من الواضح تماما… أن مساوئ الديموقراطية التى طالما إشتقنا إليها قد بدأت تظهر بوضوح فى الغالب من تصرفاتنا جميعا… ومن الواضح أن الكبت الذى كبل أرائنا… و كمم أفواهنا… و احتل عقولنا… قد أثر على أدائنا لأدوارنا بعد أن زال غير مأسوف عليه وعلى صانعيه. الملاحظ بشدة فى الثمانية عشر شهرا الماضية هو الخروج على النص بسرعة تنافس سرعة خروج الخبر ذاته ما شاء الله… فتجد اللعان والسباب بكل أفراد الأسرة و أحيانا بالجيران تطارد الخبر ومصدره وصاحبه وفحواه قبل حتى أن يحدث فعلا… "عليك اللعنة إحتياطى"… تجد العويل والتهويل والتهديد على الإتيان بفعلة هى فى الأساس محض تخيلات واسعة… لا تمت للحقيقة بصلة…. تجد الترقب و الإستعداد التام للانفجار كأنابيب الحكومة "المنفسة" فى حالة ما إذا صدر أى قرار بأى شكل من الأشكال فى أى إتجاه لصالح أى جهة. بكل أمانة دعونا نحاول أن نبدأ سويا خطوات إصلاح بسيطة… سهلة… نحاول أن نتجاوز فيها كل عيوبنا التى لا تنتهى… ونحاول أن نكتسب صفات جديدة أفضل. الحديث اليوم والأمس عن قرار السيد رئيس الجمهورية له كل الإحترام والتبجيل "شاء من شاء وأبى من أبى"… من كل أطراف القُطر المصرى… تدعوا إلى الرثاء… وإلى الغثيان أيضا… الرثاء على حال أعمدة الدستور والقانون والمحسوبين على الفئة المثقفة التى من المفترض أن تقود بلدا فى حجم مصر…. فلله الحمد…لم نجد شخصين إثنين داخل حدود مليون كيلو متر مربع من الارض يطلق عليها أسم مصر… يتفق فى رأيه القانونى والدستورى مع أى رأى أخر… وبالاضافة إلى هذا…فنحن لم نجد حتى لحظتنا هذا من يخرج علينا بهدوء… بلا تشنج وفم يظهر اللوزتين تنتفضان غضبا وعروق متنافرة فى الرقبة تدل على الاختناق "حزقا"… يحدثنا عن القرار الجمهورى… و تفسيره… ونتائجه… بهدوء و بخطوات مفهومة بسيطة… بل وجدنا صراخا… وعويلا… ولطما… وقفزا… وتهديدا… وشقلبةً… ودعوات للانقلاب العسكرى !!! "هااااار إسود"… أما الغثيان… فقد أصاب الجميع من تلك القنوات الإباحية التى فشل مجلس الشعب العائد من بعيد فى إغلاقها… وانا قد بدأت أشك بقوة الان أن المقصود بالمواقع الإباحية فى حينها… هو قنوات الإعلام المصرى العام والخاص… التى ولله الحمد… وصلت إلى أسوأ وأدنى وأحقر مراحلها فى تاريخ البث التليفزيونى فى العالم… وأعتقد أن المذيعين المصريين قد حطموا كل الارقام القياسية الخاصة بكَمّ الألفاظ البذيئة والنابية والتجريح الموجه الذى خرج عن حدود النقد البناء كما هو مفترض… وأصبح حلقات لا تنتهى من وصلات "الردح" الإعلامى المتواصل…