كتبت هالة مصطفى الجريدة - أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها على الإنترنت ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الجمعة الماضية من أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تخوضان حربا إلكترونية هجومية مشتركة ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية أن الرئيس باراك أوباما أمر ،فور توليه ولايته، بتصعيد الحرب الإلكترونية على إيران لإحباط مشروعها النووي. وفي شهر أبريل الماضى اتهمت إيران كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة باختراق أجهزة الكمبيوتر فى مفاعل بوشهر النووى، وزرع فيروس "ستاكسنت" الذى لم يؤثر فقط على مفاعلات إيران النووية لكنه غير شكل الحرب الحديثة. إلا أنه يجدر بالذكر أن العالم يشهد عمليات اختراق لمنظومات الكترونية معقدة منذ سنوات. والأهداف ليست عسكرية فقط لكن أيضا اقتصادية أو إعلامية أو حتى إجرامية. لكن فى أعقاب "الستاكسنت" أدرك العالم مدى فداحة ما يواجهه من تهديدات والأمر لا يتعلق بالأمور العسكرية فقط لكنه يتجاوز ذلك إلى أمور مدنية لإلحاق الضرر وإصابة دول كاملة بالشلل عن طريق "الكيبورد". هجمات سايبر حول العالم: في عام 2008 مهد الروس للهجوم على جروزنى بهجوم سايبر، وقالت حركة حماس ،في غزة، أن عملية "الرصاص المصبوب" بدأت بعد هجوم الجيش الإسرائيلى على منظومة الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها. وبعد حادث "أسطول الحرية" التركى ،فى نهاية مايو 2010، تعرض حوالى ألف موقع إسرائيلى للإختراق من جانب هاكرز أتراك. وفي التاسع والعشرين من نوفمبر عام 2010 تم اغتيال عالم نووى إيرانى فى طهران وإصابة عالم آخر. بعد ذلك بيومين توقفت شبكة الاتصالات الإسرائيلية "سيلكوم" عن العمل لعدة ساعات. وقيل وقتها إن ذلك بسبب عطل فنى، فهل هناك علاقة بين الحادثين؟ وهل كان ذلك بالفعل عطلا فنيا أم أن الأمر يتعلق بعنصر خارجى أراد أن يبين لخبراء الكمبيوتر فى إسرائيل أنهم ليسوا بمفردهم على ساحة الحرب التكنولوجية. الغريب أنه بعد عدة أسابيع ،فى الخامس والعشرين من يناير 2011، سقطت أيضا شبكة "بيزيك" للاتصالات وانقطعت الخدمة عن العملاء لعدة ساعات. وإذا كان البعض فى إسرائيل يتحدث عن عطل فنى فإن هذا يمكن أن يكون أيضا اختراقا لتلك الشبكة. ويقدر بعض الخبراء أن ما بين 30% و50% من أجهزة الكمبيوتر الشخصية فى إسرائيل مصابة بفيروسات. وأكد لانس هوفمان ،رئيس معهد سياسة أمن السايبر، أن مهاجم السايبر لا يحتاج إلى معدات حربية ولا جنود، لكنه يحتاج الى قدرات علمية عالية. وأضاف أنه من أفضل السيناريوهات لهجوم بالسايبر بيع قطعة غيار ، للايرانيين على سبيل المثال، تحمل برنامجاً سيئاً أو فيروساً يتسبب في تخريب عمليات التخصيب. وقد بدأ القانونيون يعتبرون حرب السايبر حرباً بكل ما للكلمة من معنى. فقد أشار بول روزنفياغ، القانوني المحاضر في جامعة جورج واشنطن، إلى أن لهذه الحرب تأثيراً عالمياً. وتابع أنه "في حال نجم عنها أي تبعات في طهران كانقطاع الكهرباء أو تحطيم مفاعل نووي، ستعتبر بمثابة عمل حربي، يبرر لإيران الرد على اعتبار أنه هجوم عسكري".