تناولت صحف أجنبية، موقف جماعة الإخوان المسلمين في مصر عقب فوزها بحوالي 45% من نتائج إنتخابات مجلس الشعب، والعقبات التي تواجهها في طريقها إلى الحكم، في ظل التحفز الشعبي الذي مازال ينذر بثورة جديدة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وتشدد فكر التيار السلفي، وضعف قبضة الجيش. وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ، أمس الجمعة، أن جماعة الإخوان تتمتع بالالتزام الدينى، و الحنكة السياسية، وهو ما سينأى بها عن الدخول فى معارك مع السلفيين في معارك دينية بشأن ما إذا كان يمكن للسياح ارتداء "الشورت" فى شرم الشيخ أم لا، ولكنها ستركز اهتماماتها على الجانبين الاقتصادى والاجتماعى لإخراج البلاد من أحوالها السيئة. وأضافت أنه مع حصول الإخوان على نحو 45٪ من مقاعد البرلمان وتحولها من عدو الدولة إلى مركز السلطة، فإنها سوف تتحرك لتبديد مخاوف الليبراليين والعلمانيين من أن الإسلاميين لن يطبقوا الشريعة الإسلامية بصرامة. وحذرت الصحيفة من أن فشل الجماعة في حل المعضلة الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليًا، سيبخر قوتها السياسية، وسيذهب بشعبيتها الواسعة. ومن جانبها، ترى صحيفة "جارديان" البريطانية أنه رغم حصول جماعة الإخوان المسلمين على نحو 45% من مقاعد البرلمان وتصاعد الآمال بإمكانية تحقيق نتائج جيدة، فإن الجماعة ستواجه الكثير من العقبات، خاصة فى ظل سيطرة الجيش، واستمرار ثورة الشباب فى الشارع، وتردى الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد. وقالت الصحيفة: إن النتائج التى حققتها الإخوان تعتبر انتصارًا كبيرا يحدث لأول مرة منذ إنشائها قبل 84 عاما، مشيرة إلى أن حزب الحرية والعدالة سيكون أكبر قوة فى البرلمان الجديد عند بدء أعماله فى 23 يناير، كما أعلن المجلس العسكرى، قبل يومين فقط على الذكرى الأولى للثورة. وترى الصحيفة أنه رغم سهولة النتائج التى حققها الإخوان للوصول للبرلمان فإن الشوارع المحيطة بمبنى البرلمان تشير إلى قصة أكثر تعقيدا، فالمداخل الشمالية والشرقية للبرلمان مغلقة بالحواجز التى أقيمت بأحجار الجرانيت العملاقة، فضلاً عن أن آثار الاشتباكات الأخيرة بين الثوار وقوات الأمن مازالت فى الشوارع حتى الآن. وأوضحت الصحيفة أن هذه الأشياء تعتبر رسالة مفادها "أنه رغم انتخاب برلمان جديد إلا أن عصر ثورة الشارع لم ينته بعد"، معتبرةً أن المجلس العسكرى يتمتع بشرعية ضعيفة لم تعد مقبولة من الجميع. وأشارت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إلى أن حضور بعض قيادات الإخوان قداس عيد الميلاد فى كاتدرائية العباسية محاولة حريصة لتهدئة أعصاب المسيحيين بعد حصول الإخوان على ما يقرب من نصف المقاعد فى البرلمان.