أجرى الفريق "سامي عنان"، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، حوارًا لصحيفة الشرق الأوسط الدولية، تناول فيه فترة الحكم الانتقالية الأولى في مصر عقب ثورة 25 يناير، والعلاقات الخارجية المصرية، وبعض قضايا الشرق الأوسط، ومسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية وعلاقته بالمشير عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي. ونشرت "الشرق الأوسط" الحوار في عدها الصادر الإثنين، ونقلت نفي الفريق سامي عنان للاتهامات التي تقول بأن المجلس العسكري بقيادة المشير "حسين طنطاوي" سلمت مصر للإخوان، وأوضح فيها سبب تقبل المجلس العسكري للخروج من السلطة في عهد محمد مرسي "بهدوء" – بحسب الصحيفة. حيث أوضح الفريق عنان أن المجلس العسكري لم يسلم السلطة للإخوان وانما "قام بتنفيذ ما يريده الشعب من إتمام للعملية الديمقراطية، وأجريت انتخابات، وعملنا على تأسيس نظام ديمقراطي، ولم نتدخل من قريب أو بعيد في أي شيء، كما لم نتدخل في شؤون الأحزاب أو القضاء أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة. ورتبنا حوارا لتقريب وجهات النظر بينها انطلاقا من مبدأ الاستماع لآراء الشعب" – بحسب قوله. ووجه اتهاماته لمن يتهمونه بأنهم تحالفوا مع "الإخوان" في تلك الانتخابات، حيث "انضم كثير من القوى السياسية والأحزاب انضمت إلى قوائم الإخوان في الانتخابات، وبعد ذلك شنوا هجوما على المجلس العسكري آنذاك"، مضيفًا " من يقول إن المجلس العسكري سلم البلاد للإخوان يردد قولا باطل". وحول شعار (الشعب والجيش إيد واحدة)، قال "عنان "ظهر الشعار آنذاك لأنه حقيقة" مذكرًا بانحياز الجيش لمطلب 25 يناير بتنحي الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك"، وارجع سبب اختفاء الشعار وتراجعه إلى عاملين، فصلهما "بظهور الاحتجاجات الفئوية، ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب". وقال عن العامل الأول، وهو الاحتجاجات الفئوية "بعد تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك انقلبت المظاهرات إلى احتجاجات فئوية مطالبة بتحسين الأجور وغيره وكان لهم الحق في ذلك، ورغم الإمكانات المحدودة للغاية، فإننا حاولنا بقدر الإمكان أن نتعامل معها." وقال عن العامل الثاني – بإعتقاده – وهو الوقيعة بين الجيش والشعب "كانت هناك قوى تخطط كي تنفذ أجندة خاصة بها، واستطاعت أن تشحن الشارع لفرض شعار «يسقط حكم العسكر»، وجرى تسويق هذا في أوساط الشباب."، مضيفًا "هذا الشعار غير اللائق كان يجري تدريسه في المدارس للأطفال، كانوا يريدون أن يخرج جيلا كاملا لا يحمل أي ولاء للقوات المسلحة". وأضاف "أدرك المجلس العسكري حجم المؤامرة لهدم القوات المسلحة،و هدم الدولة المصرية بأملاكها وشعبها وكنا على يقين من أن هذا الشعب بما منحه الله من ذكاء فطري، سوف يفطن لأبعاد هذه المؤامرة." ووجه الفريق عنان اتهاماته لما وصفه ب"الدولة العميقة" بأنها "لايهمها سوى مصالحها الخاصة"، وأنها "تعاونت في تلك الفترة مع من يريد هدم القوات المسلحة". وعن خروج المجلس العسكري من السلطةبطريقة وصفتها الصحيفة ب"الهدوء"، قال "دعونا ننظر إلى ما حدث في هذا التوقيت من ظروف غير مناسبة"، مضيفًا "لو كنا تصرفنا بغير ذلك لحدثت أمور أخرى، لكنا قد ذهبنا إلى نموذج سوريا أو ليبيا، وهذا ما كنا لا نتمناه، والناحية الأخرى هو أن هذا الصمت كان لحماية المؤسسة العسكرية التي تعد الضمان والسند الوحيد للشعب المصري في هذا التوقيت"