انطلاق برنامج أخلاقيات البحث العلمي لأعضاء الهيئة المعاونة بجامعة الفيوم    «قنا» تحصد منصبين في تشكيل مجلس نقابة المحامين على مستوى الجمهورية    التأمين الصحي ببني سويف يشارك بفعاليات مبادرة "بداية" بتوعوية طلاب في المدارس    وزير التموين: التجارة الداخلية تساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية    السيسي في جلسة مباحثات مع بوتين: نقدر الدعم الروسي لانضمام مصر ل«بريكس»    النائب العام يناقش مكافحة الجريمة المنظمة وتعزيز العدالة بمنتدى النواب العموم لمجموعة العشرين    سلوت: لن أعلق على نظام دوري الأبطال الجديد قبل الإقصائيات    موقف وسام أبو علي من مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري    غزل المحلة يستضيف طنطا استعدادًا لمواجهة الإسماعيلي في الدوري الممتاز    أصعب ساعات أكتوبر.. بيان مهم بشأن تغير حالة الطقس: درجات الحرارة 9 مئوية ليلا    حنين الشاطر تبدأ حفلها في مهرجان الموسيقى العربية بأغنية «اسمعوني»    مسئول أمريكى: بلينكن لن يزور الأردن غدا لكنه سيتوجه إلى السعودية    لقطات من البروفة الأخيرة لأوبريت "راحت عليك" بطولة أحمد عفت وسمية وجدى    مرض ارتفاع وانخفاض ضغط الدم: الأسباب الأعراض والعلاج    الذكاء الاصطناعي يستعد لإزاحة المحاسب والمبرمج.. 5 مهن قد تختفي قريباً    خبير اقتصادي: قمة بريكس جاءت في توقيت شديد الصعوبة بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية    بالخطوات.. طريقة الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي 2024 وسدادها أونلاين (رابط مباشر)    وزيرة التضامن تكرم عددًا من النماذج الملهمة في إطار مبادرة "الأب القدوة"    بعد انتهاء برغم القانون، عايدة رياض تستأنف تصوير "جودر 2" و"220 يوم"    المصري يختتم ودياته في معسكر المغرب ب لقاء شباب المحمدية غدا    حابس الشروف: مقتل قائد اللواء 401 أثر في نفسية جنود الاحتلال الإسرائيلي    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الصبر أهم مفاتيح تربية الأبناء والتخلص من القلق    دَخْلَكْ يا طير «السنوار»!    بلاغ للنائب العام.. أول رد من الصحة على مروجي فيديو فساد التطعيمات    قطار صحافة الدقهلية وصل إدارة الجمالية التعليمية لتقييم مسابقتى البرنامج والحديث الإذاعى    أمين الفتوى: النية الصادقة تفتح أبواب الرحمة والبركة في الأبناء    إعادة تنظيم ضوابط توريق الحقوق المالية الناشئة عن مزاولة التمويل غير المصرفي    منافس بيراميدز - بعد تعادلين في الدوري.. الترجي يعلن رحيل مدربه البرتغالي    باحث سياسي: الاحتلال أرجع غزة عشرات السنوات للوراء    محافظ أسوان يتفقد مشروع إنشاء قصر الثقافة الجديد في أبو سمبل    صلاح البجيرمي يكتب: الشعب وانتصارات أكتوبر 73    هبة عوف: خراب بيوت كثيرة بسبب فهم خاطئ لأحكام الشرع    مساعد وزير الصحة: تنفيذ شراكات ناجحة مع منظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات    بعد تصريحات السيسي.. الحكومة تطلب من "صندوق النقد" مد أجل تنفيذ إصلاحات البرنامج الاقتصادي    النائب العام يلتقي نظيره الإسباني لبحث التعاون المشترك    أزمة نفسية تدفع سائقا للقفز في مياه النيل بالوراق    ولى العهد السعودى وملك الأردن يبحثان تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط    نقيب المحامين يوقع مذكرة تفاهم مع وفد من هونج كونج ومركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي    غادة عبدالرحيم: الاستثمار