إن أمراض القلب أو عيوب القلب الخلقية بتعبير أكثر دقة هىأمراض الجسم الخلقية أنتشاراً . تبلغ معدلات الإصابة بعيوب القلب الخلقية حوالي واحد بالمائة من الأطفال المواليد الأحياء ، وهذه النسبة تم التوصل إليها بدراسات ميدانية في مختلف أنحاء العالم ولاتوجد إحصائيات خاصة بالمملكة العربية السعودية . لايستطيع العلماء والأطباء في أغلب الحالات تحديد سبب العيوب الخلقية فهى غير معروفة . هناك نسبة صغيرة لها علاقة وطيدة لأمراض جينية ونسبة أصغر لمواد مشوه teratogenic بعض الدراسات الطبية تشير إلى أن هناك علاقة بين عوامل بيئية وجينية مجتمعة قد تنتج منها عيوب خلقية في تكوين جهاز الدورة الدموية . سوف نتعرض للأسباب المختلفة لعيوب القلب الخلقية في الفقرات التالية : طفلان مصابان بمتلازمة داون. 1- العوامل الجينية : إن تأثير العوامل الجينية كمسبب للعيوب الخلقية مهم جداً . العيوب الخلقية تكون منفردة وقد تكون مصاحبة لأمراض جينية أو أمراض متلازمة . أجريت دراسة عن أسباب العيوب الخلقية في منطقة واشنطن - بالتمور ( تعتبر من أهم وأدق الدراسات الميدانية في هذا المجال ) ، وجد أن الأمراض الجينية أكثر بمعدل 120 مرة في الأطفال المصابين بعيوب القلب ، وفي المقابل الجينات المعروفة لدى هؤلاء تبلغ 15% فقط . متلازمة داون أو مايسمى بالطفل المنغولي عبارة عن زيادة في عدد الكروموسومات من 46 في الطفل الطبيعي إلى 47 كروموسوم . وتسبب هذه المتلازمة شكلاً مميزاً ( يشبه المنغوليين ) بالإضافة إلى وجود فتحات في القلب بين الأذينين والبطينين وأندماج صمامين في صمام واحد وتوجد عند الأطفال بنسبة 30- 50 بالمائة . متلازمة نوتان ومتلازمة وليام تشمل على عيوب خلقية بالقلب مثل ضيق الصمام الرئوي وضيق الشريان الأورطي على التوالي . أما بالنسبة للعائلة التي يكون أحد أفرادها مصاب بعيب من العيوب الخلقية فإنه تزداد أحتمالية إصابة الطفل القادم إما بنفس المرض أو غيره . إذا كان أحد الأطفال مصاب بمرض القلب فتبلغ نسبة أحتمالية إصابة الطفل القادم بين 4-14 % ، وتزداد هذه النسبة مع زيادة عدد الأطفال المصابين في العائلة الواحدة . أما إذا كان أحد الأبوان مصاب بعيب في القلب فإن النسبة تتراوح بين 7-13% للطفل القادم وتكون النسبة أكبر للأم منها للأب . 2- الألتهابات الفيروسية : تسبب الألتهابات الفيروسية للأم في عيوب خلقية في القلب ، تكون الإصابة بهذه الفيروسات في الأشهر الأولى من الحمل أكثر أحتمالية في أحداث العيوب الخلقية نظراً لتكون الجهاز الدوري للجنين في تلك الفترة . من أشهر الفيروسات التي تسبب العيوب الخلقية فيروس الحصبة الألمانية rubella وتسبب ضيق الشريان الرئوي ووجود توصيلة شريانية بين الشريانيين الأورطي والرئوي لذلك يجب تطعيم البنات والنساء ضد الحصبة الألمانية قبل حدوث الحمل . 3- مرض السكري لدى الأم : مرض السكري لدى الأم المعتمد على الأنسولين يزيد خطر الإصابة بعيوب القلب والأجهزة الأخرى ، وتجدر الإشارة هنا أن مرض السكري الذي لاتعتمد فيه الأم على الأنسولين لايزيد خطر الإصابة بهذه الأمراض مثل سكر الحمل . تتضاعف نسبة العيوب الخلقية إلى أربعة أضعاف مع وجود مرض السكر . فأنعكاس الشرايين الكبرى ، ثقب في جدار القلب بين البطينين وضيق الشريان الأورطي من أهم العيوب مع هذا المرض . 4- الأدوية والعقاقير الطبية : يعتقد أن هناك عدد من الأدوية التي تستخدمها المرأة الحامل قد تسبب تشوه . فمثلاً فيتامين أ vitamin a يسبب أنعكاس الشرايين الكبرى للقلب وأعتلال الجهة اليسرى ، هذا الدواء ومشتقاته يستخدم لعلاج حبوب الشباب بكثرة والورفارين ( دواء مسيل الدم ) والثاليدومايد ( مضاد التقيؤ ) أدوية معروفة تسبب تشوهات وعيوب في الجهاز الدوري وغيره لدى الجنين ، لذا يجب الأمتناع عن أستخدام هذه الأدوية للحوامل . وقد لوحظ في دراسة أجريت لمعرفة أسباب عيوب القلب أنها زادت بشكل ملحوظ عند الذين يستخدمون عقاقير وأدوية دون وصفات طبية over the counter بعد هذا العرض السريع تبقى أكثر أسباب عيوب القلب الخلقية لغزاً يحير الأطباء والعلماء ، ويجب بذل المزيد من الأبحاث لأستكشاف سبب هذه الأمراض .