إذا أردت أن تقتحم عالم الفن عليك بأحد الطريقين: إما أن تقتحم شركات الإنتاج وبلاتوهات التصوير، أو تشرب الشاي على قهوة "بعرة"، وهو مقهى شعبي متواضع عرف بجلوس ممثلي الأدوار الصغيرة والهامشية عليه، فهنا يجلس معشر الكومبارس في انتظار متعهدي التوريد للأعمال الفنية "الريجيسرات"، حيث بدأ كل منهم مشواره الفني بمشهد تكلم فيه كلمات بسيطة أو ظل صامتا يمر من أمام الكاميرا مرور الكرام حتى استطاع إقناع المخرجين بأنه يستحق أدوار البطولة المطلقة. مقهى بعرة الشعبي الذي عرفه الجميع إلا بعرة ليس الاسم الحقيقي للمقهى، حيث إن الاسم الحقيقي لها "نادي الكورسال" إلا أنها لم تعرف إلا بالاسم الأول ويرجع هذا لقصة يرويها رواد المقهى إذا أن صاحب المقهى "محمد الزناتي الصعيدي" كان يطلق عليه بعرور لضخامة قوامه إلى أن أطلق عليه الفنان "رشدي أباظة" بعرة بقوله خلينا نروح على بعرة وبعد ذلك اشتهر المقهى بهذا الاسم حتى يومنا هذا. المقهى جلس عليه أشهر فناني مصر، هكذا بدأ عم حسن حديثه مع "البوابة نيوز"، حيث قال إنهم بدأوا المرحلة المبكرة من شهرتهم بالجلوس هنا وعلى رأسهم رشدي أباظة وفريد شوقي وعادل إمام ومحمد هنيدي ومحمد سعد، وعلى الرغم من وجود مشاهير حققوا نجاحات وتصدروا أعمالا فنية وأصبحوا نجوم شباك، إلا أن نسبتهم تعد صغيرة إذا ما قورنت بالعدد الأكبر من زبائن المقهى الشهير حاليا، أضاف أن عندما أتى الفنان " أحمد بدير " للعمل بمسرحية "سلامه سلم نفسك" كان يأتي إلى المقهى هو وفريق العمال الخاص به. أضاف: مقهى بعرة اشتهرت بأنها مقهى الكومبارس لأنها تكون بجانب مكاتب الأعمال الفنية، ولأن في السابق كان الكومبارس يعتمد على التليفون الأرضي. وتابع حديثه قائلًا: ظل كثير من الكومبارسات على الهامش ومنهم من أصاب الشهرة والنجومية، التي بدأت طريقها من قهوة بعرة.. والبعض أصابته خيبه الأمل.