في بناء الإنسان وتعزيز الابتكار أهم ما تناولته جلسات مؤتمر السكان    وزيرة التضامن ب«المؤتمر العالمي للسكان»: لدينا برامج وسياسات قوية لرعاية كبار السن    ذوي الهمم في عيون الجامع الأزهر.. حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي    وزير التعليم العالي: بنك المعرفة ساهم في تقدم مصر 12 مركزًا على مؤشر «Scimago»    الفنون الشعبية تستقبل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأسوان    بعد التحرش بطالبات مدرسة.. رسالة مهمة من النيابة الإدارية للطالبات (تفاصيل)    «القومي للطفولة والأمومة»: السجن 10 سنوات عقوبة المشاركة في جريمة ختان الإناث    إصابة 3 أشخاص في حادث سير بالعريش    السجن المشدد 6 سنوات ل عامل يتاجر فى المخدرات بأسيوط    رئيس "نقل النواب" يستعرض مشروع قانون إنشاء ميناء جاف جديد بالعاشر من رمضان    كوريا الشمالية تنفي إرسال قوات لروسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا    رومانو يكشف عرض نابولي لتجديد عقد كفاراتسخيليا    الاعتماد والرقابة الصحية تنظم ورشة عمل للتعريف بمعايير السلامة لوحدات ومراكز الرعاية الأولية    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    من أكرم إلى ياسر في مسلسل برغم القانون.. لماذا ينجذب الممثلون لأدوار الشر؟    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع رئيس اتحاد الكرة بشأن نهائي كأس السوبر المصري    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    بينهم صلاح.. أفضل 11 لاعبا في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسي تركي: يجب التخلص من حكومة أردوغان لإعادة العلاقات مع مصر
نشر في البوابة يوم 10 - 04 - 2014

قال يونس سونر، مسئول العلاقات الدولية بحزب العمال التركي اليساري، إن حزبه يدعم ثورة 30 يونيو المصرية وحركة الثالث من يوليو، دعمًا كاملًا.
وفي حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بمقر الحزب بأنقرة، قال سونر: إن السبب في ذلك، في رأينا، هو أن الرئيس المعزول محمد مرسي يمثل عنصرًا من عناصر الخطة الأمريكية، مثله في ذلك تمامًا مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن هذه الخطة - التي تقودها أمريكا فكريًا وتنظيميًا - الهجوم على دول الشرق الأوسط للحصول على سيطرة أفضل عليها وتقسيمها من الداخل لكي تصبح دولًا تابعة .
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين كانت هي الأداة لهذا التقسيم حيث استخدمت هذه الجماعة الإسلام كدين لإضفاء شرعية على سلطتها، وهو بطبيعة الحال ما همّش المسيحيين المصريين الذين هم جزء من الوطن، وإذا استمر مرسي في الحكم لفترة أطول من ذلك، كان سينتقل بالأمة المصرية إلى تعريف آخر يستبعد المسيحيين ويجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية.
وقال إن الأمريكيين حاولوا أن يستخدموا الإسلاميين لكن هذا المشروع باء بالفشل، فشل في تركيا ولكن كان الفشل الأكبر في مصر، ولذلك فنحن ندعم بشدة الثورة المصرية في 30 يونيو.
وتابع سونر، قائلًا: إن التناقض في موقف الحكومة التركية فيما يتعلق بثورتي 25 يناير و30 يونيو له ما يبرره، فحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والإخوان هما طرفان في نفس الخطة، وهذا ما يبرر الدعم القوي الذي تلقاه مرسي من حكومة أردوغان، ليس فقط بعد ثورة 30 يونيو ولكن قبلها أيضًا، حيث كان هناك تعاون كبير في المجال الاقتصادي وأيضًا كيفية التعامل مع المؤسسة العسكرية.
