قال عدد من القوى السياسية والأحزاب الممثلة ل«صفر البرلمان»، التى بلغ عددها 83 حزباً، إن هناك عدة أسباب لعدم حصولها على مقاعد، أبرزها سيطرة المال السياسى لرجال الأعمال، إضافة إلى أنهم يعلمون جيداً بضعف وجودهم فى الشارع، مؤكدين أن بعضهم يبحث سُبل «الاندماج» مع غيرهم من الأحزاب لتقوية بنائها مجدداً، وتوحيد جهودها وتكوين كتل قوية حقيقية معبّرة عن الشارع، لكى تستطيع المنافسة مع الأحزاب السياسية الكبرى التى أثبتت وجودها فى انتخابات «النواب» الماضية، وأن تنطلق للاستعداد لانتخابات المجالس المحلية التى يُعول عليها الكثير منها للعودة للمشاركة فى الحياة السياسية، ومؤسسات الدولة التنفيذية والخدمية وتحقيق تقدم ملموس للمواطن. «الإصلاح والتنمية»: التخلى عن «الأنا» وإعلاء مصلحة الوطن الطريق نحو البقاء.. و«الاتحاد الاشتراكى»: الانتخابات أثارت مخاوف شديدة على المستقبل وقال محمد بسيونى، الأمين العام لحزب الكرامة، إن حل الأحزاب التى لم تحصل على مقاعد أو نسبتها ضئيلة فى البرلمان «غير دستورى»، لكن عليها أن تندمج مع مثيلتها فى السياسات والأيديولوجيات، مؤكداً أن حزبه جزء من جبهة التيار الديمقراطى، المكوّنة من 6 أحزاب، وتدرس فى الفترة المقبلة أن تتحوّل إلى حزب موحّد، لافتاً إلى أن هذه الأحزاب ستخوض جبهة المعارضة الوطنية من خارج البرلمان، خصوصاً أنه خالٍ من «المعارضة»، إلا من عدد غير مؤثر من النواب. «الكرامة»: نسعى إلى التحالف مع أحزاب «التيار الديمقراطى».. و«التجمع»: التقاعس عن العمل الجماهيرى سبب فشلها وأوضح «بسيونى» ل«الوطن»، أن السبب الرئيسى وراء عدم اندماج أحزاب التيار الناصرى، هو حصول أحد الشخصيات على حكم قضائى برئاسة الحزب، مما غيّر المشهد، وأدى إلى تعثّر الأمر، مؤكداً أن عدم حصول الأحزاب على مقاعد فى البرلمان ليس معياراً للحكم بفشلها أو مقياساً لقوتها، لا سيما أن قانونى الانتخابات وتقسيم الدوائر، اعترض عليهما حزب الكرامة، وكانا سببين رئيسيين فى عدم حصوله على المقاعد، علاوة على سيطرة المال السياسى على الساحة السياسية، مما دفع كوادرنا إلى عدم المشاركة إلا 3 فقط، ولم ينجح منهم أحد. «الجيل»: النظام الانتخابى الحالى أسهم فى تهميش الأحزاب.. و«التحالف الشعبى»: ليس لدينا اقتراحات للانضمام أو الاندماج وقال نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، إن الأحزاب التى لم تلقَ أى تأييد جماهيرى، مصيرها وحدها إلى «الاندثار»، وليست بحاجة إلى تدخُّل من الدولة، مؤكداً أن معظمها موجود على الورق فقط، وتُعد فى حكم المنتهية، كما أنها كانت سبباً رئيسياً فى تراجعها، بسبب قصورها وتقاعُسها عن العمل الجماهيرى والوجود فى النقابات العمالية والمهنية، الذى لو كانت أدت دورها فيه، لاستطاعت هزيمة المال السياسى، بدلاً من تعليق أخطائها على المشكلة المالية فقط. 83 حزباً لم تحصل على أى مقاعد فى الانتخابات البرلمانية، وفشلت فى الدخول إلى مجلس النواب بأى من أعضائها وأوضح «زكى»، ل«الوطن»، أن «البيروقراطية» و«الروتين» سيطرا