من الواضح الجلي أن الثورة لم تنتهي بعد بل إنه تعد هذه المرحلة هي نقطة البدايه الفاصلة لمؤشر نجاح الثورة من عدمه .. فليس صعبا الوصول الي القمة ولكن الاصعب بعد الوصول هو الحفاظ علي القمة وعدم الانحدار والرجوع للخلف... ما أشبه اليوم بالبارحة ..كثيرا مانسمع ويتردد علي السنة المصريين في هذه الايام ماذا فعلت الثورة الي الآن وما الجديد وفي الغالب وكثيرا مايكون الرد لا شيء إن الثورة لم تحقق نتائجها بعد وإنه لم يتغير شيء بل إزدادت الامور سوءآ .. ولم نري تغييرآ ملموسا علي أرض الواقع ولم نري محاكمات ولاإستعادة ثروات ولا إسهام في إصلاحات بل لازال هناك مبارك صغير في كل هيئة ومؤسسة ومصنع ومتجر ..وبل وتردت الاوضاع واصبح لا هم ولا شاغل لنا هل البيضة اولا أم الفرخةأولا (الدستور أم الانتخابات من أولا).. وقد سمعت عبارة لطيفة من أحد الناس يقول إننا لم نري تغيرا حقيقيآ في شيء منذ بدء الثورة إلا إلغاء التوقيت الصيفي وتثيبت توقيتا واحد طوال العام وهذا مايجري الآن في أذهان المصريين والثوار من انه ماذا يدور ولما كل هذا الغموض في سريان الاحداث ..؟ واصبح ليس لدينا سبيلا وجميع القوي السياسية علي إختلاف توجهاتها إلا الاسقاطات الساخرة من الاحداث وذلك لعدم وضوح الرؤية الكاملة للأوضاع والمصداقيه التي بدت تتآكل مع التباطؤ وإنعدام الشفافية والضبابية في الرؤية لما يجري ومن أهم المباديء التي نادت بها الثورة إحترام إرادة الشعب وعدم الاستخفاف بعقله .. حيث أن الشعب المصري والثوار ترك الامر برمته إلي حامي الثورة والدرع الواقي لها وهو الجيش المصري العظيم المتمثل في المجلس الاعلي للقوات المسلحة ,ورجل من قلب الثورة والميدان رئيس الوزراء.. ولكن الامور باتت تنبيء بسوء وغير مطمئنة للغاية وهو ما كان من اجلة أن دقت ساعة الثورة .... نحن الآن في لحظة فارقة في عمر الوطن فلابد من أن نتوحد جميعا علي موقف واحدا ومبدأ لاينبغي الاختلاف عليه لإنقاذ مصرنا الحبيب..وأن نترك الشقاق والفرقه وندعهما جانبا حتي يتثني لنا النهوض علي عجلة بهذا الوطن ..لأنه إذ لم نفعل ذلك فسوف نري ونشاهد كما أعتقد هو الجاري الآن فرقة طرة المسرحية بدلآ من أن كانت تحكم في الخارج فستحكم من الداخل بأذرعها المنتشرة في كل مكان وذلك علي أساس من أنهم يعاملون كسجناء ومتهمون بالقتل والفساد وليس سجناء من طراز منفرد وذا معاملة خاصة ...! وأظن أن ماينبغي فعله الآن حيث أننا لانري تغيرا يلامس أرض الواقع وندور في نفس النقطة دون أي تقدم فعلي في تحقيق مطلبات الثورة كاملة .. أن نجتمع جميعا كقوي سياسية متباينة الافكار والتوجهات وشبابا وشيوخا وكل من يشغله هم هذا الوطن ومصلحة البلاد حتي تعبر بر الأمان ونتفق علي أرضيه مشتركة تجمعنا جميعآ للنهوض والاستقرار لهذا البلد الذي يجري حبه في دمائنا ونفديه بكل غا ل ونفيس ألا يستحق منا تقريب وجهات النظر فيما بيننا لبلوع الوحدة التي سوف لا تدع مجالآ لإحداث الفوضي والفرقة وبإندساس أذرع النظام البائد وذوي المصالح الخاصة الذين لاينظرون الي مصلحة الدولة ككل والمصلحة العامة .. نعم هناك أشياء غامضة وغير مبررة وغير مفهومة للعامة والنخبة أيضا الجميع يسأل لماذا لم تتم محاكمات سريعة وعاجلة حتي الآن وذلك بحسب أنه مر أكثر من خمسة أشهر علي بداية إنطلاق الثورة المصرية... لماذا كل هذا التسويف علي محاكمة القتلة والفاسدين ... أليست تلك الجزئية وفقط تدعوا المصريين فضلآ عن أهالي الضحايا والشهداء إلي الاعتصام مرة أخري في الميدان الذين ينتظرون القصاص العادل يوم تلو الاخر , القصاص الذي كاد أن يتبدد الآن بالترهيب والضغط حتي تتغير أقوالهم في قتلة أبنائهم وذويهم بالإجبار تارة وبالترهيب وبالتلويح بتلفيق تهم لهم تارة أن لم يغيروا أقوالهم حيث القتلة من الضباط مازالوا يمارسون عملهم بجهاز الشرطة .. إذن فليس من المستغرب , وماالعجب ألذي يراه عصام شرف في أن نعود للميدان في حين عجزوا عن تنفيذ جميع مطالب الشعب والثوار ... ويعلق كل حدث وكارثة علي شماعة الفلول والبلطجية والمندسين وعدم الانسياق وراء المغرضيين....!! كل ذلك ملخص رد الحكومة الموقرة التي يرأسها عصام شرف ..الذي قال حينما تولي رئاسة مجلس الوزراء أنه أتي بشرعية من الثوار والميدان وقال أنه هنا أي في موقعه هذا بتكليف من المجلس الاعلي للقوات المسلحة ولكنه يستمد الاراده من ميدان التحرير ... الآن يدعونا سيادته بنفس عبارات ومفردات النظام السابق ..أصبح الحفاظ علي الثورة في إعتقادهم عودة للوراء وإيقاف لعجلة التنمية والاقتصاد ...كذلك قال الذين خلوا من قبلهم .. السيد عصام شرف الذي قال إذ لم أستطيع أن أحقق مطالب الثورة سأعود لصفوف الثوار والميدان .. إن الشعب قد عرف طريقه ولن يعود عنه وقد جدد الشعب دعوته لشباب الثورة بالعودة ألي الميدان حتي لا يضيع دم الشهداء هدرا ومشددأ علي ضرورة المحاكمات العاجلة والفورية للنظام السابق وقاتلي شهداء الثورة .. فالآن دقت ساعة الثورة.