وأضاف: "نحن نعلم أن الحكومة التركية كانت توفر المعلومات لمرسي حول كيفية قمع الجيش المصري على المدى الطويل إما بحبسهم أو بفتح قضايا في المحاكم بهدف إحداث انقسام في الجيش وسحب دعم الشعب لقواته المسلحة، وهذا شيء كانوا في حاجة للقيام به، فمرجعيتهم هي مشروع الإسلام الأمريكي لأن أعداءهم دائمًا هم أي قوى وطنية مثل المؤسسة العسكرية".
وردًا على سؤال حول رؤيته للإهانة التي وجهها رئيس الوزراء التركي للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، أكبر مؤسسة مسلمة سنية في العالم، أوضح "سونر" أن حكومة تركيا ليس لديها أي احترام لسيادة أو قرار أي شعب وبالتالي ليس لديها احترام لأي مؤسسة دينية، فالحكومة التركية تزعم أنها حكومة إسلامية ولكن إذا كانت حقًا كذلك فكان يجب ألا توجه أي إهانة لقامة دينية كبيرة كشيخ الأزهر.
وأضاف سونر: "فلنكن واضحين في هذا الأمر، فالحكومة التركية لم تقم بذلك بمبادرة منها ولكنها وجهت تلك الإهانة لشيخ الأزهر كجزء من الحكومات المتأسلمة التي وضعتها أمريكا مثل مرسي وأردوغان، وعلى ذلك فالتفسير القائم لهذا التعصب هو شعورها بالرعب والهلع من أن يلحق بها ما لحق بمرسي".
وأوضح سونر، أن هناك سببًا لهذا الهلع ولا يزال هذا السبب قائمًا، ففي فترة مرسي رأت الحكومة التركية مستقبلًا محتملًا لها، وأن نهايتها قد تكون مثل نهاية مرسي، ولذلك قامت الحكومة التركية بمؤامرة على المؤسسة العسكرية التركية ولذلك هاجم أردوغان شيخ الأزهر.
وأشار إلى أن الحكومة التركية هي التي يجب أن تلام على ما وصلت إليه العلاقات بين تركيا ومصر من تدهور، وفي الوقت الحالي تزداد عزلة الحكومة في المنطقة بشكل عام وخاصة بعد أن تسبب عدم احترامها لإرادة الشعب المصري في نهاية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهذا شيء سيئ لأنه من تركيا.
وتابع سونر: "نحن نرى أن مصر متجهة إلى سياسة خارجية أكثر استقلالًا، نابعة من داخل الوطن، وبندية في التعامل مع القوى الكبرى وقائمة على الاحترام المتبادل ورفض التدخل في الشئون السياسية للبلاد، وهذا شيء نحن ندعمه بكل قوة وهو ما نطمح لتحقيقه في تركيا أيضًا".
وأضاف: "إنه بناء على ذلك فإن مصر من وجهة نظرنا هي حليف وثيق لنا، فمصر من أهم الدول العربية ولها ثقلها الثقافي، ولذلك يجب على تركيا أن تتعاون بشكل أوثق كثيرًا مع مصر في مجالات مكافحة الإرهاب والتضامن الإقليمي والتعاون الاقتصادي، مثل استبعاد الدولار الأمريكي، فكلا البلدان – مصر وتركيا – لديهما مشاكل خاصة بالدولار الأمريكي، وهذه فرصة كبيرة لنا لدعم التبادل التجاري بشكل يعتمد على عملاتنا المحلية كخطوة لتقليل اعتماد الجانبين على الدولار الأمريكي".
واعتبر "أن الحكومة التركية قضت على العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وهو شيء تعس ويمثل سببًا آخر لنا للتخلص من هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن".
وأشار إلى أنه في تركيا يوجد قليل من المتعصبين الذين يرفضون ثورة 30 يونيو ولكن على الجانب الآخر هناك تأييدًا كبيرًا لها على المستوى الشعبي، وقد لا يتم إبراز هذا التأييد في الوقت الحالي لأن تركيا حاليًا انشغلت في سياساتها الداخلية والسياسات المتعلقة بسوريا، حيث إن في هذا الإطار مصر تعتبر بعيدة عنا قليلًا، والدليل على ذلك هو أن الحكم الصادر من القضاء المصري بإعدام أكثر من 500 عضو بجماعة الإخوان لم يتم انتقاده من عامة الشعب التركي.
