"يري الصحفي والمذيع جابر القرموطي أن هناك العديد من المحاولات لإجهاض ثوره 25 يناير وخطفها، وتعرض مصر للمزايدة من قبل الكثير من الذين يحاولون ركوب الموجة والاستفادة مما يحدث، مؤكداً أن الإعلام المصري يواجه العديد من التحديات الصعبة" القاهرة التقته فكان هذا الحوار: كيف تري التغطية الإعلامية لثورة 25يناير خلال عام؟ المشكلة أن الحكم علي الأمور به نوع من الشخصنة بمعني أننا نحكم علي البرامج من خلال المذيعين وسياسة القناة، فقد أفتقدنا للتقييم الموضوعي لأن كل شخص يقيم من منظور معين فلاتوجد لدينا أداة دقيقة للتقييم الجاد، هناك اتجاه يقول بأننا مهيجين للرأي العام وآخر يري أننا ننافق الرأي العام والثوار وآخر يري بركوب الموجة وغير ذلك من الآراء المختلفة، الأداء الإعلامي يفتقد للآلية التي ترشدنا للطريق الصحيح فما يحدث حالياً هو مجرد دراسات علي البرامج في وقت معين يقوم بها أساتذة الإعلام أولجنة تقدمها الإذاعة والتليفزيون . يري البعض بأن برامج التوك شو سرقت الثورة من الثوار؟ ليست برامج التوك شو ولكن ضيوف هذه البرامج وأزعم أن البرامج عموماً كان بها خطأ كبير جداً وهو أننا ذهبنا في اتجاه واحد وأغفلنا الاتجاه الآخر، فعندما نسأل مشاهدين عن رؤيتهم لما يشاهدونه فنجد أنهم ملّوا من البرامج وضيوفها وكذلك من الضرب والقتل والحديث عن التطهير الذي لم يحدث، نخشي من الوصول لمرحلة الغضب من الثورة، لا أدعي أنني من الثوار وأياً كانت أخطاؤنا كشعب وكإعلام ومعالجة فهدفنا الأساسي هو لم الشمل. وكيف تري أداء التليفزيون المصري الرسمي قبل وبعد الثورة؟ من المفترض ألا أحكم عليه ولكن يعجبني الزملاء الإعلاميين وليس سياسة التليفزيون، فالإعلاميون يريدون شاشة محترمة تقدم مايحدث في البلد بحيادية تامة، يطمحون إلي ثورة إعلامية، النقد موجه دائماً للسياسة التي ترسمها الدولة لهذا التليفزيون لأن الثورة بعيدة عن المسئولين والإداريين، أتمني ألا يكون لدينا وزير للإعلام فمن الصعب أن يكون الوزير لواء جيش أو شرطة لأن وزير الإعلام ليس منصباً سياسياً وإنما هو منصب يتجه للإبداع. تنحي الرئيس هل اختلف أداؤك كإعلامي بعد الثورة؟ أدائي لم يختلف أو يتغير سواء قبل الثورة أو بعدها ولم أشعر بذلك نهائياً، فقد كان لدي حلقة قبل الثورة خلال شهر أغسطس 2010 مع عمرو الشوبكي وضياء رشوان حيث طالبا بتنحي الرئيس ولا يمسك جمال مبارك الحكم وهذا مسجل لدي القناة ومن يريد أن يسأل عن "مانشيت" قبل الثورة فليسأل .فجرعة الحرية لم تزد لأن القناة تعطينا حرية قبل الثورة ولا يوجد جرعة تشفي كما أن نسبة تدخل الإدارة في البرامج تكاد تكون منعدمة. إذن ما هي رؤيتك للثورة بعد أكثر من عام؟ الثورة نفسها موجودة ولكن خطفها وركوب الموجة هو أسوأ شيء، لدينا أشخاص متربصون بالثورة من جميع القطاعات والأحزاب، الثورة لم تُخطف حتي الآن ولكنها تتزحزح من مكانها بالتدريج وعلينا أن نعيدها لمكانها الطبيعي وإياً كانت أخطاؤها فإنه يمكن تحجيمها. ما هي أهم التحديات التي تواجه الإعلام المصري؟ مازلنا نتحدث عن الماضي في الوقت المفترض أن نتجه فيه إلي المستقبل، فالماضي يشغلنا أكثر من المستقبل، الناس تنتظر الشيء الذي يخرجها من الماضي للمستقبل، والتحديات سوف تظهر عندما نشعر أن النظام السابق انتهي بالفعل، لدينا فترة طويلة حتي يتحقق ذلك لأن النظام السابق مازال قائمًا بالفعل فقد أصبح هناك مواجهة بين الإخوان والحزب الوطني القائم بالفعل ومتغلل، فهو كورق انتهي ولكنه موجود كسياسة وهناك إحكام سيطرة علي مناطق بعينها لذا فأي سياسة أو تحديات نتحدث عنها لابد أن تُبني علي أرض ثابتة ونحن علي أرضية غير ثابتة فمازال في مبني الإذاعة والتليفزيون فلول أومن يميل للنظام السابق وهناك حالة فوران قوية جداً ولكن مابعد الفوران لم يحدث والأرض لزجة، هذا ليس تشاؤماً وإنما نظرة واقعية للحياة التي نعيشها. شباب الثورة إذن كيف تري تجربة بعض القنوات التي أعطت برامج لشباب الثورة لتقديمها؟ هذا ما نتحدث عنه فقد اختطفنا روح الثورة وجزءًا من داعميها وأخرجنا أبناءها والإعلام وغازلنا به الشباب، ميدان التحريرالحالي اختلف عنه في 14فبراير، فالوضع العام يشهد سعيا هائلا من الإعلام لإجهاض الثورة، ولكنه لن ينجح، وإن كان هناك شباب من الثوار يعملون بالإعلام بطريقة جيدة ولكن عموماً هناك محاولات لتعويم حال البلد.فلا نجد شيئًا واحدا يشعرنا بالثورة عدا محاكمة مبارك.. عرض جلسات مجلس الشعب عبر وسائل الإعلام مجرد شو إعلامي، هذا ما أكده الكثيرون فما رأيك؟ بالطبع أؤيد هذه الآراء تماماً، ولا اتفق مع ما يحدث فماذا يعني أن يقوم نائب برفع الأذان داخل المجلس ونائب آخر يرفع صوته بطريقة غريبة وغير ذلك، هناك مزايدة علي حال الوطن من بعض النواب ولكن انبهارنا بالتجربة الديمقراطية مهم ولكنها لم تكتمل فمازلنا نحبو. تعدد المنابر الإعلامية بصورة كبيرة بعد الثورة، علام يدل ذلك ومن أين هذه الاستثمارات في مجال الإعلام فقط؟ لم يدخل مصر مليم واحد بعد الثورة، فلم يقم مصنع أومنشأة أو يفتتح مشروع، لكن الشيء الوحيد الذي تم الدفع به في الاستثمار بعدالثورة كان الإعلام في الوقت الذي نتحدث فيه عن إغلاق 11ألف مصنع وشركة في مدينة 6 أكتوبر لا نجد قناة واحدة تُغلق في هذه المدينة، كذلك وسط البلد مليئة بالمتاريس ولكن لم نجد مؤسسة صحفية أغلقت بابها، لا أعلم السبب في كون مجال الإعلام الوحيد الذي تم ضخ الأستثمار فيه بصورة كبيرة بعد الثورة فهذا سؤال لا أستطيع الإجابة عنه. نقد لا تجريح تعرضت لهجوم شديد لبكائك أثناء تنحي الرئيس السابق, فكيف كان رد فعلك؟ النقد مباح للجميع ولكني أتمني أن يكون النقد بناء وألا يتجاوز اللفظ، لاأذكر أن والدي سبني أوعاقبني يوماً ما في الوقت الذي تلقيت فية أكثر من 33 ألف رسالة خلال أربعة أشهر تتضمن سبًا وقذفًا. كيف تجمع بين عملك كصحفي وكمذيع؟ العملان يخدمان علي بعضهما البعض وإن كانت الصحافة تفيد عملي بالتليفزيون أكثر،لأن البرنامج الذي أقدمه يعتمد أكثر علي الصحافة كما أستفيد من آراء زملائي الصحفيين وتعليقاتهم وبقدر الإمكان أجد ضغطا من الجمع بين العمليين ولكني سعيد بهما. ماذا لوعُرض عليك إجراء لقاء صحفي أوتليفزيوني مع الرئيس السابق، فكيف سيكون موقفك؟ أوافق بالتأكيد، فالإعلام شيء والاتجاه والوضع السياسي شيء آخر ولاأري أي نوع من القلق عندما تتُاح فرصة لقاء أي فرد من النظام السابق لأن الإعلام يعني الانفتاح علي كل الاتجاهات والاحتفاظ بالرأي عندما يكون الفرد مع نفسه فقط، عندما أجري لقاء مع أحد أبدي رأيي من خلال أدائي المهني علي الشاشة وربما أرتكبت بعض الأخطاء من خلالها أدلي بدلوي.