جديدا من فصول الصراع الامريكي الصيني التي اصبحت تحظي باهتمام جميع الدوائر العالمية، ولكن الصراع انتقل من القضايا السياسية والاقتصادية إلي القضايا التكنولوجية، وطرح مسألة الرقابة علي المواقع الالكترونية خاصة وان جوجل تعاني من مشكلات في دول اخري أيضا تتراوح بين القضايا والنزاعات مع حكومات ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وجمهورية كوريا، وموطنها الولاياتالمتحدة. وذكرت وكالة أنباء الصين (شينخوا) في تقرير لها ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانج صرح بأن انسحاب (جوجل) من الصين لن يؤثر علي العلاقات الصينية - الامريكية "ما لم يقم البعض بتسييسها".. مشيرا إلي ان قضية (جوجل) مجرد مسألة تجارية، ولن تؤثر علي صورة الصين، ووصف تحرك البعض لربط القضية بالعلاقات الصينية - الامريكية بأنهم "يثيرون ضجة لا حاجة لها" ويبالغون.. مؤكدا ان الحكومة الصينية شجعت انفتاح الانترنت وعززته ولكنها تديره وفقا لقوانينها ولوائحها، وهي ممارسة متبعة في جميع الدول واشار إلي ان ما تسعي الصين لمنعه علي الانترنت هو تدفق المعلومات، التي قد تشكل خطرا علي الأمن الوطني ومصالح المجتمع والجمهور.. مضيفا أن أية شركة اجنبية تعمل في الصين عليها الالتزام بالقوانين واللوائح الصينية. ومن جانبه، قال نائب الرئيس الأول لتطوير الشركات ومدير الشئون القانونية بشركة (جوجل) الامريكية ديفيد دروموند بأن الشركة ستوجه جميع عمليات البحث باللغة الصينية المبسطة من النطاق (جوجل دوت سي إن) إلي النطاق (جوجل دوت كوم دوت إتش كيه)، محذرة من أن حركة مرور البيانات المتزايدة، قد تبطئ من خوادمها في هونج كونج بشكل مؤقت، وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من فشل المفاوضات بين الشركة والحكومة الصينية بشأن قضية الرقابة وعند إعلانها هذه الخطوة علي المدونة الرسمية للشركة، أشار دروموند إلي أن الرقابة هي القضية الأساسية بين الطرفين. وقال: إن الشركة تريد أن يصل أكبر عدد من المستخدمين في العالم إلي خدماتها، بما في ذلك المستخدمون من داخل الصين، غير أن الحكومة الصينية كانت واضحة، خلال المناقشات بأن الرقابة الذاتية هي شرط قانوني، غير قابل للتفاوض.. موضحا أن الشركة تعتقد أن هذا المنهج الجديد لتوفير عمليات بحث غير خاضعة للرقابة باللغة الصينية المبسطة عبر النطاق (جوجل دوت كوم دوت إتش كيه) هو حل معقول للتحديات التي تواجهها. وقد بدأ النزاع، حول الرقابة في وقت مبكر من هذا العام، عندما كشفت (جوجل) عن تعرض خوادمها لهجمات إلكترونية، وتأتي تلك الخطوة بعد أيام من ظهور تقارير صادرة عن وسائل إعلامية رسمية صينية، تتهم الشركة بمحاولة تخريب الثقافة الصينية والتمييز غير العادل للحكومة الصينية. وذكرت أن قرار نقل مواقعها باللغة الصينية إلي هونج كونج، اتخذ بالكامل من قبل المسئولين التنفيذيين في الولاياتالمتحدة، وأنه ليس هناك أية مسئولية علي عاتق موظفي الشركة داخل الصين. ويقول الخبراء في تكنولوجيا الانترنت: إن قرار شركة جوجل بإحالة مستخدمي محركها في الصين إلي موقعها في هونج كونج، لن يغير الوضع عمليا بالنسبة لرواد الانترنت الصينيين، الذين يشكلون أكبر مجموعة في العالم (نحو 385 مليون مستخدم). ورأي خبراء ووسائل اعلام عالمية، ان قرار محرك البحث العالمي الشهير جوجل، بوقف الرقابة علي نسخته الصينية واعادة توجيه المتصفحين بالصين إلي موقعه بهونج كونج، يضعه في موقف صعب سيؤدي لتدمير سمعته ومصالحه. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في مقال لها: لو ان جوجل كان يخطط لاحراج الصين من خلال إثارة جدل عالمي حول الحرية علي شبكة الانترنت فقد فشل فشلا كبيرا. ومن جانبه وصف ديريك سيزورز، الخبير الاقتصادي والتجاري المتخصص في شئون الصين بمؤسسة هيريتيج الامريكية، الخطوة التي اتخذها جوجل بالانتقال الي هونج كونج بأنها قريبة جدا من الخروج الكامل.. وهو ما سيستفز بكين ويضع جوجل خارج حائط النار فيما يتعلق بشركات الدعاية والشركاء الآخرين. وقالت صحيفة فيدوموستي الروسية ان جوجل احرق جميع جسوره في الصين ومن غير المحتمل عودته الي السوق الصينية مجددا.