وأضاف أن هناك بعض المواطنين في تركيا، وخاصة أغلب أتباع أردوغان المتعصبين، مازالوا يعتقدون أن أعضاء جماعة الإخوان هم أناس ورعون، وهم يؤمنون بذلك فقط لأن أردوغان قال ذلك، ولكن ليس ذلك هو الموقف العام في تركيا، ومن جانبنا نحن نعمل في هذا الاتجاه من أجل تنوير الشعب التركي بحقيقة الإخوان.
وفي رده على سؤال حول مدى إسهام القوى الليبرالية في تركيا في استنارة الشعب التركي حول جماعة الإخوان الإرهابية، قال سونر: إذا تمكنت القوى الليبرالية في تركيا من وضع مسافة بين تفكيرهم والسيطرة الأمريكية على عقولهم فحينئذ يمكنها أن توضح للرأي العام الطبيعة الحقيقية لهذه الجماعة، ولكن إذا رأوا العالم من المنظور الأمريكي فقط فلن يتمكنوا من ذلك.
وأوضح سونر، أننا كحزب يقوم على الاستقلال السياسي لتركيا، نرى بشكل واضح أن الموقف في مصر هو ثورة شعبية بكل المقاييس، ولقد كان حزبنا هناك وشاهد كل شيء خلال ثورة 30 يونيو وبعدها، مضيفًا "كنت هناك في مصر وتحدثت مع عدد من بعض رؤساء تحرير الصحف المهمة، كما أننا نعمل سويًا في إطار مشروعات تعاون لتبادل معلومات أفضل".
وتابع "لقد بدأنا على مستوى الصحف ولكن قريبًا سيقوم حزبنا بزيارة لمصر حيث سنرسل أحد أصدقائنا لوضع ترتيبات الزيارة ثم لاحقًا سنرسل وفدًا رسميًا إلى مصر، فبالنسبة لنا مصر حليف كبير جدا جدا ومهم جدا".
وأشار إلى أن الهدف من الزيارة تبادل المعلومات بشكل أفضل، والهدف الأكبر هو مناقشة دعم الحكومة التركية للمجموعات الإرهابية في مصر، "فنحن بحاجة لمعرفة المزيد عن ذلك ونشره وعرضه للرأي العام في تركيا فيما بعد، كما أن الزيارة تهدف للتأكيد على أنه ليست كل أطياف الشعب التركي يؤيدون أردوغان في سياسته الحالية تجاه مصر".
وأشار سونر، أيضًا، إلى أن زيارة حزبه لمصر قريبا ستعمل على تأسيس روابط لتجاوز هذا الموقف الحالي بين البلدين والبحث عن وسائل للتضامن بين الشعب المصري الثوري والشعب التركي، للكفاح المشترك بشكل أفضل في مواجهة التدخل الأجنبي في سياساتنا الداخلية وخاصة فيما يخص كيفية تعامل بلادنا مع الإرهابيين .
وأوضح السياسي اليساري التركي أنه كما أن هناك دعمًا غربيًا لجماعة الإخوان، فنحن نواجه مشكلة شبيهة وهي الدعم الغربي لمنظمة حزب العمال الكردستاني، ولذلك فنحن في حاجة إلى العمل بشكل أوثق وأقوى في هذا الاتجاه وهو ما تهدف له أيضا زيارتنا لمصر.
وقال سونر: يعتقد أنه في المنطقة بشكل عام، انتهت الهيمنة الأمريكية، فقد فقدت أمريكا هيمنتها في العراق وسوريا ومصر، وبالنسبة لنا نحن نرى أن ثورة 30 يونيو في مصر كانت هي الضربة القوية والأكبر للولايات المتحدة، فقد كنت أتابع ما تقوله وزارة الخارجية الأمريكية ولكن في نفس الوقت كنت أرى كيف أن الشعب المصري، والمؤسسة العسكرية المصرية أيضًا، يفعلون العكس تمامًا .
وأضاف "أن الهيمنة الأمريكية في منطقتنا أصابها الوهن بشكل كبير، كما أنها تعاني من ذات الوهن في تركيا أيضا، لأنها أصبحت تفقد سطوتها على الحكومة التركية ولا تستطيع في الوقت ذاته إيجاد بديل، ولذلك فقد حان الوقت لكافة شعوبنا في منطقة الشرق الأوسط أن توحد صفوفها".
وحول رؤيته لاستهداف جيوش المنطقة في إطار ما يسمى ب"الربيع العربي"، قال سونر: إن الجيش هو دائما العمود الفقري للسيادة الوطنية، فإذا لم يوجد جيش فلا سيادة، وإذا لم توجد سيادة، فلن تكون هناك جمهورية أو ديمقراطية أو أي شيء"، موضحًا أن ما يفعله الاستعمار دائما هو مهاجمة الجيش وتعطيبه لكي لا ينشط مرة أخرى، وهذا ما فعلوه في تركيا والعراق ودول أخرى، ولكن القوات المسلحة المصرية قاومت ذلك.
وأكد سونر، أن حكومة تركية وطنية ستتعاون مع مصر ولن تدعم الإخوان الذين يتلقون الدعم الآن من الحكومة التركية الحالية لأنهما أداتان في نفس الخطة ولكن هذا أيضا هي القاعدة التي تم إملاؤها على تركيا، فتركيا حاليا تلعب دور الرجل الشرير في السياسة المصرية.
وفي رده سؤال حول تحول الشعب المصري من الإعجاب بأردوغان في السنوات الماضية إلى اعتباره عدوا في الوقت الحالي، أجاب سونر: أن الشعب المصري ليس مخطئا في اعتبار أردوغان عدوًا، فالمصريون لديهم كل الحق في أن يروا تركيا حاليًا كعنصر من عناصر المؤامرة التي تحاك لوطنهم ولكن يجب عليهم أن يقصروا هذا الشعور على الحكومة التركية فقط فبكل تأكيد الشعب التركي لا يؤيد أي أعمال عدائية ضد مصر.
وأكد سونر، أن الشعب التركي سيكون سعيدًا بكل تأكيد بالتعاون المستقبلي بين تركيا ومصر، فهذا ما نحن في حاجة ماسة إليه، كما أنني متيقن من مشاعر الدفء التي يظهرها الشعب المصري تجاه الشعب التركي فقد قمت بزيارة مصر خمس مرات.
وحول رؤية حزبه للوضع في سوريا، قال سونر: إن القوى الاستعمارية الجديدة تعمل على تقسيم سوريا إلى طوائف نصيرية وعلوية وسنية ومسيحية علاوة على سعيها لتأسيس منطقة حكم ذاتي للأكراد في الشمال، وقد كانت هذه هي نفس الخطة المدبرة لتركيا لتقسيمها إلى سنة وعلويين ومنطقة كردية، ولكن عندما فشلت هذه الخطة في سوريا، أو بمعنى أدق تفشل حاليا في سوريا، أثر ذلك على هذه الخطة بالنسبة لتركيا أيضا .
وحول تقارير تؤكد دعم الحكومة التركية للتنظيمات المتطرفة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أوضح القيادي بحزب العمال التركي أن دعم الحكومة التركية لهذه الجماعات واضح جدا، ولكن الحكومة السورية حاليا تقوم بتنظيف الأراضي السورية من هذه الجماعات الإرهابية، وقد اقترح حزبنا أن يكون هناك تعاون بين القوات المسلحة التركية والقوات المسلحة السورية لتنظيف هذه الجماعات من خلال عمل مشترك لأن هذه الجماعات كما أنها تشكل خطرا على سوريا هي أيضا تشكل خطرا على الجانب التركي.
وأكد سونر، حتمية العمل العسكري المشترك في هذا الاتجاه وليس أن يقوم الجيش التركي بالتصرف بشكل منفرد، فالقوتان معًا يمكنهما القضاء على هذه الجماعات الإرهابية داخل سوريا خلال 72 ساعة، حسب قوله.
واعتبر أن ما تقوم به الحكومة التركية حاليًا هو منع وتعطيل الحكومة السورية عن القضاء على الإرهاب في المناطق الحدودية بين البلدين "لأنه كلما اقتربت القوات السورية من الحدود للتعامل مع الجماعات الإرهابية، حاولت الحكومة التركية إبقاء الجيش السوري بعيدا عن الحدود إما بإسقاط طائرة سورية أو غير ذلك".
وأشار سونر، إلى أنه في العام الماضي عندما سقطت بعض الصواريخ من الجانب السوري على الجانب التركي، لم يعرف أحد حتى الآن من أطلق هذه الصواريخ، بل أن الحكومة السورية اقترحت على الحكومة التركية تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق في هذا الحادث للكشف عن الجهة التي أطلقت هذه الصواريخ، ولكن الحكومة التركية رفضت هذا المقترح وبدلًا عن ذلك قامت بتغيير قواعد الاشتباك بحيث تقوم تركيا بالرد الفوري على أي قذائف تسقط داخل أراضيها من الجانب السوري بغض النظر عن الجهة التي أطلقتها.
وبعد هذا الموقف، يقول سونر: عملت الحكومة السورية لتجنب أي نوع من الصدام، على سحب قواتها عن الجبهة الحدودية بمسافة 20 كيلومترا وبهذا تم خلق هذه المنطقة للجماعات المتطرفة في سوريا دون أي سيطرة حكومية هناك علاوة على تمتع هذه الجماعات بحماية الحكومة التركية.
وأشار سونر، إلى أنه كما لا يريد حزبه أن يرى جماعات إرهابية في سوريا، لا يريد أيضا أن يرى إرهابيي الإخوان المسلمين في مصر .
واستطرد سونر، أن أول شيء قام به الأمريكيون في العراق هو فصل الشمال عن جسم الدولة العراقية وتشكيل منطقة حكم ذاتي للأكراد بها، وهو نفس ما يحدث في سوريا الآن، ولكن مشروع تقسيم سوريا توقف الآن حيث تتجه سوريا حاليا إلى إعادة تكامل أراضيها وتحقق تقدمًا على الأرض، فسوريا تدافع عن وحدتها وبهذا الشكل فإن سوريا أيضا تدافع عن وحدة تركيا".
وذكر سونر، أن بلاده تواجه نفس المخطط، وهو مخطط التقسيم على خطين، أولهام خط طائفي – بين السنة والعلويين – وكمثال لذلك هو تفجير ريحانلي الذي لقي فيه 50 شخصًا حتفهم، فبعد هذا الحادث قال رئيس الوزراء التركي في تصريح علني أمام الصحفيين "لقد فقدنا 50 مواطنًا سنيًا"، مضيفا أن الأتراك لم يصادفوا ذلك الاتجاه من قبل في بلادهم .
وأوضح سونر، أننا لا نقسم مواطني تركيا عندما يموتون إلى سنة وعلويين، فجميعهم مكونات للمجتمع التركي ومن لقوا مصرعهم في هذا الحادث هم خمسون مواطنًا وليسوا خمسين سنيًا، وهذا مثال واضح على معالم الانقسام الطائفي.
وأشار إلى أن الخط الآخر من الانقسام في تركيا هو الخط الإثني أو العرقي ويتمثل في المواطنين الأكراد، الذين يمثلون أيضا جزءًا من أمتنا ولذلك تبرز الخطة الأمريكية في هذه اللعبة بشكل أقوى، حيث يتم استخدام حكومة أردوغان لتقسيم تركيا وبالتالي خلق ما يمكن تسميته ب"إسرائيل الثانية" عن طريق إقامة دولة بأكراد العراق وتركيا وسوريا وإيران، ضد رغبة جميع الدول المحيطة .
