قالت الدكتورة منى عمران، أستاذ الإعلام: إن الشائعات صورة من صور الحرب النفسية، وهي الحرب العالمية المقبلة؛ لأنها تحتل مكانة خاصة نظرًا لحساسيتها وخطورتها الفتاكة على أي مجتمع، فالشائعة كالمرض الذي ينتشر ويتفشى في الجسد وإن لم يتم علاجه سيؤدي إلى الهلاك، فالشائعات هي العدو الخفي الذي يحاول تدمير كل شيء، وتنطلق من مصدر مجهول، يصعب تحديده بدقة لكن أهدافها تكون معروفة، وهي مصدر من مصادر تقليل الولاء والانتماء. وأوضحت أن هناك أنواعًا للدعاية، فهناك دعاية بيضاء تعطي الأمل والتفاؤل الزائف وتبث الوهم في الأنفس مما يجعله صادمًا عند إظهار الحقيقة، والدعاية الرمادية تلك التي تأتي من عدو غامض هدفه غير واضح لكن يثير بلبلة داخل المجتمع، والدعاية السوداء ويكون الغرض منها تدمير المجتمع والوقيعة بين الشعب وقيادته وبين الشعب وذاته، وتحول البلد إلى مجموعات انقسامية وحروب أهلية، وتلك أصعب الشائعات، وتلجأ الشائعات إلى استخدام حروب الجيل الخامس وهو أن يصوب الشخص المدفع تجاه نفسه، فالشائعات تأتي من كل شخص يريد تدمير وخراب الدولة، سواء دول أخرى أو أحزاب لها أغراض معينة أو جماعات هدامة للمجتمع. وذكرت أن بعض حلول القضاء على الشائعات هي فضح أمرها، ودرء الشائعة المبكرة وعدم تركها تتفشى داخل المجتمع، والرد عليها سريعًا ومن جهة رسمية مسئولة لقتلها من البداية، وعمل هيئة أو مسئولين تكون مهامّهم رصد الشائعات والرد عليها لتصحيح المسار العام داخل المجتمع، مع إظهار الشيء الجيد وإظهاره للكل وعدم التقليل منه، وأن يكون هناك اتصال بين الحكومة والقيادة السياسية للدولة مع الجماهير، لوجود حالة من الثقة والمصداقية.
