«فنجان قهوة سادة هنا يا ابنى».. قالها بمجرد جلوسه فى مقهى «بعرة» وسط البلد، وهو مقهى الكومبارس فى مصر. انتهى من شرب القهوة وجلس منتظرا أن يرن تليفونه المحمول، ربما يطلبه ريجيسير للعمل. وفى نهاية اليوم يعود إلى منزله، على أن يأتى إلى المقهى فى الصباح الباكر. حسن كفتة، الذى هو أشهر كومبارس، غالبا ما يشعر بضيق لقلة الأعمال الفنية المعروضة عليه، وقلة دخله منها الذى لا يتعدى 100 جنيه. يسير يوم «كفتة» بطيئا متثاقلا، يشعره بملل لا يطيقه، لكن حالته هذه تتغير تماما عندما يقترب منه أحد المارة ويقول له: «أنا عارفك.. مش انت ظهرت فى فيلم.....»، ثم يطلب أن يلتقط معه صورة تذكارية، وقتها ينتشى «كفتة» ويشعر بفخر، وبأن السنوات الطويلة التى قضاها فى هذا العمل مغمورا، لم تضع هباء. «أنا شغال من 60 سنة.. من أيام (جعلونى مجرما) لحد (التجربة الدنماركية).. لازم الناس تعرفنى».. قالها «كفتة» وهو يسرد تاريخه الفنى الذى بدأ فى فيلم للفنان سعد عبدالوهاب عام 1948 لا يتذكر اسمه، وهو فى العاشرة، واستمر بعدها لمدة تجاوزت 60 عاما يشارك فى أعمال فنية، منها: «التجربة الدنماركية» و«على سبايسى» و«حريم كريم» و«الساحر» و«أصحاب ولا بيزنس» ومسرحية «الهمجى». اسمه الحقيقى «حسن عبدالسلام»، وسبب تسميته «كفتة» أن أحد أصحابه كان يقول له دائما: «انت راجل كفتة»، ومن وقتها كل الناس نادته بهذا الاسم. «كفتة» شارك فى ثورة 25 يناير، كان ينزل إلى التحرير ويقف وسط الميدان فرحا بشباب مصر الذى وصفوه يوما ب«السلبى»: «فرحت لما النظام سقط ونفسى أمثل دور واحد من رموزه، خاصة أحمد عز، عشان هو قصير زيى». «كفتة» انتخب حمدين صباحى، ويتمنى رئيسا يحترم الفن ولا يحرمه من «لقمة عيشه».