كثرة الأحزاب وتعدد أيديولوجياتها.. لا يعنى بالضرورة أن مصر تعيش مناخا سياسيا قويا ومتعدد الرؤى، ورغم أن عدد الأحزاب 106 أحزاب، غير أنه لا يوجد بينها سوى ما يقرب من 25 حزبًا فقط، استطاعت الوصول إلى البرلمان، بينما تشهد الأحزاب الأخرى حالة من الركود، أحزاب مغلقة، وأحزاب غير موجودة من الأساس سوى على الورق داخل لجنة شئون الأحزاب، وحتى تلك التى يطلق عليها البعض الأحزاب الكبرى، تعانى من حالة من الصراعات المستمرة، التى عادة ما يكون السبب فيها هو المنصب. فكثير من هذه الأحزاب دخلت فى تحالفات عدة، فى محاولة منها لعدم الانهيار والاختفاء من على الساحة، ولكن حتى محاولات الاندماج والتحالف لم تجد نفعًا، بل ازداد الوضع سوءا، واندثرت الأحزاب الصغرى التى حاولت الدخول فى أخرى أكبر منها، وذلك مثلما حدث مع الأحزاب التى حاولت الاندماج مع حزب المؤتمر إبان تدشينه، ومنها الخضر والسلام الديمقراطى، ومصر العربى الاشتراكى، والوعى والمستقلون الجدد، وعلى الرغم من الاندماج، وقعت الخلافات فى النهاية، وتشكلت أحزاب جديدة ولم تنجح التجربة. الأمر لا يقتصر على ذلك، بل كانت هناك مفاوضات لشراء أحزاب قائمة بالفعل، مثل حزب مصر 2000 الذى أجريت مفاوضات على شرائه من قبل أحد القيادات السياسية، ولكن الأمر فشل فى النهاية بسبب المبلغ الذى كان مقررًا بيع الحزب به، وهو ما تم رفضه من قبل المشترى. أما الأحزاب الإسلامية التى ظهرت بقوة بعد الثورة، فعادت للانحسار مرة أخرى، بعد حالة من الجدل، ولم يتبق منها سوى حزب النور، الذى استطاع الوصول لمجلس النواب، بينما اندثرت بقيتها تاركة وراءها من آمنوا بفكرة تدشين حزب سياسى قائم على أساس دينى، وهو الأمر الذى يؤثر على العمل السياسى بالسلب. كثير من الأحزاب الممثلة داخل البرلمان، تعانى من حالة الصراع على منصب الرئيس، ومنها من أدت هذه الصراعات إلى انشقاق الحزب وتكوين جبهتين متصارعتين، كل منهما يسعى إلى السيطرة، مثلما حدث مع المصريين الأحرار، وأخرى تتصارع على رئاسة الهيئة البرلمانية. «البوابة» ترصدت أشهر الخلافات على الساحة السياسية بين قادة بعض الأحزاب كما تشير إلى ماوصلت إليه حالة الأحزاب الدينية.