استقبل عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الخميس، وفدًا من وزارة الخارجية السويدية، والذي يزور الأراضي الفلسطينية في هذه الأيام، وذلك في كنيسة القيامة، مرحبًا بزيارتهم، حيث وضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس، من استهداف يطال المقدسات والأوقاف، وأبناء الشعب الفلسطيني المنتمين إلى هذه المدينة المقدسة والمتشبثين بها عاصمة روحية ووطنية لهم. وقال "حنا" في كلمته إن هنالك استهدافًا يطال المسجد الأقصى، والمقدسات والأوقاف الإسلامية، وأولئك الذين يستهدفون الأوقاف الإسلامية هم ذاتهم الذين يستهدفون أوقافنا المسيحية التي تسرق منا عنوة وبطرق التفافية غير قانونية وغير شرعية وعبر ادوات ومرتزقة وعملاء وجدوا من اجل تمرير سياسات الاحتلال في القدس وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني في المدينة المقدسة. وأكد أن القدس مدينة يسعى الاحتلال لانتزاعها من الثقافة والهوية الفلسطينية ويراد لها ان تتهود بشكل كلي وهذا تشويه لتاريخها وطابعها وهويتها وتطاول على رسالتها الروحية والانسانية والحضارية. وأضاف أن القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث وهي مدينة لها خصوصيتها وطابعها الذي تتميز به فهي مدينة تختلف عن اية مدينة اخرى في هذا العالم. وأوضح انها مدينة السلام ولكن سلام القدس مغيب بفعل ما يرتكب بحقها وبحق ابنائها ومقدساتها واوقافها والعالم يتفرج علينا ولا يحرك احد ساكنا باستثناء بعض بيانات الشجب والاستنكار الخجولة التي نسمعها بين الفينة والاخرى. وتابع: "استولت السلطات الاحتلالية على اوقافنا وعقاراتنا الارثوذكسية وهي تسعى اليوم للاستيلاء على ما تبقى منها وهذا استهداف لعراقة جذورنا وانتمائنا في هذه الارض المقدسة". وأضاف ان استهداف الابنية التاريخية الارثوذكسية في باب الخليل والتي يخطط المستوطنون للاستيلاء عليها انما هي وصمة عار في جبين الانسانية وانتكاسة جديدة تضاف الى الانتكاسات التي تعرض لها الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة. رافق الوفد في جولة داخل البلدة القديمة من القدس وصولا الى باب الخليل حيث اوضح لهم خطورة ما يخطط لهذه المنطقة وماذا يعني ان يستولي المستوطنون على هذه الابنية التاريخية والعريقة كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.
