الثلاثة الكبار في كان..ومحاولات لاستعادة التوان في منطقة اليورو قبل ساعات من بدء قمة الأزمة لزعماء الدول العشرين الكبرى في مدينة كان الفرنسية ، تتزايد الضغوط الدولية على اليونان، صاحبة صرخة الإستغاثة الأعلى في منطقة اليورو، خاصة بعد الإعلان المفاجئ من رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو عن طرح خطة الإنقاذ القادمة من الإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي للاستفتاء العام في بلاده، وهو الاقتراح الذي اثار مزيدا من الحيرة والجدل في دوائر المال في العالم. ويتوجه قادة الدول العشرين إلى كان وعلى ألسنتهم نداء واحد للدول المدينة في منطقة اليورو: أعيدوا ترتيب بيوتكم. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت أنها تريد "شفافية" من اليونان. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقال إن المحادثات التي سيجريها مع رئيس الوزراء اليوناني باباندريو ستتناول مناقشة "الشروط التي تحكم تضمن التزام أثينا بما تم الاتفاق عليه في صفقات الانقاذ الأوروبية". ووصف ساركوزي قرار اليونان "المنفرد" بطرح تلك الصفقات للاستفتاء بانه أمر "مؤسف". وقد أعرب ساركوزي وميركل عن شعورهما بالصدمة عندما أعلن باباندريو عن اعتزامه إجراء ذلك الاستفتاء. ذلك ان كلا من فرنساوألمانيا تخشيان من أن رفض اليونانيين لصفقة الإنقاذ الأوروبية قد يدفع اليونانيين إلى الدخول في متاهة من الفوضى الشاملة التي قد تنتهي بخروجها من منطقة اليورو، وهي "عدوى" قد يسهل انتشارها بصورة وبائية في دول أخرى تترنح داخل المنطقة. ولكن متحدثا باسم الحكومة اليونانية قال إن الاستفتاء سيكون على صفقة الإنقاذ الاوروبية وليس على البقاء أو الخروج من منطقة اليورو. وبما ان المانيا تتحمل القدر الاكبر من جهود انقاذ اليورو، فانها تشارك فرنسا القلق، مما دعا ميركل وساركوزي الى ترتيب لقاء مع باباندريو قبل ساعات من افتتاح القمة في كان . ولا يتوقع الكثير من الاجتماع الثلاثي سوى التأكيد على ان صفقة الانقاذ الاوروبي، التي يشارك فيها صندوق النقد الدولي مع البنك المركزي الاوروبي، هي السبيل الوحيد لحل ازمة اليونان وابقائها داخل منطقة اليورو. لكن الزعيمان الفرنسي والألمانية يتفقان سلفا على أن تقديم المزيد من الدعم لليونان مرتبط بصورة لا تقبل المساومة بتنفيذ إجراءات تقشفية صارمة، وبغض النظر عن استعداد باباندريو وحكومته لابتلاع تلك الإجراءات المريرة. ومع ذلك تبقى المخاوف قائمة من الموقف في إيطاليا ومدى التزامها بتطبيق خطط قاسية للتقشف على نحو ما وعد به رئيس وزرائها سيلفيو بيرلسكوني. وتعقد الحكومة الإيطالية الأربعاء اجتماعا طارئا لمناقشة تلك الإجراءات. ويقول موفد بي بي سي إلى كان أحمد مصطفى إن الرئيس الفرنسي، الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة العشرين في كان الخميس والجمعة، يرغب في ان تكون القمة تتويجا لجهود انقاذ منطقة اليورو قبل ان تفاجئه تطورات الوضع اليوناني. فالاتفاق الذي تم إبرامه مع أثينا الأسبوع الماضي هو جزء أساسي من استراتيجية أوسع لتعزيز قدرة العضلات المالية الأوروبية على التدخل بصورة حاسمة وقت الشدة، من خلال صناديق الإنقاذ ، وعلى رأسها آلية الإستقرار النقدي الاوروبي ، وأيضا من خلال إجراءات مدروسة مثل زيادة رؤوس أموال البنوك الأوروبية لإنعاش قدرتها على تقديم مزيد من القروض وبالتالي تشجيع الإستثمارات الجديدة وإنعاش الأسواق. وكان قادة منطقة اليورو يأملون في طرح خطة عمل محددة المعالم وذات أبعاد عالمية على قادة الدول العشرين الكبرى في اجتماعهم على مدى يومين في كان. خيبة أمل قمة كان.. مطالبات لدول اليورو المتعثرة بشد الأحزمة ولكن يبدو أن مثل تلك الخطة تتعثر الآن. فوزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة الفرنسية جان ليونتي قال إن الأهمية الآن تنصب على مواصلة المفاوضات مع اليونان لإتمام صفقة إنقاذها. كما أن القرارات التي اتخذت الأسبوع الماضي لا يمكن أن يعاد التفاوض بشأنها، لإنها تمثل حبل الإنقاذ الوحيد أمام اليونان كي تزيح عن كاهلها عبء الديون العاجلة. وجاء استفتاء باباندريو ليضيف بعدا جديدا للأزمة ، لإنه يعني ببساطة توجيه سؤال لليونانيين بشأن ما إن كانوا يرغبون في البقاء ضمن منطقة اليورو ، لإنهم إن رفضوا تلك الصفقات فإن خروجهم من منطقة اليورو سيكون أمرا حتميا. ولذا حرصت ألمانيا على أن تعلن اليوم أن حصول اليونان على الدفعة القادمة من المساعدات الأوروبية وقدرها 8 مليار يورو قبل إجراء الإستفتاء لا يزال أمرا مفتوحا لكل الإحتمالات. لكن القلق بشأن الموقف انتشر من داخل أوروبا إلى خارجها. فقبل السفر إلى فرنسا قال رئيس الوزراء الهندي مانومان سينج إن "هناك الكثير مما يتعين القيام به لاستعادة ثقة المستثمرين في منطقة اليورو". والرئيس الامريكي باراك أوباما أعرب عن مخاوف مماثلة على لسان المتحدث باسمه جاي كارني الذي قال إن "الأوروبيين يحتاجون لتنفيذ القرارات التي اتخذوها الأسبوع الماضي لزيادة الثقة في منطقة اليورو". ودعت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا زعماء أوروبا إلى إقناع اليونان "بالتخلي عن فكرة الإستفتاء" حتى تتسنى مساعدتهم في الخروج من "الإحراج السياسي الذي هم فيه".