معارض يرفع حذاءه اعتراضا على خطاب الرئيس المصري. عكست ردود الفعل على خطاب كشف الحساب الذي ألقاه الرئيس المصري محمد مرسي مساء الأربعاء بمناسبة مرور عام على توليه الرئاسة حالة الاستقطاب في الشارع السياسي المصري. وتباينت ردود الفعل على ما ذكره محمد مرسي في خطاب مطول استغرق حوالي 190 دقيقة وجه خلالها انتقادات لقضاة وإعلاميين ومسؤولين سابقين. وبينما يرى رئيس حزب غد الثورة أيمن نور أن خطاب الرئيس المصري "جاء مخيبا للآمال" ولم يحقق الحد الأدنى من الاستحقاقات المطلوبة لنزع فتيل غضب ملايين المصريين، ذكر نائب رئيس حزب الوطن يسري حماد أن مرسي "نجح في إرضاء شريحة من المواطنين". وقال حماد في مكالمة هاتفية ل"بي بي سي" إن الخطاب كشف حجم التحديات المحيطة بالداخل والخارج، كما أظهر ممارسات النظام القديم والصورة الحقيقية التي عليها الوضع الاقتصادي. وأكد حماد على أن الوضع الحالي يستلزم تغييرات جوهرية، مشيرا إلى المبادرة التي طرحها الحزب مؤخرا للخروج من الأزمة التي تمر بها مصر. ويطرح حزب الوطن، الذي أسسه مساعد الرئيس المصري عماد عبد الغفور، مبادرة تتضمن إقامة مؤتمر قومي عام للتوافق الوطني وتشكيل حكومة ائتلاف وطني لا تقل مدتها عن سنة. لكن بيان حزب غد الثورة ذكر أن الخطاب تجاهل كافة مطالب القوى الوطنية المتفق عليها التي ذكرتها كافة المبادرات السابقة وآخرها مبادرة حزب غد الثورة التي أطلقها بعنوان "افعل أو ارحل!". وأعرب البيان عن رفضه بعض الإشارات التي وردت في الخطاب معتبرا إياها "تمس هيبة السلطة القضائية واستقلالها". رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى "يظل مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة هو الطريق نحو حل المعضلة التي تعيشها مصر" "رؤية تبريرية" ويعتقد حسن نافعة، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الخطاب عكس عدم فهم لحقيقة ما يجري على الساحة السياسية المصرية، واصفا إياه ب"رؤية تبريرية تتبنى وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري والتي تريد الهيمنة بمفردها على مقاليد السلطة في مصر". وقال نافعة ل"بي بي سي": "مع أن الرئيس مرسي اعترف بوقوع بعض الأخطاء، إلا أنه يعتبر المعارضة المسؤول الرئيسي عن هذه الأزمة، وبرر المشكلات بطريقة تبين أنه لا يريد وضع يده على الأسباب الحقيقية وجوهر المشكلة وهو أن جماعة الإخوان المسلمين تصر على الانفراد بالسلطة." وتساءل نافعة: "ما المشكلة في الاحتكام مرة أخرى إلى الصندوق، فمن الممكن أن ينهي ذلك حالة الاستقطاب القائمة في البلاد"، في إشارة إلى حملة ينظمها معارضون مصريون تحت اسم "تمرد" تدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويقول نافعة: "نحن لا نطالب بانقلاب، ولا نطالب بثورة جديدة، وإنما نطالب بالاحتكام إلى صندوق الانتخابات." "فساد متجذر" على النقيض مما ذكره نافعة، قال محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة بالإسكندرية، في حوار مع "راديو بي بي سي"، إن الخطاب كان به كثير من المصارحة التي انتظرها الشعب المصري بخصوص ما واجهته مؤسسة الرئاسة خلال عام كامل. وردا منه على عدم تطرق مرسي إلى بعض الأحداث التي وقعت خلال العام الأول من حكمه، قال سودان إن الرئيس حريص على ألا يتدخل – كسلطة تنفيذية – في هذه القضايا التي يجري التحقيق فيها من قبل القضاء، على الرغم من أنه اضطر في خطابه بالأمس فقط إلى ذكر شخصيات قضائية اتهامها بالتزوير. ينظم أنصار الرئيس المصري فعاليات لدعم بقاء مرسي حتى نهاية ولايته. وأضاف: "نحن خارجون من ثورة على دكتاتورية شهدتها مصر لأكثر من 60 عاما، ولا تزال الأمور غير مستقرة ولا يزال الفساد متجذرا بعمق في كل مؤسسات الدولة حتى الآن، بما في ذلك المؤسسة القضائية التي برأت جميع قاتلي الثوار." الاحتجاجات العمالية وينتقد الناشط الحقوقي محمد عادل عضو المكتب السياسي لحركة شباب السادس من إبريل ما يراه تجاهلا من جانب الرئيس مرسي في خطابه لأزمة الاحتجاجات العمالية والاجتماعية في عهده. ويقول إن الرئيس اكتفى بالحديث عن أرقام خاصة بالاحتجاجات، ولم يتحدث عن طرق حلها أو الحلول التي قدمها لهؤلاء العمال وخاصة إن مطالبهم كانت متعلقة بالمرتبات وتحسين أوضاعهم. وفوجئ المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، "بلهجة خطاب الرئيس ومضمونه". نائب رئيس حزب الوطن يسري حماد "كشف الخطاب حجم التحديات المحيطة بالداخل والخارج…ونجح في إرضاء شريحة من المواطنين. " وقال موسى: "أغفل الخطاب أي إشارة إلى الوضع الحالي، أو ملايين التوقيعات التي جمعتها حركة تمرد المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، بل تجاهل حالة الغليان الشعبي، وهو أمر لا يليق برئيس الجمهورية المسؤول عن الأحوال في مصر جميعها." وأعرب موسى أيضا عن أسفه إزاء ذكر أسماء بعض الشخصيات التي "يبدو أن رئيس الجمهورية على خصومة معها"، على حسب وصفه. وأكد موسى على الحاجة إلى وجود مصالحة حقيقية كما ذكر الرئيس نفسه في خطابه وكما تطالب المعارضة. وقال: "لم نسمع أن للمصالحة خطة أو طرحا رصينا أو مقترحا مفصلا يستحق الدراسة والنقاش، ولم نشهد سوى دعوة نمطية للحوار." وأردف قائلا: "يظل الثلاثون من يونيو يوم الاحتجاج والتظاهر الجماهيري السلمي يوما فارقا في تاريخ مصر، ويظل مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة هو الطريق نحو حل المعضلة التي تعيشها مصر." وتعتزم المعارضة المصرية تنظيم احتجاجات بعدد من المحافظات المصرية نهاية الشهر الجاري ضد الرئيس المصري للمطالبة برحيله عن سدة الحكم. كما ينظم أنصار الرئيس فعاليات للإعراب عن دعم مرسي حتى انتهاء ولايته الرئاسية.