كشف تفاصيل تصوير فيديو كليب لبنات داخل مدرسة بالمعادي | خاص    أسعار الفاكهة اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر في سوق العبور للجملة    تعرف على سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 22-10-2024    محافظ أسيوط يتفقد مجمع مواقف المعلمين للتأكد من الالتزام بالتعريفة الجديدة    محافظ أسيوط يتفقد مجمع مواقف المعلمين للتأكد من الإلتزام بالتعريفة الجديدة    «التموين»: زيادة المعروض من بيض المائدة بالمجمعات بسعر 150 جنيهاً    طيران الاحتلال يقصف حارة حريك مجددًا    منذ انضمامها رسميًا.. مصر تشارك في قمة بريكس كعضو بالتجمع للمرة الأولى    مفاجأة.. مصادر تكشف الهيكل التنظيمي ل«حماس» بعد اغتيال السنوار    استشهاد 15 فلسطينيا جراء قصف طائرة إسرائيلية بلدة بيت لاهيا شمال غزة    هل يتوج الأهلي بكأس السوبر المصري حال انسحاب الزمالك.. مصدر يوضح    التشكيل المتوقع لريال مدريد ودورتموند في دوري أبطال أوروبا    تزامناً مع جلسة الحكم.. ننشر أقوال مؤمن زكريا في واقعة أعمال السحر    الحماية المدنية تسيطر على حريق مصنع بلاستيك بالطريق الزراعي بالغربية    بعد قليل.. محاكمة أحمد فتوح في واقعة دهس فرد أمن بطريق الساحل الشمالي    قتلها وألقى جثتها بالصحراء.. التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في جريمة عامل تخلص من زوجته بالهرم.. والمتهم: "شكيت في سلوكها"    قرار قضائي ضد المتهم بقتل شاب لدفاعه عن صديقه في إمبابة    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بالشرقية    محافظ أسوان يشهد احتفالية تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأبوسمبل    بعد نجاح «تيتا زوزو».. حمزة العيلي يشارك في بطولة «فهد البطل»    مفاجأة ل وليد صبري.. تعرف على أحداث الحلقة 28 من برغم للقانون قبل عرضها    وزير الصحة ونظيره العراقي يبحثان التعاون في إنشاء وتطوير المستشفيات    أسعار الشوفان اليوم الثلاثاء 22-10-2024 في الأسواق    تحت مظلة حياة كريمة.. جامعة قناة السويس تطلق قافلة شاملة إلى محافظة السويس    سقوط طائرة شحن غرب السودان وإعلان هام من سفارة روسيا بالخرطوم    «التموين»: طرح بيض المائدة في المجمعات الاستهلاكية بسعر 150 جنيهًا في هذا الموعد    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    النجمات لطيفة وجنات وريهام عبد الحكيم في ضيافة «الليلة العمانية» بالأوبرا    دعاء جبريل للنبي عندما كان مريضا.. حماية ربانية وشفاء من كل داء    الجارديان تلقي الضوء على مساعي بريطانيا لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة روسيا    الكرة النسائية.. المدير الفني لفريق سيدات "مسار" يطالب الاتحاد بحلول لظاهرة الهروب من المباريات    جريمة هزت عرش جرجا وأشاعت الحزن بالبلينا.. تفاصيل اللحظات الأخيرة بحياة ضحية التوكتوك    خاص| محمد القس يكشف عن دوره في مسلسل «برغم القانون»    «الأزهرى» يشارك فى حفل تنصيب الرئيس الإندونيسى نائبًا عن «السيسى»    بث مباشر على تيك توك.. طبيبة تونسية تنقل عملية جراحية من داخل العمليات (تفاصيل)    اليوم.. وزير التعليم يستعرض خطط وسياسات الوزارة أمام البرلمان    عواقب صحية كارثية لشرب كوكاكولا يوميا، أخطرها على النساء    تصل ل 20 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب نوفمبر المقبل    استطلاع: غالبية الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل    صناع عمل "مش روميو وجولييت" يعلنون تأسيس نادي أصدقاء للجمهور    الأمم المتحدة تدين القصف الإسرائيلي العنيف للمناطق الحضرية والسكنية في لبنان    قائد القوات البحرية: مصر نجحت في منع الهجرة الغير شرعية منذ 2016    تغطية إخبارية لليوم السابع حول غارات الاحتلال على رفح الفلسطينية.. فيديو    رئيس جامعة بنها: ندعم أفكار الطلاب وابتكاراتهم    محمد عبدالجليل معلقًا على غرامة كهربا: حذرت لاعبي الأهلي من محمد رمضان    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    حل سحري للإرهاق المزمن    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    النائب العام يبحث مع نظيرته الجنوب إفريقية آليات التعاون القضائي    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    سعر الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    رئيس إنبي: لجنة المسابقات ستشهد نقلة نوعية بعد رحيل عامر حسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان الأفلام الأوروبية.. نافذة علي سينما لا نعرفها
نشر في القاهرة يوم 06 - 12 - 2011


فيلمان كبيران كانا مركزا لكثير من الجدل والخلاف في مهرجان «كان» الأخير.. الأول والذي يحمل اسم «بوليس» فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.. بموافقة كثير من النقاد والمختصين، أما الثاني ويحمل اسم «الجلد الذي أحمله» وأخرجه المخرج الإسباني الأكثر إثارة للجدل بدرو المودوفار الذي خرج من المسابقة «الثانية» دون أية جوائز وهذه هي المرة الثالثة التي تصدم لجان التحكيم في هذا المهرجان السينمائي الشهير، أكثر المخرجين الإسبان شهرة وربما أكثرهم موهبة أيضا. «بوليس» هو الفيلم الأول لمخرجة فرنسية شابة تدعي مايدين لوبسكو .. وكما يوحي الاسم، يبدو أن أصول هذه المخرجة ليست فرنسية محضة.. الفيلم الذي شاركت المخرجة في كتابة السيناريو الذي يعتمد كما تقول سطوره في بدايته علي أحداث واقعية يدور في كتيبة للشرطة مهمتها حماية الأحداث الذين يتعرضون للتحرش الجنسي خصوصا من أقرب الناس إليهم.. والفيلم يربط بين هذه الأحداث المروعة الصادمة وبين الحياة الخاصة لهذه الكتيبة المؤلفة من مجموعة من النساء والرجال تأثرت حياتهم وتصرفاتهم بشكل مباشر أو غير مباشر بالأحداث التي يحققون فيها. ليونة شعرية سيناريو مغزول بعناية فائقة وكأنه قطعة من «الكانافاه» ذات ألوان مبهرة وليونة شعرية فائقة. الفيلم يبدأ بتحقيق مع والد في الأربعين متهم بالتحرش بابنته البالغة عشرة أعوام الأسئلة تنهال كالسياط.. جريئة.. مقتحمة لا تترك أي تفصيل أو أي شرح.. والرجل الذي يدعي البراءة ينهار أمام سهام الاتهام ونظرات ابنته وإجاباتها البريئة. أي أن الفيلم قبل أن يدخل في تفاصيله الكثيرة التي ستشمل أكثر من قضية وأكثر من حادثة وأكثر من مراهق ومراهقة يصيبنا بالضربة القاضية منذ مشاهده الأولي ويهيئنا لمواجهة ما نري .. وتفتح أمامنا أبواب الجحيم الذي سنعيش فيه أو الذي نعايشه بالأحري.. مغمضي الأعين متجاهلين ما يجري أمامنا من هول ورعب في هذا المضمار الذي يعتبره البعض «تابوه» محرما لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منه أو معالجته بصراحة حقيقية. أحداث واقعية وتتوالي الأحداث .. رهيبة تكاد أن تجنح للخيال لولا تأكيد الفيلم لنا منذ البداية .. إنها أحداث واقعية لكن جانب الخيال تختزنه المخرجة الشابة للحديث عن عواطف ومآسي هذه الكتيبة التي تعيش أهوال حياة عصرية فقدت بوصلتها تماما، حيث نري -جدا- تجاوز الخامسة والسبعين وقد اشتعل رأسه شيبا يعترف بممارسة الشذوذ مع حفيده البالغ من العمر ثمانية أعوام، أو هذه الأم السوداء البشرة التي تأتي بمحض ارادتها لكتيبة الشرطة لكي تسلمهم ابنها البالغ أيضا من العمر تسعة أو عشرة أعوام بعجزها عن إيجاد مأوي دافئ له أو طعام يأكله ومحاولة أحد أعضاء الكتيبة وهو من أصل عربي أن يجد حلاً لها ولابنها لكن الرئيس القاسي القلب يرفض إيواء الأم ويوافق علي قبول الطفل في أحد الملاجئ الرسمية مما توافق عليه الأم مرغمة وتترك ابنها فريسة موجة بكاء عارمة وأنين وحشي .. يختلط فيه الحزن العميق بالخوف من المجهول في واحد من أجمل مشاهد الفيلم وأشدها تأثيرا ورهافة في الإحساس والتعبير. أو هناك هذا الأب المسلم المؤمن الذي قرر تزويج ابنته برجل يكبرها سنا والذي يتلقي درسا في الدين مليئاً بالعصبية والإخلاص من إحدي موظفات هذه الكتيبة والتي تعود أصولها هي أيضا إلي بلاد المغرب العربي. تنجح المخرجة أيضا بشكل بارع جدا في رسم علاقة حب تبدو أول الأمر عابرة ثم ترسخ بقوة بين مصورة ذات أصول عربية قيد التمرين وبين أحد مسئولي هذه الكتيبة الذي يعيش حياة زوجية متأزمة كيف يولد هذا الحب وكيف ينمو وينتصر من خلال الأزمات والمآسي التي تعيشها أو تعايشها هذه الكتيبة الخاصة. مأساة مراهق وأخيرا مأساة إحدي كبار المسئولات في هذه الكتيبة التي تسلل الفساد الذي تعايشه كل يوم إلي حياتها الخاصة والعامة وعلاقاتها بأقرب الزميلات إلي قلبها والتي تكشف لها في لحظة حقيقية مردة التحول الغريب الذي طرأ عليها مما يقودها إلي الانتحار. في الوقت نفسه الذي نري فيه مأساة مراهق في الثانية عشرة يعتدي عليه مدربه في الجمباز وتحاول المسئولة عنه إفهامه نوعية هذا الاعتداء وأخطاره علي مستقبله. الفيلم رغم طول مدته «ساعتان وربع الساعة» يسير بإيقاع مدهش متناغم بين الخيال والحقيقة ويلمس بقوة ورهافة حس مشاكلها جنسية ونفسية لم تعتد السينما علي معالجتها بهذه الصراحة المطلقة وهذا الحوار المدهش. لذلك لم يكن غريبا حقا أن يحظي الفيلم بهذه الجائزة الكبري التي نالها في «كان» وأن يرقي بمخرجته الشابة إلي الصف الأول من المخرجات الفرنسيات الواعدات والقادرات علي التصدي لأكثر الموضوع ديناميكية والتهابا .. بصراحة مذهلة يجعلنا رغما عنا نؤمن بالدور الاجتماعي الكبير الذي يمكن أن تحققه السينما. ورغم إعجابي العميق بسينما المودوفار ونزعتها الطليعية وقوة التحدي التي تطل من أحداثها والتجديد المدهش في سرد وقائعها فإني قد أوافق لجنة التحكيم علي تجاهلها فيلمه الأخير رغم التوقع العالمي له بالفوز بعد إحباطه قبل ذلك مرتين من خلال هذا المهرجان نفسه. فيلمه الجديد الذي يحمل عنوانا مثيرا يتكلم كعادته عن أشياء كثيرة يجمعها خط درامي واحد مثقل بالأحداث والشخصيات .. إنه يروي مغامرة طبيب جراح شهير استطاع بمهارته أن يحقق نجاحا في إدخال جينات خارجية لنطاق الجسم البشري يمكنها أن تغير من طبيعته ومن هويته كما يستطيع أن يضع «جلدا» جديدا للوجه لكي ينتقل الإنسان الذي وقع تحت سيطرته من دنيا إلي دنيا أخري.. إنه يشرع في إتمام تجاربه بعد حادث مأساوي تعرضت له زوجته التي هربت مع أخ غير شرعي له، ولكنهما يقعان صريعي حادث سيارة مروع يحترق في أثرها وجه الزوجة وتتشوه .. ثم تنتحر مسببة لابنتها الشابة صدمة كبيرة تقودها إلي الإدمان وإلي مصحة نفسية .. ما إن تخرج منها حتي تتعرض لحادثة اغتصاب يقوم بها زميل عصفت المخدرات بعقله.. وتموت الابنة في المستشفي بعد هذه الصدمة ويقرر الطبيب الموهوب أن ينتقم من الشاب بأن يحوله عن طريق عملية جراحية معقدة من رجل إلي أنثي وأن تصبح هذه الأنثي عشيقته! أحداث خيالية الفيلم كما نري ينهض علي أحداث خيالية يختلط فيها جنون المودوفار بهلوسته .. وتتوالي فيه التيمات التي برع هذا المخرج الذكي والشديد الموهبة في تقديمها الجنس والجريمة والطب القاتل والثأر والأجواء الغريبة التي تعكس وراء أناقتها وجماليتها المفرطة وحشية إنسانية تصل أحيانا إلي حد اللاحتمال. وكعادته يزين المودوفار فيلمه بموسيقي مدهشة وديكورات خلابة معتمدا علي أداء يصل إلي حدود الإعجاز أحيانا من أبطاله جميعا.. «بانديراس يعود إلي مكتشفه الأصلي بدور شديد التعقيد» البراءة والأمومة وصلة الأرحام تبدو في هذا الفيلم قوية ذات أبعاد درامية مقنعة.. الأم التي تلد أخوين أحدهما من أب أرستقراطي والثاني من خادم عابر ويتقاتل الأخوان علي امرأة واحدة. الجنس والاغتصاب الفكري والجسدي هما الأساس الذي ينهض عليه الفيلم كله من خلال تنويعات درامية تقفز بك من حادثة إلي أخري معتمدة علي تشويق بارع وعلي تكنيك في السرد ربما تعود أصوله إلي ألف ليلة وليلة ، حيث يقودك كل حدث إلي حدث آخر مختلف .. وتتفرع الأزمنة بين ماض وحاضر في تشكيلة مدهشة تجعل المتفرج يقع في متاهة سينمائية عذبة .. يشعر فيها أن المودوفار اللاعب الأكبر يجذب خيوطه كما يشاء ويتلاعب بعواطفه حسب أهوائه ومزاجه. وينجح المودوفار رغم تعقد أحداث سيناريو فيلم بات يجذب المتفرج إليه كما تجذب أفعي الكوبرا فريستها مسحورا لا يملك من أمر نفسه شيئا .. ولكنه بعد أن يخرج من القاعات المظلمة ويبدأ بمراجعة نفسه واستعراض هذه الأحداث التي سحرته وأنسته نفسه .. يحس أنه قد وقع فريسة «ساحر بهلوان» تلاعب به كما يتلاعب بالبيضة والحجر. وأنه آخر الأمر لم يبق في يديه إلا خيط دخان. درس سينمائي بارع ولكنه قد يكون «أجوف» من الداخل تحيط به ألوان سحرية جاذبة ولكنه آخر الأمر لا يصل إلي شيء. فيلمان كبيران في زخم أفلام كثيرة مهمة قدمها لنا المهرجان الأوروبي واشعرتنا كم أننا مازلنا في سينمانا المتعثرة بعيدين حقا عن هذا الفن الذي يتطور بسرعة هائلة.. وكأننا في كوكب آخر لايمت إلي كوكب المريخ السينمائي الجديد بأية صلة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.