ذكر مقال نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن التصعيد الروسي في حرب أوكرانيا من خلال شن موجات متكررة من الهجمات الصاروخية المكثفة على أجزاء عديدة في أوكرانيا واستهدافها للبنية التحتية للطاقة ينذر بتدمير كامل لمنظومة الطاقة الأوكرانية. وأوضح المقال، الذي شاركت في كتابته الصحفية إزوبيل كوشيو والصحفي لورينزو توندو، أن القوات الروسية قامت بالأمس بتوجيه ضربات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة على مناطق عديدة في أوكرانيا هي الموجة السادسة من نوعها منذ الشهر الماضي. ويشير المقال إلى أن تلك الموجات المكثفة من الضربات الجوية الروسية ضد البنية التحتية للطاقة تأتي في وقت بالغ الصعوبة مع حلول فصل الشتاء ووصول درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ما يضع البلاد في موقف حرج بسبب نقص إمدادات الطاقة اللازمة للتدفئة والأغراض الأخرى. ويلفت المقال إلى أن الإدارة الرئاسية في أوكرانيا أكدت بالفعل استهداف مناطق حيوية مثل أوديسا ودينبرو، مضيفا أن الشعب الأوكراني بدأ بالفعل يشعر بالقلق بسبب نقص مواد التدفئة في الوقت الذي بدأت فيه الثلوج تتساقط في جميع أنحاء البلاد. ويؤكد المقال أن تلك الهجمات تأتي في وقت تتعثر فيه جميع الجهود من أجل التوصل لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا من خلال المفاوضات حيث يرفض الجانب الأوكراني الجلوس إلى مائدة المفاوضات قبل انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا في عام 2014. أوكرانيا لن تبدأ أية محادثات سلام قبل انسحاب القوات الروسية وقد وصل الأمر بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، كما يشير المقال، إلى إصدار مرسوم رئاسي ينص على أن أوكرانيا لن تبدأ أية محادثات سلام في ظل استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رأس السلطة في موسكو. زيلينسكي وفي الوقت نفسه أعلن الرئيس الأوكراني أن ما يقرب من 40 بالمائة من البنية التحتية للطاقة في البلاد أصابها العطب وأصبحت خارج الخدمة بسبب الضربات الصاروخية الروسية المتكررة منذ بداية أكتوبر الماضي. ويوضح المقال أن القوات الروسية أطلقت يوم الثلاثاء الماضي فقط ما يقرب من 100 صاروخا مستهدفةً منشآت الطاقة في أجزاء عديدة من البلاد، مشيرًا إلى البيان الصادر عن الشركة القومية للطاقة في أوكرانيا التي أوضحت فيه أنه لم يتم بعد حصر حجم الخسائر الناجمة عن القصف، مؤكدة في نفس الوقت أن القصف يعتبر الأسوأ منذ بداية الحرب في أوكرانيا. ويشير المقال إلى أن السلطات الأوكرانية بدأت اللجوء إلى إجراءات استثنائية لقطع التيار الكهربي في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد في ظل النقص الحاد في موارد الطاقة والظروف العصيبة التي تمر بها البلاد. ويلفت المقال -في ختامه- إلى تصريحات الرئيس الأوكراني التي أكد فيها أن 18 منطقة في جميع أرجاء البلاد إلى جانب العاصمة كييف تعاني من نقص حاد في الطاقة مما دفع السلطات إلى فرض إجراءات طوارئ في تلك المناطق تتضمن قطع التيار الكهربي لفترات طويلة.
