بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    وقف حرب غزة وانسحاب الاحتلال من فيلادلفيا.. مصر توجه سلسلة مطالب لمجلس الأمن    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    من الأطباء إلى أولياء الأمور.. «روشتة وقائية» لعام دراسي بلا أمراض    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    عمرو أدهم: لهذه الأسباب استحق الزمالك الفوز.. وحقيقة رفض اتحاد الكرة قيد بوبيندزا    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    أجواء حارة والعظمى في القاهرة 34.. حالة الطقس اليوم    مصرع شاب بطعنة نافذة وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    «زي النهارده».. وفاة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس 28 سبتمبر 1989    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منجزات "الإخوان" في تخريب السودان
نشر في البوابة يوم 01 - 12 - 2012

منذ اغتصاب الإخوان المسلمين للسلطة في السودان عبر انقلاب 30 يوليو 1989 بقيادة العميد (أنذاك) عمر البشير، وحتى يومنا هذا، ظل الإخوان يمارسون أبرز تكتيكاتهم للبقاء في السلطة عن طريق الخداع، التمييز، وسائر منتجات فقه الضرورة.
لكن أخطر ما جناه الإخوان المسلمون في حق السودان والسودانيين يتركز في تمزيق أكبر بلدان القارة الإفريقية والوطن العربي، فعقب انفصال جنوب السودان في يوليو 2011، بعد خمس سنوات من الانتقال التي أعقبت اتفاقية نيفاشا للسلام، مارس الإخوان لعبتهم المفضلة: (التمادي في نقض العهود والمواثيق)- العلامة المسجلة للإخوان- مما اضطر الإخوة الجنوبيين إلى تبني الانفصال بنسبة تجاوزت ال (97%)، وعلى ذات المسار الأخرق يواصل الإخوان السير في دروب الهلاك الوطني، ويرفضون الحلول السياسية لمشكلات المناطق المهمشة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، الأمر الذي خلق جنوبًا جديدًا يسعى هو الآخر إلى الانفصال عن دولة السودان.
وإذا عطفنا على انفصال الجنوب ونشوء الجنوب الجديد أزمة دارفور التي ما زالت تراوح مكانها، إذ ما زالت المعارك تدور على أراض دارفور حتى الآن، نجد أن تجربة الإخوان في السودان تنفذ وبدقة تفصيلية مدهشة مخططات صهيونية تواترت في الذاكرة السياسية، وشغلت المشهد التحليلي في الأدب السياسي العربي منذ عقود تستهدف تفتيت السودان، وهو ما أوجد تطابقًا ناصعًا في الأهداف والمرامي بين الصهيونية والإخوان المسلمين رغم العداء المعلن.
لقد أفزر انفصال الجنوب تعقيدات لأوضاع في البلاد أشد خطورة مما كان عليه الحال قبل الانفصال، فقد واصلت حكومة الإخوان ممارسات تسبح عكس التيار، ولم تتصرف بمسئولية وعقلانية لفتح الطريق أمام الحفاظ على وحدة ما تبقى من البلاد، وإعادة توحيدها من جديد، وإشراك القوى السياسية والاجتماعية والمدنية في تقرير مصيرها، من خلال عقد مؤتمر قومي دستوري لمراجعة كل الترتيبات الدستورية في الشمال، وإصدار دستور ديمقراطي يكفل التعددية السياسية والفكرية والحقوق والحريات الأساسية، وقيام دولة المواطنة.. الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع، وتحترم التعدد الديني والثقافي واللغوي، وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وإصدار قوانين جديدة تتمشى مع المواثيق الدولية التي تحترم حريات وحقوق الإنسان، بدلاً من كل ذلك يواصل النظام الديكتاتوري الشمولي مصادرة الحريات، وفرض الدولة الدينية الظلامية التي تعيدنا لمربع محاكم التفتيش في العصور الوسطى، إضافة إلى إصرار النظام علي استفتاء دارفور على الإقليم الواحد وتقسيمه إلى خمس ولايات، رغم اعتراض الحركات السياسية وأهل دارفور، وتصعيد نيران الحرب فيها، فضلاً عن انفجار قضايا ما بعد الاستفتاء بين دولتي السودان- شمال وجنوب- (ترسيم الحدود، المواطنة والجنسية، النفط، الأصول، الديون، مياه النيل.. إلخ)، مما أدى إلى عودة الدولتين للحرب أكثر من مرة.
