وهلّ عيد الفطرالمبارك بعد أطول شهر من الصيام في عز الصيف، أتي العيد ببهجة وفرحة وسرور إلى قلوب الأمة الإسلامية والعربية، ورغم تنوع عادات المصريين في ذلك اليوم كل حسب منطقته إلا أنها تكاد تكون متشابهة، فصلاة العيد هى أولى مهام عيد الفطر، فكل مسلم يحرص على الصلاة فى المساجد أو المناطق الفسيحة المعدة للصلاة ويجتمع أهل البيت لتبادل التهانى بالعيد، وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والأحباب. وبالإضافة إلى كل ذلك تتميز مصر بطقوس خاصة فى العيد، فالبسكويت والكعك هو مائدة إفطار أهل البيت والضيوف، فعلى مائدة كبيرة فى الإفطار تشمل العديد من أنواع الكعك والبسكوت والبيتفور الذى يتم عمله بالبيت أو يتم شراءه من المخابز بالكيلو أومعلب من السوبرماركت يتناول أهل البيت وجبة الإفطار، مطالبين بالعيدية، كما يتم ضيافة الضيوف به كعادة فى الأعياد. وبالرغم من الحالة الإقتصادية المتوسطة، وربما تكون أقل من ذلك إلا إن المواطن المصري دائما مايشترى ولو قليل من البسكوت وكعك العيد. وتفاوتت اسعار الكعك هذا العيد من مكان لأخر وعلى حسب مايحتويه الكعك من حشو، فتتراوح سعر الكعك المعلب فى السوبر والهايبر ماركت مابين 20 الى 40 جنيه للكيلو الواحد ومثله فى المخابز، ويزداد سعر الكعك كلما زادت قيمه الحشو مابين عجوة او ملبن او مكسرات. أما الفسيخ فهو ضيف الغداء فى أول أيام عيدالفطر، فيتنوع الطعام مابين فسيخ أو رنجة او سمك، ويأكله الشعب المصري كعادة سنوية بديل عن اللحوم والخضراوات التى دأب على تناولها اثناء شهر رمضان وكنوع من التغيير فى أصناف الطعام.وتراوحت أسعار الفسيخ مابين 18 إلى 50 جنيه حسب نوع الفسيخ والمكان الذى تشتري منه. وبسئوال أحد أصحاب المحلات بالموسكى "عم أحمد" قال : أن الإقبال على شراء الفسيخ يكون فى عيد الفطر وشم النسيم أكثر، وهذا مايرفع سعره، وأضاف: "الزبائن بتشترى بس مش زي المواسم اللى فاتت، الحالة الإقتصادية أثرت على نسبة البيع". وأوضح قائلاً: "احنا فاتحين لغاية فجر يوم العيد تقريباً وهنقفل يوم العيد عشان نعرف نعَّيد". وأما "علي" صاحب محلات لبيع الأسماك أوضح أن الأسماك تلاقى رواجاً أيضا اثناء عيد الفطر المبارك مثل الفسيخ والرنجة، وأضاف أن أكلها يعد أقل ضرراً من الفسيخ، وعن الأسعار قال "إحنا مع سعر السوق الكبير لما بنجيب سمك ويكون غالى بتغلى الأسعار، ولما يقل احنا بنقلل السعر". وأشار أن سمك البلطى هو أكثر الأنواع شراءاً فى عيدالفطر وسمك السردين وأن أسعار البلطى تتراوح بين 12 الى 14 جنيه ، والسردين 13 جنيه. وقالت "أم شريف" ل "الوادى" وهى تشترى سمك البلطى من محل أسماك أخر "الميزانية ماتسمحش اشترى غير البلطى، والجمبرى سعره غالى قوى، وماقدرش على الفسيخ والرنجة ، المعدة ماتستحملش". وأكدت "أم شريف" على شرائها البسكويت والكعك فهو فرحة العيد، وأن أكل الأسماك والفسيخ فى عيد الفطر هى من العادات العريقة فى مصر، وقالت " الواحد تعب من أكل الخضار واللحمة والفراخ فى رمضان، وعايز يغير للسمك اللى ماأكلنهوش طول رمضان". وبالرغم من خروجنا من شهر رمضان الذى يجعل الفرد يقلل من كمية الطعام ويساعده على تنظيم عملية الأكل، إلا أننا كشعب لا نقلل من ذلك وندخل على أيام العيد بمزيد من فاتح للشهية. فكميات كبيرة من الكعك والبسكوت تدخل المعدة والعديد من المشروبات الساخنة والباردة صباحاً، وجميعها أطعمه عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة. وما أن ياتى وقت الغذاء لنأكل بكثير من النهم الفسيخ والرنجة والأسماك، مما يربك الجهاز الهضمى ، مما قد يسبب أمراض الجهاز الهضمى مثل الإسهال والتلبك المعوي، ومضاعفات أخرى لمرضى السكر والضغط . وعن ذلك قال لنا "د.محمد الشربيني"، أستاذ التغذية بالمعهد القومى للتغذية، أن على الإنسان الحفاظ على صحته بشكل دائم، وعدم تناول مأكولات تضر به، وعن الأكل فى عيد الفطر قال أن الشعب المصري تعود على أكل الفسيخ والرنجة اول ايام عيدالفطر وهى عادة الشعوب جميعها، ولا توجد أى مشكلة فى ذلك، لكنه حذر من الإفراط فى المأكولات بما يضر الجهاز الهضمى. ونصح "د.محمد الشربينى" عند شراء الفسيخ أن يتم إختياره جيداً، وقال أن الرنجة أخف من الفسيخ ، وقال يجب ان تكون الرنجة مغلفة وذات لون ذهبي ولا يوجد بها علامات تهتك بالجلد، وأن نلاحظ بريق ولمعان عين السمكة، وعند فتح بطن السمكة تظهر الأعضاء الداخلية سليمة وغير متهتكة. وأضاف "د.الشربينى" أنه يجب عدم تناول الرنجة نيئة، ويتم تنظيفها بالماء والخل والليمون، واخلائها من الذيل والرأس ومن الأعضاء الداخلية قبل تناولها . كما نصح "د.محمد الشربينى" مرضى السكر بعدم تناول المأكولات السكرية بصورة مفرطة ، كما قال لأصحاب مرضى الضغط والقلب بتخفيف أكل الرنجة والفسيخ بالليمون والخل، وعدم الإكثار منها وبالنهاية نتمنى لكم عيدا سعيدا وعيدية كبيرة، وأكلا هنيئا مريئا بدون تلبكات معوية.