تتبادر الكثير من الأسئلة والاستفسارات إلى ذهن الأم المرضع حول إمكانية صيامها وهل يتعارض ذلك مع الرضاعة الطبيعة، أو يعود بالضرر على صحة الطفل ؟! وتأتي الإجابات محمّلة بكثير من النصائح والإرشادات أولها تغذية المرضع في رمضان، حيّث أنّها الأساس الذي يتوجب على كلّ أم الانتباه له ومحاولة مراعاة تلك الجوانب التي تسدّ حاجتها وحاجة طفلها من الطعام وإنتاج الحليب خلال ساعات الصيام، وفي التالي شرح مفصل: يتكون حليب الأم بشكل أساسي من البروتينات والدهون والكالسيوم وسكر اللاكتوز، وعند تكوين الحليب الطبيعي في جسدها فإن هذه العناصر لا تأتي مباشرة من الغذاء الذي تتناوله بل من مخازن المواد الغذائية في جسمها، فإذا كانت الأم تتمتع بصحة جيدة وتحرص على إتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل في الفترة التي تسبق رمضان وفي وجبتي الإفطار والسحور فان ذلك سيضمن لها ثبات نسبة المغذيات في حليبها. أما بالنسبة لكمية الحليب فذلك يعتمد بشكل أساسي على كمية السوائل التي تشربها الأم، لذلك لضمان تغذية المرضع في رمضان بأن تكون جيدة يُنصح بالإكثار من شرب السوائل مثل الحليب واللبن والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات، ومحاولة التقليل من المجهود العضلي قدر الإمكان أثناء النهار حتى تتمكن من الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السوائل والسعرات الحرارية. أما بالنسبة لوجبة الافطار في جدول تغذية المرضع في رمضان يجب أن تكون وجبة متكاملة ومتوازنة وتحتوي على المجموعات الغذائية جميعها، بحيث لا تقل عن: 2-3 أكواب من الحليب وبدائله وثلاث حبات متوسطة من الفواكه وكوبين من الخضروات و5-7 حصص من اللحوم، وشرب السوائل وبخاصة الحليب واللبن (على الأقل 6-8 أكواب من الماء)، وعدم إهمال وجبة السحور ومحاولة تأخيرها قدر الإمكان، وتناول التمر والعسل في وجبة السحور اللذان يساعدان الأم المرضع في الحصول على كميات جيدة من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية. وتوزيع وجبة الإفطار على وجبتين، وجبة متوسطة عند الإفطار، ووجبة ثانية بعد أربع أو خمس ساعات، وكذلك الابتعاد عن القهوة والمنبهات لأنها من الممكن أن تثبط عملية إدرار الحليب وتعمل على تهيج الطفل، وتجنب الأطعمة كثيرة البهارات والمسببة للانتفاخ مثل؛ الملفوف و الزهرة. ولأن ديننا دين يُسر وليس عُسر فهي يُتيح للأم المُرضع أن تتوقف عن الصيام ما إن شعرت بإعياء وإرهاق ترافقه أعراض الصداع وزغللة العينين ولها أن تُفطر. تحتاج الأم المرضع إلى عناية من نوّع خاص, وذلك لأن طفلها يعتمد عليها اعتماداً كاملاً في تغذيته، بالإضافة إلى أنها تبذل مجهوداً أكبر تحتاج في ظله إلى تغذية سليمة وراحة نفسية:ة وفي النقاط التالي أهم ال نصائح للأم المرضع: 1. إذا كانت الأم ستقوم بإجراء فحوصات طبية ستتعرض فيها للإشعاعات، عليّها أن تأجّل عملية الرضاعة وذلك وفقاً لنوع الأشعة، لأن الإشعاعات تؤثر على حليب الأم وبالتالي سيتأثر الطفل بها. 2. الحالة المزاجية إذا صاحبها أي توترات ستؤثر على الغدة النخامية والتي ستؤثر بدورها على هرمون إفراز حليب الأم وتقلّل من كميّته مما يجعل الطفل لا يشبع من الرضاعة الطبيعية, فتغرق الأم بنوبة شديدة من البكاء. 3. الوضع السليم أثناء الرضاعة يكون بالجلوس والظهر مفرود على أن يكون خلف الأم وسادة وتكون مربعة القدم وتحت القدم وسادة أخرى, لترفع الطفل لثديها، مع عدم النوم أثناء إرضاع الطفل حتى لا يتعرض الطفل للاختناق والموت أثناء الرضاعة. 4. تنظيف الحلمة, وهو أمر ضروري ومن أهم ال نصائح للأم المرضع, لذا يجب أن تقوم به الأم قبل كل رضاعة وذلك بغسيلها بالماء والصابون المنزوع الرائحة، وإذا كانت تستخدم حلمة صناعية يجب أيضاً تنظيفها بالماء الساخن والصابون. 5. إذا كان صدر الأم يحتوى على كمية كبيرة من الحليب, فلا بدّ من إفراغ الزائد منه كلّ ساعتين في ببرونة (رضّاعة) الطفل أو التخلص منه، مع أهمية ارتداء حملات الصدر في المنزل على أن تقصر الأم هذه الحمالات حتى ترفع الصدر، لأن الحليب يثقل من وزنه ويحمل على عضلات الأم مما قد يصيبها بمشاكل عديدة وقد تحدث خرّاج بالصدر. 6. عند إرضاع التوأم يجب أن تبدأ الأم بإرضاع الطفل الضعيف أولاً حتى يشبع، ثم تُرضع الطفل الثاني، على أن تُرضع كل طفل من ثدي مختلف عن الآخر، حتى تعطي فرصة لكل ثدي لتكوين الحليب المطلوب لإشباعهما. 7. الأم المرضع تحتاج إلى جرعات مضاعفة من الكالسيوم والفيتامينات والحديد والمياه، فهي تحتاج على الأقل 4 لتر من السوائل يومياً، لأن 90% من مكون الحليب هو الماء والسوائل، وإذا قلت المياه في جسم الأم يقل الحليب. هذه نصائح للأم المرضع كفيلة بحمايتها وحماية طفلها وضمان إمداده بالحليب الخالي من الفيروسات.