أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بضعة أسابيع، أن أمريكا قد عادت إلى الساحة العالمية، لكن في الواقع فقد خرجت من أفغانستان، حيث أعلن الرئيس الأمريكي للتو انسحاب جميع القوات الأمريكية المتبقية من البلاد، وهذا يعني أن الحرب التي استمرت 20 عامًا ستنتهي في تاريخ رمزي هو 11 سبتمبر 2021، وهذا التاريخ يتزامن مع الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر 2001، بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن العالم يتساءل عما إذا كانت هناك فجوة تظهر بين خطاب البيت الأبيض حول إعادة التواصل مع العالم، وواقع التراجع المستمر الذي كان المسئول عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ويقول بايدن إن أمريكا حققت أهدافها في مكافحة الإرهاب في أفغانستان وتعتزم الآن "خوض المعارك على مدى العشرين عامًا القادمة، وليس العشرين عامًا الماضية". ونوهت الصحيفة إلى أن الخطر يكمن في أن الانسحاب من أفغانستان سيُنظر إليه خارج أمريكا على أنه فشل شبيه بفشل الولاياتالمتحدة في الحرب في فيتنام. وهذا الفشل قد يؤدي في النهاية إلى سقوط كابول في أيدي طالبان. يمكن الآن للقوى المتنافسة للولايات المتحدة، ولا سيما روسياوالصين، اختبار عزم إدارة بايدن بشكل أكثر، حيث تهدف كلا الدولتين إلى فرض نفوذهما على أوكرانياوتايوان، مما يشكل بؤر للتوتر واضحة مع الولاياتالمتحدة التي تدعم أوكرانياوتايوان. في الأسابيع الأخيرة، حشد الكرملين عددًا أكبر من القوات على حدوده مع أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2014 عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم. في الأسبوع الماضي، أرسلت الصين عددًا قياسيًا من الطائرات العسكرية إلى المجال الجوي التايواني. وتلك الخطوتان يمثلان استعراض للعضلات لكلا الدولتين روسياوالصين اللتان يتبنيان خطاب عن الحرب. استخدم بايدن نفسه لغة المواجهة مع روسياوالصين، ووصف فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، بأنه قاتل، ووصفت إدارة بايدن تصرفات الصين في شينجيانج بأنها إبادة جماعية. كما فرضت الولاياتالمتحدة مؤخرًا عقوبات على المسؤولين الروس والصينيين. يتشابه الوضع الاستراتيجي في آسيا وأوروبا من ناحية رئيسية، حيث أعربت الولاياتالمتحدة عن دعمها القوي لتايوانوأوكرانيا، لكن لا يتمتع أي من البلدين بضمان أمني أمريكي واضح. وذلك لأن الولاياتالمتحدة تعتمد على سياسة "الغموض الاستراتيجي" بشأن تايوان، حيث إن الفكرة هي أن الصين يجب أن تفهم أن هناك فرصة قوية لأن تقاتل الولاياتالمتحدة للدفاع عن تايوان، دون تقديم وعد قاطع. وبطريقة مماثلة، لم توضح الولاياتالمتحدة أبدًا ما الذي ستفعله إذا شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا.