قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين تتمتع بذكاء غير عادي، فهي لن تدخل في معارك حول توجه الجماعة الديني وطرق تطبيقها للشريعة، ولكنها سوف تركز اهتماماتها على الجانب الاقتصادي والاجتماعي لإخراج الشعب المصري من أحواله السيئة، ونشل البلاد من حالة الركود والانهيار الاقتصادي الذي تعانيه، حتى تفوت الفرصة على الذين يريدون جرها لمعارك لا طال منها غير تشويه صورتها. وأضافت إنه مع حصول الجماعة على نحو 45٪ من مقاعد البرلمان، تتحول الجماعة من عدو الدولة إلى مركز السلطة، مشيرة إلى أنها سوف تتحرك لتبديد مخاوف الليبراليين والعلمانيين من أن الإسلاميين لن يطبقوا بصرامة الشريعة الإسلامية، فقد أظهرت الجماعة في الأسابيع الأخيرة قدرا من الواقعية السياسية، فقد أدركوا أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها مصر يجب ألا تحجبها معارك دينية بشأن ما إذا كان يمكن للسياح ارتداء شورت في شرم الشيخ. ونقلت الصحيفة عن "صبحي صالح" أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي فاز بمقعد في البرلمان قوله:" هذه لحظة خطيرة... الجميع كان يحاول صرف أنظار الرأي العام بالحديث عن جدول الأعمال الدينية لجماعة الإخوان .. لكن الأولوية الحقيقية بالنسبة لنا هي الإصلاح الاقتصادي .. وعلينا أن نعطي الناس الاستقرار وخفض الفقر". وأضاف إذا لم تهتم الإخوان بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية فماذا فإن شعبيتها سوف تتأثر كثير.. نحن بحاجة اليوم لخفض تكلفة الفول والخبز وزيت الطهي .. ويجب علينا أن نركز على دعم البرامج الزراعية والمصانع الصغيرة والمتوسطة، نحن بحاجة لإنتاج المزيد ونظام مبارك أغلق (1500) مصنع من خلال سياسية الخصخصة". ولفتت صالح عندما سئل كيف يمكن لبلد مع هبوط سوق الأسهم المالية وتضاؤل الاحتياطيات يمكن أن تتجه إلى إصلاح اقتصادي كبير ، إلى تخطيط جيد ودراية كاملة بمجريات الأمور، فقال "هناك 60 مليار جنيه مصري [10 مليار دولار] في الضرائب غير محصلة من رجال الأعمال المتصلين بالحزب الحاكم سابقا، ونحن يمكننا الحصول عليهم.. ويمكننا أيضا جمع أكثر من 500 مليار جنيه مصري [83 مليار دولار] من صفقات الأراضي التي وزعت على رجال النظام القديم، وهذا ليس من الانتقام، ولكنه من العدل والإنصاف". وأضاف : "نحن بحاجة إلى أسواق حرة وغير فاسدة مع الهدف الاجتماعي.... السوق يجب أن يكون دائما تستجيب لاحتياجات الناس".
