لبنانيون يبحثون عن أهاليهم بعد انقضاء عقود على الحرب بعد مرور 24 عاماً على نهاية الحرب الأهلية في لبنان ما تزال آثارها ماثلة. وأبرز تلك الآثار ما يعرف بمجهولي النسب أو أولئك الذين لا يعرفون ذويهم، إما لأنهم بيعوا أو تم تسليمهم الى عائلات أخرى خلال الحرب. شاهدmp4 .لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير" أحدث إصدارات برنامج "فلاش بلاير" متاحة هنا اعرض الملف في مشغل آخر ديدا غاغيان تسعة وعشرون عاما. لبنانية المولد، إلا أنها وهي في عمر شهرين ، وفي أتون الحرب الأهلية نقلت بحرا إلى قبرص، وسلمت لعائلة جديدة من أب فرنسي وأم سويسرية. تعيش ديدا اليوم في شقة صغيرة في العاصمة اللبنانية بيروت. في سن الثامنة قال لها أهلها بالتبني إنها من لبنان. شعرت بداية أن الفكرة جميلة لأنها كانت تثير فضول الناس لكنها بعد ذلك أدركت معنى أن تكون أمها في مكان ما هنا في بيروت. عادت إلى لبنان لتبدأ رحلة البحث عن هويتها، وبعد عشر سنوات وجدت أمها. فقد سلمتها العائلة التى تبنتها وثيقة ولادة من مستشفى في بيروت ومن خلال البحث في أرشيف تلك المستشفى تمكنت من العثور على إسم الأم، ومن ثم عنوانها. تقول ديدا إن الفكرة بدت جميلة إلا أنها ادركت معنى أن أمها في مكان ما في بيروت ذهبت إلى العنوان في بيروت فوجدت إمراة مسنة في بناء قديم شبه مهجور. لكن الإسم دل على الأشقاء. ترددت بداية في الاتصال لأن أشقاء والدتها قد لا يكونون على علم بقصة أمها أو بوجودها أصلا. ومن خلال طرف ثالث تمكنت من معرفة مكان وجود أمها وهو سويسرا أي نفس البلد للعائلة التى تبنتها. ترددت قبل أن تجري أي اتصال ثم فعلت. كان الاتصال الأول كما تقول مترددا ثم جرى الدخول مباشرة بالاسئلة البديهية من نوع كيف حياتك؟ ماذا تفعلين؟ ماذا تأكلين؟ كيف تلبسين؟ ترفض ديدا الخوض في تفاصيل قصة تخلي أمها عنها وتربطها بضغوط أبرزها غياب القوانين المدنية التى تحمي المراة. لا تريد أن تبحث فيما إذا بيعت أو خطفت وما الذي جرى لأمها ومن هو والدها، وتقول عندما تسأل، لا أريد أن اعرف تلك التفاصيل الآن. تحتفظ ديدا بصورة لأمها، صورة بالأسود والأبيض مر عليها الزمن لكنها تحمل ملامح الأبنة ايضا. كما تحتفظ بالبوم صور أعدها والدها بالتبني منذ لحظة تسلمها من قبل العائلة الجديدة. إحداها صورة لأمها بالتبني تحمل سلة أطفال، كانت ديدا داخلها والصورة التقطت قرب باخرة لنقل الركاب راسية على ميناء قبرصي، حيث اغلقت الحرب المطار وجعلت مرفأ جونية مرفقا لنقل الركاب الراغبين بالسفر عن طريق قبرص القريبة دانيال ما زال يبحث دانيال هو ايضا متبنى من عائلة درانين الأمريكية، قيل له إنه وجد على قارعة طريق في منطقة فقيرة قرب بيروت قبل الحرب، لكن ظروف تبنيه الغامضة لم توقف بحثه عن عائلته الفعلية. تمكنت ديدا من العثور على أهلها بعد مشقة وجد وثيقة ولادته في المستشفى التى قيل له إنه ولد فيها. الوثيقة عليها إسم الأب لكنه نفس الاسم الذي دون على الكثير من وثائق الولادة، فتأكد أنه إسم مستعار. لم يجد دانيال عائلته بعد وهو يعيش اليوم في بيروت حيث يعمل استاذا في احدى الجامعات الخاصة. وقد انخرط مع مجموعة لبنانية بينها ديدا، في تأسيس جمعية هدفها مساعدة مجهولي النسب كما يصطلح على تسميتهم هنا، وقد باتت اللائحة تضم مئة وخمسين إسما حتى الآن من الذين جرى تبنيهم ويبحثون عن أهلهم الفعليين. يجهل دانيال قصة تبنيه لكنه يربط تلك الظاهرة بالظروف الاجتماعية للعائلات لكنه قال إن الحرب زادت من نسبة هؤلاء. فالهاجس خلال الحرب كان الهرب منها وهكذا جرى تسفير أطفال تحت هذا الغطاء وسط انحلال أجهزة الدولة واداراتها. استعاد دانيال جنسيته اللبنانية وقرر العودة إلى لبنان نهائيا ويقول إنه لم يعثر على أهله لكنه عثر على بعض الاشارات هي تلك التى ادركها عندما كان في بعض المناطق حيث انتابه شعور غريب. روى كيف شعر بالانتماء عندما كان مرة في ضاحية بيروت الجنوبية وكذلك في الجنوب لذلك فهو يعتقد أنه من هذه البيئة. كما أنه شعر يوما عندما صادف فتاة من أصل لبناني في الولاياتالمتحدة انها شقيقته . يقول إنه شعور فقط لكن قد يقوده الى شيء. Source: BBC