سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشفى القنطرة شرق "خدمة التوصيل للمقابر".. المرضى في انتظار الطبيب الذي لا يأتي.. وأسبقية الدخول بحسب "الإكرامية".. الإدارة تتجاهل تعليمات وزير الصحة.. وانتشار الديدان شاهد على حال النظافة
على الرغم من تشديدات الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة والسكان، على إدارات المستشفيات، بتوفير الرعاية الصحية، والاهتمام بمنظومة النظافة، والاهتمام بالمرضى البسطاء، إلا أن بعض المستشفيات تتجاهل هذه التعليمات وتصر على الإهمال. عدوى خلال زيارته الأخيرة لمستشفى "القنطرة شرق" بالإسماعيلية، طالب إدارة المستشفى بتطبيق برنامج مكافحة العدوى ورفع درجة الاستعداد لاستقبال أي حالات مرضية أو إصابات بين العاملين بمشروع حفر قناة السويس الجديدة، إلا ان كاميرا "البوابة نيوز" كانت شاهدا على اخطر بؤر التلوث داخل المستشفى، حيث رصدت وقائع إهمال بالجملة، وصلت إلى حالات تعفن داخل غرف الكشف حيث تنتشر الديدان حول النفايات الطبية، إضافة إلى اصطفاف المرضى أمام مكاتب الأطباء وغرف الكشف في انتظار الطبيب الذي لايأتي، وقد تتدهور حالة المرضى داخل المستشفى فتقوم بتوصيلهم إلى المقابر بدلًا من منازلهم. ويؤكد المرضى المتوافدون على المستشفى أن مستشفى القنطرة شرق صار منطقة «منكوبة»، بعد أن فاحت منها روائح نفايات طبية متعفنة، وذلك أمام صمت المسئولين بالمستشفى عاجزين لأسباب تظل مجهولة، ويلقي بعض الاطباء بالمسئولية على القضاء والقدر، ويلقي البعض الاخر باللوم على سوء الإدارة وضعف الامكانيات. عندما تطأ قدمك داخل مستشفى القنطرة شرق ترى مشهداً تعود عليه المصريون وعلى رؤيته، فأمام باب المستشفى ستجد طوابير من المرضى ينتظرون الدخول ناهيك عن المشاجرات المستمرة بين المرضى والامن بسبب تأخرهم في الدخول وانتظارهم لساعات طويلة، و"الإكرامية" هي التي تحدد أسبقية دخول المريض. مستشفى القنطرة شرق الذي من المفترض انه تم تجهيزه على اعلى مستوى لتقديم الدعم الطبي للعاملين بموقع حفر قناة السويس الجديدة، وللوهلة الأولى لدخولك المستشفى تجد المرضى في كل مكان على الكراسي ويفترشون الارض انتظارا لتوقيع الكشف عليهم وحتى الآن والإحساس الذي يسيطر عليك حين تدخل هذا المكان هو ألا تعود له مرة ثانية. ممرات مظلمة ومصابيح معطلة، أَسرّة ينام عليها أكثر من مريض،لا تستطيع التجول بحرية داخل الممرات، سرعان ماتصطدم بأحد المرضى الذين اتخذوا من الارض أَسرّة لهم. بالمرور داخل ممرات المستشفى وجدنا سيدة عجوز تفترش الارض لتنتظر قدوم الطبيب المعالج لإجراء الكشف عليها وبانفعال شديد قالت سيدة ابراهيم انها قد تعرضت لكثير من المخاطر بسبب ما يشهده المستشفى من اهمال صارخ لا يمت للمنظومة الصحية بشيء موضحة ان المستشفى يشهد دائما حالة من الفوضى و الاشتباكات بين الفريق الطبي و المرضى بسبب ضعف الامكانيات والاجهزة والأدوية بل قد يكون هناك إهمال متعمد واستهانة بأرواح البسطاء حتى أصبحت بمثابة