يعيش المصريون في "اليمن" حالة من الرعب بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك على خلفية استيلاء جماعة "الحوثيون" على السلطة. وزاد خوف المصريين بعد إعلان دعم مصر "لعاصفة الحزم" التي تقودها "السعودية" لضرب الحوثيون، ويرجع السبب في ذلك إلى امكانية انتقام الحوثويون من المصرييين بسبب دعم "مصر" للضربة. وتسبب قرار وزارة الخارجية المصرية بسحب أعضاء السفارة المصرية من "اليمن"، في إصابة المصريين بالغضب، حيث هيئ للبعض أن الدولة خافة على حياة دبلوماسيها في حين تركت باقي المصريين في اليمن يواجهون الموت. وأكد "أسامة عبدالرحيم"، أحد المصريين العالقين باليمن، أنه لا يوجد مسؤولين في سفارة مصر باليمن سوى شخص واحد تلقى منهم الجوازات، مشيرا إلى أن السفير المصري باليمن، فاجأهم بتصريحه الخاص بإن المصريين لا يرغبون في العودة إلى الدولة المصرية. وقال إن هناك مخاطر حقيقية تواجه المصريين المقيمين في "اليمن" بعد ضربات التحالف العربي ضد الحوثيين في "اليمن"، مضيفا :"حياة السفير المصري في اليمن ليست أهم من حياة المصريين الآخرين ليغادر قبلهم". وحاول السفير "بدر عبد العاطي"، المتحدث باسم وزارة الخارجية، توضيح بعض الحقائق بشأن تلك الأزمة حيث أكد إن الوزارة تدرك وجود مشكلات للمصريين العالقين في "اليمن"، موضحا أن هناك تحرك بالفعل مع "السعودية" و"عمان" لتوفير ممرات آمنة لإمكانية تحرك المصريين، بحريا وجويا. وأوضح ان هناك معبر حدودي مع "عمان"، وسط تنسيق مع القبائل اليمينة لتخصيص دروب آمنة للوصول لهذا المنفذ، وأنه لو كانت أعداد كبيرة فسيتم التنسيق مع مصر للطيران لتأتي بهم إلى "مصر"، مشددا على أن الأوضاع الأمنية مدهورة للغاية، ويوجد قصف كثيف من قوات التحالف على الحوثيين باليمن، كما تم قصف مطار "صنعاء" هناك. وأضاف "عبد العاطي"، أن جنوب المملكة مستعد لإجلاء المصريين برا، وتم التواصل مع السلطات المصرية المختصة لبحث الإجلاء البحري، والخطوط البرية التجارية للمشاركة في إجلاء المصريين، لافتا إلى أنه تم فتح جسرا جويا مع "عمان" لحل الأزمة. واستطرد :"الاتصالات مستمرة مع وزارة الدفاع، وننسق مع السعودية، وللأسف كان هناك قصف اليوم صباحاعلى مطار صنعاء الدولي، وهو ما أجل عملية الإجلاء قليلا، ونحاول تأمين بعض المطارات هناك، ونتواصل أيضا مع وزارة الدفاع للدفع ببعض القطع البحرية لإجلائهم من مطار عدن، ولكن يجب أن ندرك كون الوضع الأمني بالغ السوء في اليمن". ولفت إلى أن :"لا يجب أن نخفي الحقائق، وأنا حتى الآن في وزارة الخارجية ونجتهد، والوزارة تنسيقية، وننسق مع كل الوزارات، والجميع يجتهد، فحتى في ليبيا تحركنا، وكان يوجد إشادة كاملة لنا، ولا يجب أن نشكك في الدولة". وتابع :"انسحاب السفير المصري من اليمن لأسباب سياسية، وتم توجيهه للتحرك والتواجد في عدن بالقنصلية المصرية هناك، وجميع القنصليات الأجنبية أغلقت أبوابها في عدن، ولم نكن سنسمح بأن نتركه يتعرض للخطف، وهذا كان قبل بدء العمليات العسكرية في اليمن، وبعدها حدث تدهور شديد، وضرب الحوثيين القصر الرئاسي، وكنا أخر دولة تجلي بعثتها القنصلية من عدن، وتحملنا من قبل إجلاء أكثر من 45 ألف مصري من ليبيا، ولكن المشكلة في كيفية التأمين، لأنه يجب وجود ضمانات كافية لخروج المصريين، ولسنا متخاذلين". واستكمل بقوله :"نخشى أن يتم ضرب الطيران المدني المشارك في إجلاء المصريين على يد جماعة الحوثي، وجميع الجاليات في اليمن تواجه المشكلات، وتواصلت مع السفير الهندي وقال إنه لا يجد طريقة لإجلاء الهنود من اليمن أيضا".