رأت الكاتبة الأمريكية إيرين دان، أن المزارعين في بلادها هم الخاسرون الحقيقيون في حرب ترامب التجارية على الصين، على حد تعبيرها. ونوهت دان، في مقال نشره موقع (واشنطن إجزامنر)، عن أن نيران الحرب التجارية قد اندلعت بالفعل على النحو الذي كان يخشاه مراقبون وذلك عبر فرض واشنطن تعريفات على الصين بقيمة 34 مليار دولار، إضافة إلى 16 مليار آخرين متوقعين في الأسابيع المقبلة. وحذرت الكاتبة من أنه ومع قيام الدول بردود أفعال انتقامية عبر فرض تعريفات مضادة وقيود على المنتجات الزراعية الأمريكية، فإن الخاسر الأكبر قد يكون المزارعون الأمريكيون والمناطق الزراعية المحلية التي عادة ما يُشار إليها بأنها "جمهور ناخبي ترامب" حيث تمثل أحد أهم أركان قواعده الانتخابية. وقالت دان إن ترامب، الذي كان يكيل الوعود إبان حملته الانتخابية ب"إعادة مجد أمريكا"، بات الآن يعمل العكس عبر إلحاق الضرر بأكثر الذين أيدوه. ونبهت صاحبة المقال إلى أن الصين تعلم جيدا من أين تأتي شعبية ترامب، ومن ثم فهي تردّ بالضرب في المكان المؤلم – في قاعدته الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض؛ إن الصين إذْ تفرض تعريفات على المنتجات الزراعية الأمريكية كفول الصويا والقطن والأرز ولحوم الخنزير فإنها إنما تستهدف تقليص الدعم المحلي للرئيس ترامب. ورصدت دان إيصال قطاع المتضررين الأمريكيين أصوات قلقهم ومخاوفهم إلى واشنطن، وإرسال نواب بالبرلمان من ولاية "أيوا" خطابًا إلى ترامب حذروا فيه من كارثية تلك التعريفات الأخيرة على اقتصاد الولاية. ورصدت الكاتبة في المقابل خطة أعلن عنها ترامب لعلاج تلك التبعات على القطاع الزراعي، مفادها أن تستخدم وزارة الزراعة أموالا حكومية لإنقاذ أوضاع المزارعين المتضررين. ورأت دان أن هذه الخطة على المدى القريب قد تكون مجدية؛ لكنها على المدى الطويل تضرّ بالسوق وتمثل سابقةً تفتح الباب أمام مزيد من الإنفاق الحكومي. واختتمت الكاتبة قائلة إن ترامب طالما قال إن أمريكا متضررة من تبادل تجاري "غير عادل" مع الصين، وأن تعريفاته ستُخضع الصين؛ لكن نتيجة تلك التعريفات "غير عادلة" للمزارعين الأمريكيين وعليه، فإن ترامب يضرّ أناسا طالما وعد بمساعدتهم.
