تعد تونس واحدة من اكثر الدول العربية علمانية احتشد آلاف التونسيين أمام المجلس الوطني التأسيسي يوم الجمعة للمطالبة بدولة اسلامية وبتطبيق الشريعة الاسلامية في الدولة التي تعد واحدة من اكثر الدول العربية علمانية. وطالب المحتجون باعتماد الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي ووحيد للدستور التونسي الجديد. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عدة شعارات من بينها "الشعب يريد تطبيق الشريعة" و"تونس إسلامية وليست علمانية". وحمل المتظاهرون رايات سوداء وبيضاء تميز التيارات السلفية والإسلامية وسط تواجد أمني كثيف. وقال أحد المتظاهرين، وكان يحمل لافتة كتب عليها "الاسلام ديننا والقرآن دستورنا" إن "الشريعة يجب ان تكون المصدر الرئيسي للتشريع. نرفض أي دستور لا ينص على ان الإسلام هو الدين الرسمي للدولة". وعلى الرغم من أن الاسلاميين لم يلعبوا دورا بارزا في ثورة 2011 ، احدث الخلاف حول دور الدين في السياسة استقطابا كبيرا في السياسية في تونس منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي. ويريد بعض النواب الاسلاميين أن يحدد الدستور الجديد الشريعة كمصدر رئيسي للدستور. ويعارض العلمانيون هذا المطلب ويشعرون بالقلق من ان الاسلاميين قد يحاولون فرض آرائهم مما قد يقوض الديمقراطية الوليدة في تونس. وعلى الرغم من فوز حزب النهضة ذي التوجه الاسلامي المعتدل في الانتخابات التي جرت في اكتوبر / تشرين الاول الماضي، إلا انه شكل ائتلافا حاكما مع حزبين علمانيين. وتعهد حزب النهضة بعدم حظر الخمور أو فرض الحجاب، وهو ما كان بعض العلمانين يخشونه. ولم يشارك حزب النهضة في الاحتجاجات التي جرت الجمعة وعدا إليها ائتلاف "الجبهة الاسلامية" الذي يهدف أساسا لتطبيق الشريعة.