معاناة للشعب المصرى وخاصة الفقراء فهناك من يأتي بحثا عن التار واخرون يلجأون للعنف حينما يرفض المستشفى قبولهم. وبالحديث مع فتحي محمود الذي جاء إلى المستشفى يحمل ابنه بين زراعية بحثا عن طبيب العظام ليعالج له كسرا في إحدى قدميه مؤكدا انه جاء الى المستشفى ليحصل على خدمة العلاج بالمجان ليكتشف ان هذا وهم تبيعه الحكومة للمواطنين، موضحا ان المريض يضطر لشراء مستلزمات يحتاجها الطبيب غير موجودة بالمستشفى مثل الحقن وأكياس الدم والجبائر أى أن الخدمة المجانية الحقيقية الوحيدة الموجودة فى المستشفى هى الكشف الذى يجريه الطبيب والذى يكون فى معظم الوقت سريعاً للتخلص من الأعداد التى تكتظ بها ممرات المستشفى. عند دخولك لقسم الطوارئ به تجد حجرة واحدة مساحتها تتراوح ما بين 2-4 أمتار والتى بالطبع لا تستوعب عدد المصابين وبمجرد الخروج من الغرفة و بالتجول بين أروقة المستشفى تجد عنابر المرضى ترى أسرة غير نظيفة وغير مرتبة والمرضى لا يجدون من يعتنى بهم فالممرضات منهمكات بأشياء أخرى غير رعاية المرضى كالنميمة وترى القمامة من أكياس وزجاجات فارغة وفوارغ أدوية وحقن وشاش وقطن فى كل مكان. واستنكرت عفاف احدى اقارب مريض بالمستشفى من سوء معاملة الممرضات وبعض الأطباء للمرضى ووصفتها بأنها غير آدمية فهناك تقاعس من بعض العاملين عن القيام بعملهم مثل عدم صرفهم للروشتات بالكامل بالاضافة لسوء الخدمة المقدمة وسوء النظافة مشيرة إلى أنهم ينتظرون أكثر من اسبوعين حتى يستطيعوا إجراء الكشف الطبي وإلا نضطر للذهاب الى عيادة خاصة بتكلفة عاليه. فيما اشار ابراهيم عباس ان معظم الحالات الحرجة والمستعجلة تلجأ إلى مستشفيات الاسماعيلية لضمان سرعة الكشف وتوافر الامكانيات حيث اصبح مستشفى القنطرة فقط مكتبا لتحويل المرضى الى مستشفيات ذى كفاءة اعلى. ويخلو المستشفى تقريبا من الأجهزة الطبية، فلا يوجد سوى "شيزلونج" ليستريح عليه المريض إذا استدعى الأمر ذلك، والطبيب لا يحتاج سوى يديه و سماعته و عينيه ليشخص الحالة التى تقف أمامه، أما عن قطع الأثاث التى من المفترض تواجدها داخل حجرة الطبيب، فلم يتم العثور إلا على كرسى متهالك يشبه "كرسى المصيف"! و حين تطيل النظر إلى داخل غرف المستشفى تجد الملاءات ذات البقع الحمراء الداكنة نتيجة لدماء تجلطت، إضافة إلى تكدس سلال القمامة الممتلئة عن آخرها. فيما اشتكى عباس مضوي من دورات المياه داخل المستشفى, بالإضافة إلى قلة أعداد الممرضين, لافتاً إلى أن الممرضين يحصلون من الاهالى على أموال مقابل خدمة المريض والاهتمام به، مشيرًا إلى أن من لا يدفع للممرضين يتم اهماله " مضيفاً أن معظم مرضى المستشفى من الفقراء ولا يستطيعون دفع هذه الاموال. وبنبرة حزن تؤكد الحاجة فاطمة أن اسِرة عنابر حجز المرضى بدون ملايات أو اغطية بالإضافة إلى عدم النظافة داخل العنابر، مشيرة إلى أن الحشرات تملأ العنابر، لافتة إلى أنهم حاولوا مرارا وتكرارا مقابلة مدير المستشفى إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك.