القوي في المجتمع المعلوماتي علي الانترنت وذلك عندما نفذت مجموعة صينية (غير معروفة) هجمات معلوماتية علي جوجل وميكروسوفت كان من نتيجتها ان سرق من جوجل العديد من براءات الاختراعات وغيرها من بيانات الخصوصية الخاصة بجوجل وبشركات أخري وتم التشكيك وبقوة في قدرة جوجل علي حماية المعلومات وانهارت مصداقية المتصفح الاكثر انتشارا انترنت اكسبلولر بعدما وضح للجميع انهم غير آمنين علي الاطلاق و بدا هذا الامر كصفعة مزدوجة للادارة الامريكية لينشأ ما بدا انه حرب باردة بين الصين والولاياتالمتحدةالأمريكية قامت علي اثر هذا لجنة فنية متخصصة لدراسة وتقييم قدرات الولاياتالمتحدة الهجومية والدفاعية في مجال حروب المعلومات والإنترنت وكذلك معرفة ما هي التصرفات الممكن فعلها في حال اصابت الانترنت بشلل دائم وكذلك باقي الشبكات الحكومية مما قد يفقد الحكومة والمؤسسات الاقتصادية والعسكرية قدرتها علي التواصل ويالها من رسالة بنجاح الهجمة الصينية و قدرتها علي أثارت الرعب الامريكي ولكن كان لابد من رد وقد كان ان طالبت كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية الصين برفع قيودها علي استخدام المواطنين للانترنت. وقالت ان الجانب الامريكي ينتقد سياسات الصين الخاصة بادارة الانترنت. وان أمريكا تعارض بشدة هذه الافعال التي تضر بالعلاقات الصينية- الأمريكية . وقال متحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يتفق مع كلمة كلينتون وانه "مازال يشعر بانزعاج بسبب الاختراق الامني للانترنت" الذي وجهت جوجل اللوم الي الصين بالمسئولية عنه كما ذكر ان مسئولين امريكيين عن التجارة يسعون للحصول علي مزيد من المعلومات حيث يدرسون مطالب لرفع دعوي امام منظمة التجارة العالمية ضد الرقابة الصينية علي الانترنت وقام بالرد بشكل فوري المتحدث بأسم الخارجية الصينية ما تشاو شيوي تعليقا علي خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قائلا انه يجب علي الولاياتالمتحدة احترام الوقائع وأن تكف عن اتهاماتها غير المعقولة للصين بدعوي ما تسميه حرية الإنترنت. ولما رأت الولاياتالمتحدةالأمريكية عدم قدرتها علي الرد اليكترونيا فقد قررت الرد بما تري انها متفوقة فيه بالفعل لينتقل الرد إلي العالم الواقعي تاركة للصين العالم الافتراضي معلنة نصرها فيها فقامت بعقد صفقة اسلحة مع تيوان اغضبت الصين بشدة مما جعلها تهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لان بعدما كان هناك اتفاق علي الا تفعل أمريكا هذا مع تيوان ابداثم قامت الصين بالرد مرة اخري في العالم الافتراضي بأن قامت فتاة صينية بإنشاء محرك بحث جوجة Goojje - وهو يعني هيا الاخ الاكبر أو أذهب الأخ الاكبر بالصينية وهو ضد من حيث المعني لجوجل google والتي تعني بشكل مختصر هيا الاخت الأكبر او اذهبي الاخت الكبري- واعلنت الحكومة الصينية ان محرك البحث هذا يمثل مستقبل محركات البحث في الصين وقامت الولاياتالمتحدةالامريكية بجعل الصراع اكثر وضوحا بان اعلنت «الواشنطون بوسط» انه تم توقيع اتفاق بين شركة جوجل ووكالة الأمن القومي الأمريكي لافشال الهجمات المعلوماتية التي تتعرض لها جوجل وتحليل هذه الهجمات لحماية المجموعات الأمريكية ومستخدميها مسبقا وستقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية بتقييم نقاط ضعف جوجل وتقدير نسبة تطور خصومها مما يعني انه ستكون هناك حرب مخابراتية لتقيم الخصم وهو الصين وفي المقابل ستعطي جوجل وباقي المجموعات الامريكية معلومات عن الرموز المعلوماتية المستخدمة في الهجمات علي الشبكة وقد كانت هذه الرموز هي هدف الهجمات الصينية الاولي علي 30 شركة أمريكية كبري وجوجل معها وتعمل هذه الشركات في مجالات التكنولوجيا الحديثة والدفاع والطاقة والمال والإعلام وبهذا الاتفاق المعلن تكون الحرب غير الرسمية في العالم الافتراضي بين الصين والولاياتالمتحدةالأمريكية قد بدأت تتخذ منحني آخر لها منحني استخباراتي معلن وسنشاهد في الايام القادمة ما ستسفر عنه هذه الحرب.