يريد الشعب العراقي من النظام الإيراني التوقف عن التدخل في شئونه، بشكل كبير، خاصة في ظل الازمات الأخيرة التي تضرب البلاد. وقرر العراقيون التظاهر منذ الجمعة الماضية في بغداد والمدن الكبرى في جنوبالعراق للتنديد بالتدخل الإيراني والفساد في البلاد. وردد مئات الأشخاص "لا للفساد" و"لتخرج ايران!". ووصفوا القادة السياسيين ب "اللصوص" و"الفاسدين". وشهدت ساحة التحرير في العاصمة العراقية انتشارا أمنيا لقوات مكافحة الشغب المسلحين بهراوات كهربائية. وجاءت التظاهرات نتيجة رفض المتظاهرين تدخل أي حزب أو جهة دينية، وأتهموا أذرع إيران في العراق بالوقوف خلف الاحتجاجات، فقد قامت كبرى التظاهرات في مدينة النجف واصطدمت بميليشيا "عصائب أهل الحق" أحد أبرز الأذرع العسكرية الممولة من إيران، حسبما قال موقع اورينت. أيضا تستهدف إيران رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وتسعى للحيلولة دون استمراره في رئاسة الحكومة، بالنظر إلى مساعيه لتحجيم ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لها، ولذا اندس عملاء لها وسط المتظاهرين، وقاموا بأعمال عنف، لاستفزاز قوات الأمن، ودفعها لاستخدام أقصى درجات القوة، ما سيسبب خسائر في صفوف المحتجين، وبالتالي، يشتعل الوضع أكثر. وألقى المتظاهرين في النجف القبض على عدد من المندسين الإيرانيين، وهم يحاولون حرق أحد مباني الدولة، وتابع "بالفحص والتدقيق تبين أن الأشخاص المقبوض عليهم من طلاب العلم التابعين لإحدى الحوزات الشيعية الإيرانية في النجف، واندسوا وسط المظاهرات وحاولوا الحرق والتدمير". كما أن المتظاهرين لم يسلموا هؤلاء الإيرانيين إلى الشرطة، خوفا من إطلاق سراحهم، فيما أفادت قناة "السومرية" العراقية، أيضا في 14 يوليو، بارتفاع وتيرة التوتر في النجف بقيام المحتجين بإحراق مقرات تابعة ل"كتائب حزب الله"، وهي جزء من قوات "الحشد الشعبي" العراقية، الموالية لإيران، بالإضافة إلى اقتحام متظاهرين مقر حزب "الدعوة" في النجف. كما اندلعت مواجهات في النجف في 13 يوليو، بين متظاهرين وعناصر من ميليشيا "عصائب أهل الحق"، الموالية لإيران، على خلفية مهاجمة مقرها. ورغم أن محافظاتجنوبالعراق ذات أغلبية شيعية، إلا أن إيران تستغل معاناة فقراء الشيعة، سواء داخل حدودها، أو خارج الحدود، لتحقيق مصالحها السياسية، وتوسيع نفوذها الإقليمي. وفي نفس السياق، ذكر تقرير على لسان محلل سياسي ابرزه موقع روداو، أن إيران تريد أن تشعل حريقًا في جنوبالعراق لوقف تصدير النفط العراقي وتهدد شركات النفط الغربية وحتى الشرقية والروسية من أجل أن تدفع هذه الدول لفتح الحصار وإيجاد اتفاق سلمي بينهم. وقال هيثم الهيتي، المحلل السياسي إن الإيرانيون لديهم نفوذ في جنوبالعراق بشكل كبير، ويرون أن مصلحتهم الشخصية فوق كل شئ.