خيمت حالة من الحزن الشديد على قرية طه شبرا التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية وذلك عقب وفاة نادي وهدان أحد أهالي القرية متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، بعد وفاة نجله محمد منذ 3 أيام متأثرا بالفيروس أيضا. البكاء لم يكد يتوقف داخل المنزل منذ وفاة محمد النادي لكي تتفاجأ الأسرة بموت والده نادى وهدان متأثرا بإصابته أيضا بفيروس كورونا داخل مستشفى الصدر بالمنوفية. وحصد الفيروس اللعين أرواح الأب ونجله ويمكث الابن الآخر داخل أحد مستشفيات القاهرة لإصابته أيضا بالفيروس. "محمد نادى" أحد ضحايا فيروس كورونا ابن قرية شبرا بخوم بمركز قويسنا في محافظة المنوفية، شاب في مقتبل العمر، قصته أبكت كل من قراها، وكانت كالجرس الذى دق على أبواب من لا يعترفون بالمرض. في شهر مارس الماضي وبالتحديد في اليوم السادس عشر منه نشر "نادى" عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيديو استهان فيه بالمرض ووصفه بالأكذوبة في الوقت الذي كان يموت الآلاف جراء الفيروس اللعين، فكان يحذر الناس من الانسياق خلف فزاعة فيروس كورونا لأنه لا يخرج عن كونه مؤامرة سياسية ولاقى هذا الفيديو رواجاً كبيراً بعد إصابته بالمرض. محمد نادى متزوج ولديه طفلة يعمل في أحد الفنادق بالقاهرة، عقب معرفته بإصابته بالفيروس اللعين كانت أمنيته أن يشفى لأجل طفلته، وثق كل شيء حول رحلته مع المرض حتى لحظاته الأخيرة ونطق الشهادة قبل وفاته بدقائق وتوفي متأثرا به داخل مستشفى العزل في 12 مايو. وفى 3 مايو كتب محمد نادى على صفحته منشور: "كلمتين أول ما قدرت أكتبهم كتبتهم أنا بقالي أسبوع في العناية المركزة لأنه عملي مضاعفات كتير في جسمي خصوصا الكلى والرئة ياما أتقالي خليك في بيتك بلاش خروج وأنا ولا حياة لمن تنادي فهما مني وراء لقمة العيش الكاذبة لكني أحمد الله الواحد الأحد أرجوكم بلاش استهتار لأنه مرض مش سهل وقاتل وبيدمر كل حتة فيك محدش بيموت من الجوع متغامرش بحياتك المرض منتشر جدا في مصر وخصوصا المنوفية أنا للأسف عديت أخواتي أبقى في بيتك أنه قاتل لعين وادعولي من قبلكم بنيه الشفاء العاجل من هذا الفيروس اللعين فضلا وليس أمرا جزاكم الله خيرا". نادى لم يصب وحده بالمرض بل تسببت إصابته في إصابة والده أيضا وكتب على موقع التواصل الاجتماعي منشور في 4 مايو يطالب أصدقائه بالدعاء لوالده: "أرجوكم يا جماعة ادعوا لوالدي الحاج نادي وهدان في مستشفى الصدر لأنه مصاب بكورونا أرجوكم حالته وحشة يا رب هونها بقا يا ترى مين عليه الدور تاني". وانتشرت في الساعات الأخيرة فيديوهات مؤثرة كان يبثها نادى عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي حيث تداولها رواد مواقع التواصل بكثافة، وهو يستغيث بالأطباء والممرضين، لإنقاذه بعد أن اشتد عليه المرض، كذلك انتشر فيديو آخر له، وهو يحاول النطق ولكنه لم يتمكن من ذلك، ولم يُفهم من حديثه إلا محاولته نطق الشهادة. محمد حاول أن يوثق معاناته بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته وإصابته بمرض الربو، إلا أن المرض استطاع أن يتغلب عليه في النهاية، ليرحل متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