وأوضح سونر، أنه إذا كان أحد يرغب في تطبيق هذه الخطة، التي هي بطبيعة الحال خطة أمريكية بالأساس، فعليه فقط أن يسيطر أو يقمع المؤسسة العسكرية لأنها هي القوة الوطنية التي سترفض بشكل قاطع هذه الخطة .. وكان هذا هو الوضع تماما في تركيا عن طريق محاكمات قضية آرجينيكون التي تعود إلى عام 2009 حيث اتهمت السلطات التركية ما أسمته ب"شبكة" للتخطيط للإطاحة بالحكومة الحالية عن طريق إثارة الاضطرابات والقلاقل في البلاد تمهيدا لانقلاب عسكري ضد الحكومة المنتخبة، بحسب وسائل الإعلام التركية.
وأوضح سونر، أن هذا الاتجاه هو نفس المنطق في تركيا حيث سعت الحكومة التركية لإحداث انقسام عن طريق السيطرة على المؤسسة العسكرية وقمعها وسجن قيادات الجيش، لأن العقيدة الأساسية للمؤسسة العسكرية هي الدفاع عن الأمن واستقلال ووحدة أراضي الدولة، كما هو الحال في جميع الدول .
وأشار سونر، إلى أن دوغو بيرنتشيك، زعيم حزب العمال التركي، تم توريطه في محاكمات آرجينيكون لأنه كان على نفس جانب المؤسسة العسكرية في الدفاع عن وحدة واستقلال تركيا، ولذلك كان في قضية آرجينيكون قوتان تم الهجوم عليهما، أولاهما القوات المسلحة التركية وثانيهما الشخصيات الوطنية، بالإضافة إلى بعض المثقفين المنعزلين ولكن كمجموعة منظمة لم تستطع القيام بأي شيء حيال ذلك.
وأضاف أن من هلل لهذا الهجوم في قضية آرجينيكون كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي أسمت المحاكمات ب "خطوة على طريق التحول للديمقراطية"، والحكومة التركية التي قالت "أخيرا نجحنا في قمع المؤسسة العسكرية العلمانية"، ومنظمة حزب العمال الكردستاني، التي تورطت بشكل كبير في هذه القضية إلى درجة أن بعضا منهم ظهروا في المحاكمات وأدلوا بشهاداتهم ضد المتهمين.
وأكد سونر، أن أعضاء سابقين بمنظمة حزب العمال الكردستاني شهدوا في المحكمة ضد المؤسسة العسكرية وهذا له منطقه لأن المنظمة هي جزء من الخطة القائمة لتقسيم تركيا ولذلك رأوا هؤلاء أن قضية آرجينيكون من شأنها إضعاف نفوذ القوى الوطنية وبالتالي سيفتح ذلك الطريق أمامهم لمواصلة هذا المشروع الأمريكي .
وأوضح أن مشروع استقلال كردستان وانفصالها ليست هي رغبة عامة الشعب الكردي، بل العكس تماما، والدليل على ذلك أنه في الانتخابات البلدية الأخيرة، فقد حزب السلام والديمقراطية الكردي الموالي للزعيم الانفصالي عبد الله أوجلان أصوات الأكراد في مناطقهم لأن الحزب يسير في اتجاه الانفصال.
وأشار سونر، إلى أن المواطنين الأكراد بتركيا يبلغ تعدادهم 15 مليونًا تقريبا ولكن الحزب الكردي حصد 2.6 مليون فقط من الأصوات الكردية، أي 6.1% منها، ويبدو واضحا أن السكان الأكراد في المناطق ذات الأغلبية الكردية صوتوا بشكل أقل لهذا الحزب، مقارنة بالانتخابات البلدية في عام 2009 .
ويحاول حزب السلام والديمقراطية الكردي التسويق للرأي العام التركي أنه هو الممثل للسكان الأكراد، ولكن موقف الحزب السياسي لا ينبع من إرادة الشعب الكردي بقدر ما ينبع من أفكار أوجلان بالتعاون مع جهاز المخابرات التركي بقيادة هاكان فيدان، وهو الرجل الذي يمثل حلقة وصل بين أوجلان والحزب وهو الرجل الذي يحمل الرسالة.. فأين الشعب الكردي في هذه الحسابات؟.
وأضاف سونر، أن ما تروجه الحكومة التركية عن ما تصفه ب "عملية السلام" هو تزييف، فعملية السلام هذه هي في واقع الأمر "عملية حرب" والحكومة فقط تطلق عليها عملية سلام لتسويقها للرأي العام ولكن الحقيقة أن هدف الحكومة هو تقسيم تركيا على خطوط إثنية، مضيفا أن عملية السلام هذه كذبة كبيرة وبالتالي هي عملية حرب لأن الحكومة لن تستطيع تقسيم البلاد بسلمية.
وأشار إلى أن قطاعًا كبيرًا من المواطنين الأكراد يعيشون في الغرب وهناك عائلات تتشكل من مجموعات عرقية مختلفة، وهؤلاء لا تستطيع أن تقسمهم بشكل سلمي، فإذا كان هناك أحد يرغب في تقسيمهم فيجب أن يكون ذلك عن طريق الحرب الأهلية .
وفي إجابته عن سؤال حول تقارير الفساد الذي تورطت فيه الحكومة التركية، قال سونر إن الحكومة التركية متورطة بشكل كبير في الفساد وقد قلنا ذلك منذ سنوات، فهذا ليس بالشيء الجديد، وحتى أبعاد ودرجة الفساد ليست صادمة على الإطلاق.
وأكد سونر، أن الحكومة ضالعة بشكل كبيرة في الفساد "ونحن لا نقصر انتقاداتنا لها على تهم الفساد فقط، فليس ذلك هو مأخذنا الوحيد على الحكومة كما تفعل باقي أحزاب المعارضة التي لا تتحدث إلا عن الفساد، ولا تتطرق الأحزاب إلى الانقسامات العرقية والطائفية التي تعمل عليها الحكومة، ولا تتطرق أيضا إلى السياسة التركية - السورية ولا إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تواجهها تركيا كما نفعل نحن".
وفي رده على سؤال حول مدى رؤيته أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط حاليًا يصب في مصلحة إسرائيل، أكد سونر: بالطبع كل هذه التطورات هي في مصلحة إسرائيل، مضيفًا أن القوات المسلحة كانت دومًا ضد تقسيم تركيا ولكن هذا التقسيم عن طريق تأسيس إسرائيل ثانية (كردستان) كان بالطبع سيصب في مصلحة إسرائيل لأنه كان سيتم زرع إسرائيل ثانية بين العراق وسوريا وتركيا وهذه الإسرائيل الثانية كانت ستكون حليفة لإسرائيل الأولى، ولكن هذا المشروع فشل.
وأوضح أنه في هذا المشروع، ولتحقيق هذا الهدف، هاجمت الحكومة الجيش التركي لأنها تعلم أن المؤسسة العسكرية التركية كانت ستقاوم هذا المشروع، ولذلك وضعت الحكومة مئات الجنرالات وضباط الجيش خلف القضبان.
وأشار سونر، إلى أن خارطة مشروع الشرق الأوسط الكبير قد تم عرضها على القوات المسلحة التركية أثناء اجتماع لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عام 2004 بإحدى الدول الأوروبية، وفي هذا الاجتماع رفض الجيش التركي هذه الخريطة واحتج عليها وغادر الاجتماع ثم أطلع الرأي العام لاحقًا على هذا الأمر.
وأضاف سونر أن أردوغان قد أعلن بشكل واضح أمام الصحافة المحلية والعالمية بأنه "نائب رئيس" مشروع الشرق الأوسط الكبير أو سيكون له دور كبير فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.