أكد قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي بعودة مصر إلى عضوية الاتحاد وإلغاء تجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية واعادة لتصحيح صورة مصر إفريقيًا وعالميًا ويعيد مصر إلى قارتها الإفريقية ويعيد القارة إلى المصريين. ولم يكن عودة مصر إلى الحضن الإفريقية محض الصدفة بل نتيجة عمل دؤوب من الرئيس السابق المستشار عدلي منصور وأتمه الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى على مدى فترة توليه الحكم حيث عكف عقب أدائه اليمين الدستورى على التحضير لمثل هذا اليوم من خلال لقاءاته الخاصة مع الجانب الإفريقى من رؤساء جمهوريات غينيا الاِستوائية وتشاد واريتريا ومالي ونائب رئيس جمهورية السودان ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان ورئيسا وزراء سوازيلاند وليبيريا ورئيس مجلس النواب في الجابون ووزراء خارجية السنغال وإثيوبيا ونيجيريا ومدغشقر وغينيا بيساو وأنجولا وبوروندي وجامبيا وتنزانيا وأوغندا والكونجو الديمقراطية وبنين ووزير شئون رئاسة الجمهورية الجنوب إفريقي ووزير الزراعة التوجولي فضلا عن رئيس برلمان عموم إفريقيا ومفوضة الشئون السياسية بالاتحاد الافريقي والسكرتير العام لتجمع الكوميسا. وفى إطار جهود "السيسى " لعودة مصر للريادة الإفريقية استقبل تيدروس أدهانوم وزير خارجية جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية حيث أكد أثناء اللقاء على عمق وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين وعلى كون نهر النيل يمثل شريان الحياة الذي يربط الشعبين الإثيوبي والمصري وهو الأمر الذي يفرض على قيادات ومسئولي الدولتين بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على تلك العلاقة وتطويرها وتعزيزها بما يحقق المنافع المشتركة للشعبين الإثيوبي والمصري. كما أعرب الرئيس عن اقتناعه الكامل بأن المياه يتعين أن تكون موضوعًا للتعاون وليس للخلاف وأن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك وأنه لا توجد مشكلة أو تحدٍ لا يمكن حله إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية للتعاون مشيرًا إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة. وأشار الرئيس إلى أن موضوع سد النهضة يجب التعامل معه بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف وأن المدخل الوحيد للوصول إلى التفاهم المطلوب هو توافر الإرادة السياسية للتعاون والتعامل الجاد مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار مؤكدًا أن مصر تتفهم تمامًا المصالح التنموية لإثيوبيا إلا أن ذلك يجب أن يتواكب معه تفهم الجانب الإثيوبي للاحتياجات المائية المصرية وحقيقة أن مصر لا تملك أي بدائل للحصول على احتياجاتها المتزايدة من المياه سوى من خلال نهر النيل، الذي يمثل لمصر مصدر حياة. ومن جانبه أمّن الوزير الاثيوبي على ذلك، مؤكدا أن بلاده لا تستهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل وأن السد يستهدف توليد الكهرباء وليس استهلاك المياه معربًا عن تطلعه للقاء الرئيس مع رئيس الوزراء الاثيوبي أثناء القمة الإفريقية التي ستعقد أواخر الشهر الجاري في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو".