في زيارة للمدينة.. قامت جمعية المحافظة علي التراث المصري بزيارة متحف الاسماعيلية وكان لنا بعض الملاحظات الجوهرية التي أعتقد أنه يمكن تلافيها بسهولة في هذا المتحف وفي أي متحف إقليمي آخر. متحف الإسماعيلية واحد من المتاحف الاقليمية الصغيرة، ويعد من أقدم المتاحف في مصر شيده المهندسون العاملون في الشركة العالمية للملاحة البحرية (هيئة قناة السويس حاليا) عام 1911 و تم افتتاح المتحف للزيارة عام 1913. وقد اقيم أصلا ليضم الآثار التي وجدت أثناء حفر القناة، وفي الستينات تم ضمه الي هيئة الاثار المصرية، وفي عام 1980 تم إنشاء ملحق للمتحف. يأخذ المتحف طابعا معماريا مميزا وهو يأخذ شكل المعابد المصرية القديمة. ويتميز المتحف بندرة وأهمية مايحتويه من قطع أثرية وبالرغم من صغر حجمه إلا أن موقعه ممتاز ومحاط بحديقة متحفية ويضم آثارا متفرقة من العصور المختلفة، مصري قديم، يوناني روماني قبطي، اسلامي. المتحف يضم 4000 قطعة يعرض منها 1000 قطعة لصغر مساحة العرض والباقي مشون بالمخازن وبالرغم من التنوع في المقتنيات وقيمة بعض القطع التي لا يوجد لها مثيل إلا أن طريقة العرض وتسلسله يشوبها كثير من الأخطاء، فقد تم وضع قطع مصرية قديمة مع قسم القبطيات، وقطع يونانية رومانية مع القسم الاسلامي، بخلاف القطع القبطية التي وضعت مع المصري القديم. هذا جانب أما الجانب الاخر فهو يخص السادة امناء المتحف ومع احترامي الكامل لهم فهم غير مؤهلين متحفياً بالمرة.. سواء لشرح المحتويات أو لكيفية التعامل مع الزائرين والتفريق بين المتخصص وغير المتخصص، كما يحتاجون الي تنمية قدراتهم في دراسة المقتنيات التي توجد بالمتحف وكيفية التفريق بين عصر وآخر. ونظرا لاحتواء المتحف علي كثير من القطع من عصور مختلفة ومن أماكن مختلفة لم تقتصر علي الاسماعيلية أو قطاع قناة السويس ككل، فهذا يجعل للمتحف مكانة كبيرة وسط المتاحف الاقليمية مما يستوجب عناية أكبر واهتماما اكثر من المجلس الآعلي للاثار حتي يتبوء المكانة التي يستحقها. إن هذا المتحف يمكن أن يتحول إلي أداة تعليمية وتثقيفية لقطاع مهم وشريحة عريضة من مجتمعنا وهم الطلبة في مراحل التعليم المختلفة ومن خلاله يتعرفون علي تاريخ مصر وحضارتها العريقة علي مر العصور وايضا يكون فرصة لدراسة الحقبة القبطية من خلال الآثار التي أهملت تماما في مناهج التعليم. لذا فنحن نناشد المسئولين عن قطاع المتاحف إعادة توزيع المعروضات وإعادة كتابة التعريف بها نظرا للاخطاء الكثيرة والقصور الشديد في المعلومات وعلي حد علمي فان ذلك لم يحدث منذ إعادة الافتتاح في الثمانينات. إن هذا المتحف يجب أن يوضع علي الخريطة السياحية وتسليط الضوء علي القطع الفريدة به. واعتقد أن المتحف بوضعه الحالي لا يعدوا ان يكون مخزنا متحفيا. ومن القطع الفريدة في المتحف مسرجة فخار من العصر القبطي عليها مونوجرام السيد المسيح موضوعة ضمن قسم المصري القديم. قطعة من الفخار ثلاثية الاضلاع تشبه الكهف واجهتها بها فتحة علي جانبيها برجان ارتفاعها حوالي 30 سم توجد بالقسم القبطي وهي تحتاج دراسة متأنية لمعرفة وظيفتها ومتي ظهرت وهل يوجد لها مثيل في اماكن أخري. أرضية فسيفساء وهي تحكي قصة غرامية عبارة عن ثلاثة مشاهد بها نص يوناني يجب ان يترجم ويوضع النص ومضمونه مع تاريخ الارضية. قطع من الزجاج المتحجر نادر الألوان بجانبه عدد 2 قنينة زجاج للعطور منها قنينة مزدوجة نادرة تؤرخ يوناني روماني. ان المتاحف هي علم مستقل له أصوله وهي آداة تثقيفية مهمة جدا وخاصة في المناطق التي تبعد عن القاهرة او جنوبالوادي تحتاج منا ان نهتم بها ونشجع علي زيارتها حتي يتكلل بالنجاح ذلك الجهد الواضح والإنجازات الكبيرة التي تحققت في قطاع المتاحف خلال السنوات الماضية خاصة بعد تولي الأثري محمد عبد الفتاح المسئولية وذلك في العديد من المشروعات المتميزة والافتتاحات الجديدة.