أكد الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، أنه يعتزم إجراء مشاورات مع كل القادة العرب ومع رئيسى الدورة الحالية والمقبلة للقمة حول صيانة الأمن القومى العربى والحاجة إلى تشكيل قوة عربية لمواجهة الإرهاب والتحديات التى تتعرض لها المنطقة، مشيرا إلى أن تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك ضرورة بالغة الأهمية. وأشار العربى إلى أن الوضع الراهن لا يحتاج لحرب نظامية، وإنما للتعامل الشامل لمواجهة العصابات الإرهابية التى تهدد الأمن والسلم العربيين، وأوضح العربى التعديلات المقترحة على القمة المقبلة فى شرم الشيخ لإضافتها إلى ميثاق الجامعة العربية، والتى تؤكد صيانة الأمن والسلم العربيين بدلا من فقرة تحسين العلاقات العربية، والخروج من أطر الجمل والمساحات العامة إلى آليات عمل محددة تخدم العمل العربى المشترك. وقال العربى فى حوار لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية فى عددها الصادر الاثنين: «إن كل الدول العربية أجمعت على العمل معا لصيانة الأمن القومى العربى، فى قرارها الخاص بمواجهة الإرهاب وإن هذه المواجهة لابد أن تكون شاملة وأن يكون الشق العسكرى والأمنى جزءا من المعالجة، لكن لابد وأن تكون المواجهة شاملة، بمعنى النظر كذلك فى الناحية الفكرية والأيديولوجية والتعليمية والتربوية الثقافية والخطاب الدينى وحتى لو نجحت الدول العربية بمفردها أو بمساعدة الآخرين، ونرجو أن تكون المعالجة عربية وفقط». فى سياق متصل، عقدت الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الاجتماع ال17 لفريق الخبراء العرب المعنى بمكافحة الإرهاب التابع لمجلس الجامعة، ومشاركة ممثلين عن الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب بالدول العربية. وأكد القاضى أحمد مصطفى، رئيس فريق الخبراء، فى كلمته بالاجتماع، أن المنطقة العربية تعيش حاليا مرحلة غير مسبوقة من التحديات خاصة ما يتعلق بتزايد الأعمال الإرهابية ووجود كيانات وتنظيمات إرهابية بالمنطقة، منها تنظيم داعش العنيف المتطرف الذى يؤذى الجميع. ومن جانبه، أكد الدكتور علاء التميمى، المشرف على الإدارة القانونية بالجامعة العربية، أهمية توحيد الرؤى والأفكار العربية فى مجال مكافحة الإرهاب. وقال إن مشروع جدول أعمال الفريق الذى يعقد على مدى يومين يتضمن عددا من القضايا الهامة يأتى فى مقدمتها كيفية مساعدة ضحايا الأعمال الإرهابية، فضلا عن المشكلات والتحديات الخاصة بالتعاون على المستوى العربى فى المسائل الجنائية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مناقشة كيفية محاربة التنظيمات الإرهابية وظاهرة المقاتلين الأجانب، ومحاربة الإرهاب الإلكترونى، وأعرب عن أمله أن يخرج الفريق بمقترحات لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد المنطقة العربية واستقرارها. من جانبهم، طالب المشاركون فى الاجتماع بأن تكون المناقشات فى مستوى التطورات التى تشهدها المنطقة فى مجال الإرهاب ومكافحته.