كما أفضى انفصال الجنوب إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بعد خروج نحو (70%) من إيرادات النفط من الخزينة العامة بعد إعلان انفصال الجنوب، وارتفاع الأسعار، وتدهور قيمة الجنيه السوداني، وأزمة نفقات الأمن والدفاع التي تساوي (75%) من الموازنة العامة، إضافة إلى تعمق الفقر والضائقة المعيشية، وتزايد حدة الفوارق الطبقية من خلال بروز فئة رأسمالية طفيلية إسلاموية استحوذت على الثروة من نهب المال العام وأصول الدولة، وبيعها بأثمان بخسة، والفساد والعمولات، إلى جانب إعادة النظر في القوانين المقيدة للحريات، وغير ذلك من القضايا المتفجرة في البلاد.
وما يؤشر إلى تنفيذ الإخوان للمخططات الصهيونية ما كشف عنه كتاب أصدره مركز دايان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا التابع لجامعة تل أبيب حول “,”إسرائيل والحركة الشعبية لتحرير السودان“,”، أعده ضابط الموساد السابق العميد المتقاعد “,”موشى فرجي“,”، إذ يوضح الكتاب أن تفتيت السودان يجري التخطيط له منذ منتصف عقد الخمسينيات من القرن الماضي لكي يتحول إلى خمس دويلات.. والهدف النهائي هو حرمان مصر من عمقها الإستراتيجي الكبير، وحرمان العرب من أحلامهم (مجرد أحلامهم) في أن تكون السودان سلة غذائهم، وحصول إسرائيل على ما ترغب من مياه النيل رغم أنف مصر.
ووفق إطار هذا المخطط نجحت إسرائيل بالفعل في فصل الجنوب عن الشمال، ولكن من نفذ الخطة بحذافيرها هو حركة الإخوان في الخرطوم وليس حكومة بنيامين نتنياهو، وتَبقَّى الآن فصل الأجزاء الأربعة الأخرى في ظل تطور وتسرطن الخلاف والتحزب والتشظي الكبير في جسد السودان بين الفرقاء الذين دفعتهم سياسات الإخوان الخرقاء إلى حمل السلاح في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور والشرق.
واستشعارًا للمخاطر المحدقة بوحدة السودان دعا تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض إلى إيقاف مخطط تفتيت السودان عبر إسقاط هذا النظام، وذكر في أحدث بياناته (الأحد 23 ديسمبر) أنه “,”إذ يتابع مظاهر الصراع داخل النظام الحاكم وانعكاس ذلك على وحدة البلاد وضمان استقلالها، نحذر من تبعات ذلك، فها هي صراعات المؤتمر الوطني في جنوب كردفان تحمل نذر تجدد القتال، وما سيترتب على ذلك في جنوب النيل الأزرق، والتفاوض على آبيي، بل وتأثير ذلك على دارفور، الأمر الذي يدفع بلادنا نحو التفتت والزوال أو إعمال الوصاية الدولية، لا سيما أن القرار الأممي 2046 نافذ المفعول.. إننا نطالب اليوم وقبل الغد بوقف الحرب وإعطاء الأولوية القصوى للمساعدات الإنسانية للمتضررين، وهو ما نشك في مصداقية وقدرة قادة النظام على الامتثال له“,”. وفي ظل التحديات التي تواجه السودان تحت حكم الإخوان ليس للقوى الحية في المجتمع السوداني سوى توسيع الجبهة المناهضة لنظام الاستبداد والتسلط من أجل إسقاطه، وقيام ترتيبات دستورية جديدة تنتج عنها حكومة انتقالية تعالج الضائقة المعيشية، وتوفر الخدمات الأساسية، وتقدم حلاًّ شاملاً وعادلاً لقضية دارفور، وتعالج أزمة التعليم، وتستعيد الثقة بين الشمال والجنوب حتى تتم إعادة توحيد البلاد وفق أسس جديدة وعادلة وديمقراطية، وحل قضايا الشرق، وما ترتب على إنشاء السدود في الشمال والشرق، وتصفية النظام الشمولي، وإجراء انتخابات حرة نزيهة في نهاية المطاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.