كوشيب : سياسات الحزب الحاكم في السودان ستشعل الحرب من جديد الاوضاع المتأزمة في السودان الخرطوم : حذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان من انفجار الأوضاع في شمال السودان كله إذا استمرت حكومة المؤتمر الوطني في تصعيد الوضع في ولاية جنوب كردفان. وقال نصر الدين كوشيب رئيس مكتب الحركة في القاهرة في مؤتمر صحفي بالقاهرة مساء أمس إن الحرب التي أشعلها المؤتمر الوطني ضد المواطنين العزل الذين يقصفهم بالطيران لن يتوقف عند حدود الولاية وسيتعداها إلى شرق السودان ودارفور المجاورة وولاية النيل الأزرق. وأضاف أن مشكلات الجنوب التي أدت إلى انفصاله تتكرر الآن في الشمال بفضل سياسات الحكم الخرقاء، وطالب كوشيب الحزب الحاكم في الشمال الذي يرأسه الرئيس السوداني عمر البشير بالكف عن سياساته العدائية وتصعيده ضد الجنوب باحتلال أبيى وبمنع وصول المواد الغذائية إليه عبر الشمال. وأكد وقوع جرائم حرب في أبيى وجنوب كردفان من قبل الجيش السوداني يمكن أن تضاف إلى قائمة اتهامات المحكمة الجنائية الدولية للنظام السوداني. ودعا كوشيب منظمات المجتمع المدني المصرية والعربية وكذلك الإعلام العربي بتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية الحالية في جنوب كردفان حيث فر آلاف من المواطنين من المدن والقرى فرارا من القصف الجوى، وقتل وأصيب أعداد كبير من المواطنين. وقال كوشيب طبقا لما نقلته "بوابة الاهرام" : إن ظروف هؤلاء الفارين والنازحين فى غاية السوء، ويحتاجون إغاثة عاجلة، خاصة مع وجود موسم الأمطار الذي فاقم من سوء وضعهم. وأكد كوشيب ضرورة توصل الطرفين الحاكمين في السودان إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة بينهما قبل يوم 9 يوليو المقبل موعد إعلان استقلال الجنوب رسميا. وقال:إن الحركة الشعبية في جنوب كردفان لن تعترف بنتيجة الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها مرشح حزب المؤتمر الوطني أحمد هارون كوالى للولاية ولن تشارك في أي أوضاع تترتب عليها، إذا لم تعلن النتيجة الحقيقة للانتخابات. وما لم يكن هناك ترتيبات أمنية جديدة وإشراف دولي على سحب جميع القوات من الولاية التي قال إنها أصبحت مستودعًا للسلاح بالنسبة للجيش السوداني والميليشيات التابعة له. نائب الرئيس السوداني كان على عثمان طه نائب الرئيس السودانى قد اتهم أمس الأربعاء الحركة الشعبية لتحرير السودان بالتخطيط للعودة إلى الحرب بين شمال وجنوب السودان، على خلفية أحداث منطقة ابيى والوضع المتأزم فى جنوب كردفان. وقال طه، فى كلمة أمام البرلمان السوداني، " ما جرى في أبيى كان مخططا معلوما ومحاولة للعودة إلى الحرب والاقتتال". وأضاف "لقد حسمت الحكومة الأمر في ابيى بدخول الجيش إلى المنطقة، ولم يكن ذلك رغبة في فرض حل من طرف واحد، ولكنه كان رسالة للحركة الشعبية والاطراف التي تقف خلفها بأنه لا سبيل غير التوافق السياسي". وشدد طه على أن منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق جزء من شمال السودان، وقال "لا مجال للحركة الشعبية في تعكير أوضاع المنطقتين بعد التاسع من يوليو". وشهدت جنوب كردفان خلال اليومين الماضيين اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني ومقاتلين محليين كانوا ينتمون سابقا للجيش الشعبي لتحرير السودان، في أحدث موجة من أعمال العنف التي تزيد المخاوف حول مستقبل العلاقة بين شمال وجنوب السودان. وتتركز القضايا الخلافية بين الشمال والجنوب على مصير منطقة أبيي المتنازع عليها والتحديد الدقيق للحدود في بعض المناطق المتنازع عليها ومنها منطقة جنوب كردفان. وتضم ولاية جنوب كردفان معظم الاحتياطي النفطي في شمال السودان، كما أنها تضم مناطق نفوذ تاريخية للحركة الشعبية، وتتواجد بها مجموعات مسلحة كانت أحد أذرع الجيش الشعبي طوال قتاله ضد شمال السودان. وشهدت جنوب كردفان انتخابات في مايو الماضي أسفرت عن فوز مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد محمد هارون بمنصب حاكم الولاية، وهو ما اعتبرته الحركة الشعبية تزويرا منظما من قبل الحزب الحاكم. وحذرت الحكومة السودانية في وقت سابق من أنها لن تسمح بوجود اى قوات غير شرعية في جنوب كردفان، وكانت الإشارة موجهة إلى قوات القائد عبد العزيز الحلو التابعة للجيش الشعبي، قطاع جبال النوبة.