قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الجيش المصري قرر «خلع قفازاته» لمحاربة الإخوان المسلمين، واتهمت الصحيفة قوات الجيش بفض اعتصامات الإخوان ووضع دبابات الجيش وجنوده في الميادين، التي يتم إخلاء الإخوان منها، رغم أنه لم يتم أي تحرك فعلي حتى الآن على الأرض لفض اعتصامي الإخوان بميداني النهضة ورابعة العدوية. وأكدت الصحيفة في تقرير لمحللها للشؤون العربية، الدكتور يارون فريدمان، أن الأحداث الأخيرة في مصر تسمح بمتابعة نبض الثورات العربية، ميدان التحرير أصبح بشكل كبير ميدان «الربيع العربي». الميدان الذي امتلأ بالشباب الليبرالي في يناير 2011 ثم بمرور الوقت خلفهم النشطاء الإسلاميون الذين حصلوا على لقب «لصوص الثورات»، على حد وصف الصحيفة. وحذرت «يديعوت أحرونوت» من أن «حرب الميادين سواء التابعة للإسلاميين أو التابعة لليبراليين تُهدد بالتحول لحرب أهلية في أي لحظة»، وقالت: «يُجلون الآن الإسلاميين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة من الميادين، ثم يملأونها بالجنود والدبابات. يبدو أنه كما ثورات كثيرة في التاريخ، سينتهي الحال بمصر مرة أخرى إلى ديكتاتورية عسكرية». وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: «يوم الجمعة الماضي سيُسجل بلا شك كتاريخ مهم في تاريخ الثورة المصرية، لمطالبة قائد الجيش المصري ووزير الدفاع الفريق أول، عبد الفتاح السيسي، شعب مصر أن يتظاهر في هذا اليوم أثبتت أن جيش مصر ليس وسيطًا بين الإسلاميين والعلمانيين. الجيش خلع قفازاته، وقرر محاربة الإخوان المسلمين بكل قوة». وبينت الصحيفة إلى سقوط قتلى في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وقالت «يديعوت أحرونوت»: «عزل مرسي كان فقط الطلقة الأولى. السيسي يعلم أن الإخوان المسلمين سيستغلون المساجد، من أجل إشعال المظاهرات بعد صلاة أيام الجمعة، واستمال المتظاهرين العلمانيين لصالحه. (الجيش والشعب إيد واحدة)، يهتف أنصار السيسي العلمانيون. منذ يوم الجمعة تم الإعلان عن اعتقال عدد من قيادات الإخوان المسلمين، وقتلى من الجماعة في مدن مصرية مختلفة». ورأت الصحيفة أن «الجماهير في القرى تنظر للأحداث في صمت، ولكن واضح للجميع في مصر أن غالبية الفلاحين الفقراء يدعمون الإسلاميين، وفي اليوم الذي ستُجرى فيه انتخابات برلمانية ورئاسية، فإن فرص الإسلاميين في النجاح ستكون جيدة مرة أخرى». واعتبرت الصحيفة حظر الأحزاب الدينية ضمن الحرب على الإخوان، ورأت فيه عودة لنظام مبارك: «الحكومة المؤقتة برئاسة عدلي منصور من المتوقع أن تسن قانونًا جديدًا يحظر الأحزاب الدينية من المشاركة في الانتخابات، بالضبط كما كان الوضع في عهد مبارك».
