بدأ التلفزيون الحكومي الروسي العمل على نسخة خاصة عن كارثة "تشيرنوبيل" سيتم تقديمها في شكل سلسلة تلفزيونية وذلك عقب النجاح الضخم للنسخة الأمريكية التي قدمتها مؤخرًا شبكة "HBO" الشهيرة. وتصور النسخة الروسية من المسلسل، التي يقوم المخرج أليكسي مرادوف تصويرها حاليًا في روسيا البيضاء، كارثة مفاعل "تشيرنوبيل" على أنها حدث ناتج عن تورط عملاء المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، وتدور القصة حول ضابط في جهاز المخابرات السوفيتي "الكي جي بي"، وهو يحاول إحباط مؤامرة تخريبية من الجواسيس الأمريكيين الذين نجحوا في التسلل داخل محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في يوم الإنفجار مخلفين ورائهم أسوأ كارثة نووية على الإطلاق. وقال "مرادوف" خلال مقابلة مع "كومسومولسكايا برافدا"، الصحيفة الأكثر شعبية في روسيا، إن روايته بهذه السلسلة التلفزيونية تقترح وجهة نظر بديلة عن المأساة التي وقعت في مدينة بريبيات الأوكرانية في ثمانينيات القرن الماضي. وأضاف للصحيفة أن هناك نظرية مفادها أن الأميركيين تسللوا إلى محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في يوم الانفجار، موضحًا أن العديد من المؤرخين رجحوا احتمالية أن يكون عميل لجهاز المخابرات الأمريكي "CIA" كان يعمل في المحطة بشكل متخفي. وفي سياق متصل، ذكر أحد النقاد الروس أن السبب الرئيسي لرد الفعل العكسي هو على الأرجح شعور بالخجل لأن الولاياتالمتحدة هي التي أخبرت قصة تشيرنوبيل، وليس روسيا نفسها، خاصة وأن النسخة الأمريكية ألقت اللوم على البيروقراطيين الروس بسبب حالة البلاهة التي عاشوها بعد هذا الحادث المفجع. وذكرت مجلة "هوليوود ريبوتر" الأمريكية أن وزارة الثقافة الروسية ساهمت بمبلغ 30 مليون روبل (463.000 دولار) في إنتاج هذه السلسلة التلفزيونية. وكانت شبكة "HBO" الأمريكية قد أصدرت مسلسل "Chernobyl" الذي يحكي عن الكارثة النووية التي تعد أكبر حادثة نووية في التاريخ، التي حدثت في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية، وهو من إنتاجها، وقد حقّقت السلسلة نجاحًا كبيرًا خلال عرض حلقاتها الخمس التي انتهت في 3 يونيو الجاري. وحصل المسلسل على أعلى تقييم جماهيري على موقع التقييمات الشهير "IMDb"، ب 9.7 / 10، متغلبًا على نخبة من المسلسلات الشهيرة مثل "Breaking Bad" و"Game Of Thrones". كما أنه حظي بقبول جماهيري واسع النطاق في روسيا أيضًا، حيث بث على شبكة "Amediateka"، وحصل على تقييم 9.1 على موقع "KinoPoisk" المحلي.