ساعات قليلة تفصلنا عن انتهاء شهر رمضان الكريم، وقدوم عيد الفطر المبارك، الذي تختلف مظاهر الاحتفال به من دولة لأخرى، لكنها تتشابه عادة في طقوس الطعام في أول أيامه. ويعرف عن المصريين طقوسهم الخاصة في المناسبات والأعياد ومنها "عيد الفطر" المبارك، حيث يقوم المصريون بعادات وتقاليد وطقوس قديمة توارثوها جيلا بعد جيل عن أجدادنا الفراعنة من المصريين القدماء، تميزت بها مصر عن غيرها من البلدان العربية احتفالا بقدوم أحد أفضل الأعياد لدى المسلمين.
ويعد كعك العيد من أهم مراسم وطقوس الاحتفال بمناسبة عيد الفطر المبارك ليقوم المصريون بصناعة أشكال وأنواع مختلفة منه تعبر عن فرحتهم بقدوم العيد، ويقدم للأهل والأقارب أثناء الزيارات.
ويتميز عيد الفطر بالتقرب إلى الله وطاعة الله عز وجل وفيه تعظيم الله وذكره كالتكبير وحضور الصلاة في جماعة بعد توزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح.
عادات وطقوس المصريين، في أيام عيد الفطر المبارك: صلاة العيد الكبيرة يتوافد المصريون على صلاة العيد بأعداد كبيرة في المساجد والساحات الكبيرة، احتفالا بعيد الفطر، فنجد الآباء والأمهات يصطحبون أطفالهم في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، وسط حالة من البهجة، بالاضافة الي الحرص على ارتداء الملابس الجديدة التي اشتروها خصيصا لهذه المناسبة الجميلة. ومن ناحية أخري نجد بعض الناس يحرصون علي توزيع الحلوى والألعاب والزينة على الأطفال بعد الانتهاء من أداء الصلاة، ويتم تبادل التهاني والزيارات بين الأهل والأقارب، وتكون فرحة الأطفال كبيرة حيث ينطلقون للحدائق والمتنزهات للعب والمرح.
حلويات عيد الفطر المبارك ويعد الكعك والبسكويت من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد، وترجع أصوله إلى عصر الفراعنة، فهم أول من عرفوه، وفى التاريخ الإسلامي، يرجع تاريخ كعك العيد إلى الطولونيين، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، ثم انتقل الي مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر. ويوجد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، قوالب كعك عليها عبارات: "كل هنيئا واشكر" و"كل واشكر مولاك" ومسميات أخرى لها نفس المعنى، ليتحول الكعك بمرور الوقت إلى عادة تحرص السيدات على تقديمها للأسرة والضيوف في العيد. العيدية ورسم البهجة تعد العيدية من الطقوس المحببة والحميمة لدى المصريين، فبعد أداء الصلاة في المساجد والساحات والميادين، يتبادل المسلمون التهاني بالعيد، وتبدأ مظاهر الاحتفال بتوزيع "العيدية" والهدايا على الأطفال، كنوع من رسم البهجة والابتسامة والتألف مع بعضهم.
أكلات يشتاق لها المصريين في العيد من أهم الأطعمة التي يتميز بها عيد الفطر والتي يفضلها الكثير من المصريين، لاشتياقهم لها طول شهر رمضان "الكشري والفسيخ والرنجة" والتي تزامنت مع احتفالية شم النسيم مع أيام الصوم في رمضان، وقرر الكثير من المسلمين تأجيل تناوله حتى العيد، لذلك تعتبر من الوجبات الرسمية على مائدة المصريين خلال عيد الفطر المبارك.
وعيد الفطر في مصر له مذاق خاص ونكهه مميزة، وعلى مر العصور تنوعت العادات والتقاليد لدى المسلمين في مصر بعيد الفطر وترجع إلى مئات السنين، والتي تنوعت بما يتناسب مع خصوصية كل فترة وما بها من مقومات اجتماعية وثقافية، وكانت أجواء احتفالات العيد خلال تلك العهود الماضية، حسبما ورد ذكرها بالروايات التاريخية.
كما توجد مجموعة من الطقوس والعادات لدي بعض المصريين فى أول أيام عيد الفطر المبارك، والمتعارف عليها في اغلب محافظات مصر، مثل أكل الرنجة المدخنة والملوحة والسمك البلطي أو البياض مع أرز الصيادية.
ففي محافظة القاهرة يحرص مواطنيها علي تناول الملوحة والفسيخ والرنجة كوجبة أساسية على مائدة الطعام، بالاضافه الي السلطات مثل السلطة الخضراء وسلطة التونة والبطارخ والطحينة والارز وذلك في أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث إن أغلب الأشخاص يحرصون على تزيين المنزل، سواء للاحتفال بالعيد وقدومه، أو للشعور بالسعادة الخاصة بأجواء العيد، ويقومون بتجهيز كحك العيد فى المنازل، ليشعروا بأجوائه الجميلة. وفي محافظة المنوفية الإفطار علي الفسيخ والرنجة كأكلة رسمية في أيام العيد، أما محافظة كفر الشيخ تناول الفتة مع اللحمة، والشرقية يقوم أهلها بتناول الفتة والارز واللحمة كعادة أساسية في العيد، أما محافظة الفيوم فاعتادت علي أكل السمك لكنها لا تفضل الملوحة، فهي تكسر قاعدة انتشار تناول الفسيخ والرنجة في أغلب المحافظات. الرنجة
