تتعرض السلطات الليبية لضغوط من أجل إجراء تحقيق في ملابسات مقتل معمر القذافي، حيث حثت الولاياتالمتحدة السلطات على إجراء تحقيق شفاف في الموضوع، كما دعت الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق واف بعد عرض شريط يصور القذافي حيا عقب القبض عليهن ثم يصوره ميتا. وقد تأجل دفن جثة القذافي لحين إجراء التحقيق. في هذه الأثناء صرح حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سينهي عملياته العسكرية في ليبيا بحلول 31 أكتوبر الجاري. وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن ان الناتو سيعمل على التأكد من عدم تعرض المدنيين لاعتداءات خلال الفترة الانتقالية. وأشار إلى أن القرار النهائي في هذا الشأن سيتخذ خلال الأيام القليلة المقبلة بعد إجراء مشاورات مع الأممالمتحدة والمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقد أعرب الأمين العام للناتو عن فخره بما حققه الحلف في الأراضي الليبية، وقال إنه سيواصل حمايته للمدنيين في هذا البلد حال اقتضت الضرورة، وذلك حتى نهاية مهمته هناك. تحرير البلاد وفي وقت سابق، قال المجلس الوطني الانتقالي إنه سيعلن الأحد ما وصفه بتحرير البلاد بالكامل. وأشار أحد أعضاء المجلس إلى أنه من المتوقع أن يجري هذا الإعلان في الساحة الرئيسية بمدينة بنغازي، التي ظلت على مدى شهور طويلة مقرا للمجلس قبل نجاح قواته في دخول العاصمة طرابلس أواخر أغسطس/آب الماضي. في هذه الأثناء بدأ مئات الليبين بالاصطفاف بطوابير أمام مخزن للحوم حفظت فيه جثة القذافي في مدينة مصراتة، من أجل إلقاء نظرة عليه. وقال مراسل بي بي سي في المدينة غابرييل غيتهاوس ان البعض، وخاصة النساء منهم، اشرأبوا بأعناقهم لرؤية جثة معتصم القذافي الذي قتل الخميس. وتوجه مسؤولون ايضا، من بينهم رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل، لمعاينة الجثث. وقال وزير النفط علي الترهوني ان جثة القذافي لن تدفن في الحال، وأضاف "طلبت إبقاءها في الثلاجة لبضعة ايام حتى يتأكد الجميع انه مات". وليس من الواضح فيما إذا كان القذافي سيدفن في مصراتة أو في سرت او في مكان آخر. وكان مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي قد قالوا انهم سيدفنون القذافي في مكان سري، وكانت هناك تكهنات باحتمال دفنه في البحر كما فعل الأمريكيون مع جثة اسامة بن لادن وذلك لضمان عدم تحول قبره إلى مزار. تشريح تساؤلات حول ملابسات مقتل القذافي ، وقال جبريل ان القذافي قتل نتيجة إصابة في الرأس اثناء اشتباك بين أنصاره ومقاتلي المعارضة. وظهر في بعض لقطات الفيديو اشخاص يجرونه في الشوارع. وقال أحد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي لبي بي سي الخميس إنه وجد القذافي في أحد انابيب المجاري، وإنه رجاه بعدم إطلاق النار عليه. وأفاد كبير اطباء التشريح في مصراتة عثمان الزنتاني انه سيجري تشريح جثة القذافي وابنه معتصم. وقال محمد السايح، المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي لبي بي سي انه يشك في أن يكون قتل القذافي متعمدا، ولكنه أضاف "حتى لو قتل بشكل متعمد فانه يستحق ذلك". وفي البيت الابيض قال المتحدث مارك تونر ان المجلس الوطني الانتقالي بدأ فعلا بالتحقيق في ملابسات مقتل القذافي. وفي روسيا قال وزير الخارجية سيرجي لافروف ان موت القذافي" يطرح العديد من الأسئلة"، وطالب بإجراء تحقيق مستوف حول الموضوع. وكانت مفوضة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي قد طالبت بالتحقيق بدورها، وقال المتحدث باسمها روبرت كولفيل لبي بي سي إن عملية القتل "قد تكون غير قانونية"، واضاف "هناك لقطات فيديو تظهره حيا ومن ثم ميتا، وأكثر من رواية حول ظروف موته، وهذا يدعو للقلق".