"تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية"، هذه العبارة التي أطلقها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، يوم 26 يوليو 1956 بميدان المنشية في الإسكندرية، كفيلة بإدخال الشعب المصري والعربي في نوبة بكاء من الفرح، في الذكرى الرابعة لثورة 23 يوليو المجيدة. وحسب مذكرات المهندس عبدالحميد أبو بكر، أحد الأذرع الثلاثة التي قادت عملية تأميم قناة السويس: "قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا"، إنه فى الساعة السادسة عقد الفريق الذى سينفذ التأميم اجتماعه فى حجرة بمعسكر الجلاء بالإسماعيلية، بعد أن انتقل إليه من القاهرة دون أن يعرف أحد منهم طبيعة مهمتهم، ووقف المهندس محمود يونس أمامهم، وإلى يمينه عبدالحميد أبوبكر، ويساره عزت عادل، وبعد مقدمة قصيرة قال: "الرئيس جمال عبد الناصر قرر تأميم قناة السويس، والمجموعة الموجود فى الحجرة ستتولى تنفيذ عملية التأميم". وشرح "يونس" خطة التنفيذ قائلا: عندما يبدأ الرئيس فى إلقاء خطابه فى تمام الساعة السابعة، سيتابع الجميع الخطاب كلمة كلمة، وعندما يصل إلى كلمة "ديلسيبس" سنبدأ فى التحرك، أما لحظة دخول مراكز شركة قناة السويس فقد تحددت عندما ينطق الرئيس عبارة: "إن هناك إخوانا لكم يقومون الآن بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس". تم تقسيم فريق التأميم إلى ثلاث مجموعات، واحدة بالإسماعيلية، وثانية فى بورسعيد، وثالثة بالسويس، بخلاف مجموعة فى القاهرة لتأميم مكتب الشركة فى القاهرة، وكان تكرار "عبدالناصر" اسم "ديلسيبس" 17 مرة، لضمان استماع فريق التأميم للاسم، بلا ضرورة، خاصة ان القادة سمعوه وتلقت الإشارة من أول مرة اطلق فيها اسم "ديلسيبس" وكانت الساعة العاشرة مساء، ووقتها بدأت عملية التأميم".