على تلك الأحزاب، وعليها الاندماج والائتلاف مع من يتوافق معها فى الأيديولوجيات، حتى تحمى نفسها من الاندثار، وأن تُجدد عضوياتها، وتبحث لها عن مؤيدين جُدد فى الشارع السياسى، مؤكداً أن أى تدخل للدولة من أجل تحجيمها غير ديمقراطى وغير دستورى، وأن تيار اليسار الذى يمثله حزبه موجود منذ 1919، وله وجوده، لارتباطه بفئة الفقراء والعمال والفلاحين والدفاع عن مصالحهم، لافتاً إلى أن الحزب فى المرحلة المقبلة سيُمارس سياساته على الأرض من خارج البرلمان، سواء بالتأييد أو المعارضة لبعض سياسات الدولة أو النظام، عن طريق توسيع العمل الجماهيرى له بالندوات والمؤتمرات فى المحافظات، كما أنها تسعى المشاركة فى انتخابات المحليات. وأكد المتحدث باسم حزب التجمع، أن هناك أحزاباً لا تعبّر عن سياسات أو أيديولوجيات، لكن عن شخصيات رجال الأعمال الذين أنشأوها فقط، بهدف الدفاع عن مصالحهم ومقابلة المسئولين وتيسير أعمالهم فقط، فمن شأنها أن تنزوى مع مرور الأيام، مشيراً إلى أنه عقب ثورة 23 يوليو كان هناك عشرات الأحزاب، لكنها اندثرت ولم يتبقَ منها أكثر من 6 أحزاب. وقال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إنه من الضرورى أن تندمج الأحزاب ذات التوجه الواحد، سواء من تيار اليسار أو اليمين أو الوسط، لإعادة تشكيل أحزاب قوية صلبة على أرض الواقع، من شأنها أن تعيد الثقة إلى الحياة الحزبية وتعافيها من جديد، مطالباً الأحزاب غير الممثّلة فى البرلمان أو صاحبة التمثيل الضعيف بمقعد أو اثنين فقط، بأن تُعلى مصلحة الدولة الوطنية، وتبتعد عن الخلاف والتمسك بالكراسى والمناصب فقط، ويجب التخلى عن «الأنا»، لكى تستقر الحياة السياسية، وتكون الأحزاب فعّالة بشكل أكثر. وأكد الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى، أن نتائج انتخابات البرلمان أثارت تساؤلات ومخاوف حول مستقبل الحياة الحزبية فى مصر، مشيراً إلى أن الوضع اختلف تماماً، حيث إن العمل بالسياسة أصبح وراءه التكسُّب وتحقيق مصالح شخصية لهم من ورائها، مؤكداً أنه لا يمكن تقييم الأحزاب على أساس الانتخابات، خاصة أن هناك منها التى لم تُخرّج كوادر حقيقية من أبنائها، لكنها اعتمدت على النواب الجاهزين، كشراء «لعيبة الكورة»، إضافة إلى القصور الذى شهدته بعض الأحزاب التاريخية واليسارية الموجودة كحزب التجمع، الذى لم يستطع الحصول سوى على مقعد واحد فى المرحلة الأولى منها، مضيفاً أن السياسة غابت فى الانتخابات، وحضر المال السياسى، وهو ليس معياراً على قوة الأحزاب، لا سيما أن الكتلة الفردية من رجال الحزب الوطنى، وليست من الأحزاب الوليدة التى ظهرت على الساحة. وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إن النظام الانتخابى الحالى هو الذى أسهم فى تهميش الأحزاب وأعطى الفرصة ل«القبلية» و«المال السياسى» اللذين طغيا بشكل كبير على العملية الانتخابية، لافتاً إلى أن نتائج العملية الانتخابية، ليست معياراً لقوة الأحزاب من ضعفها، خاصة بعد سيطرة رجال الأعمال والمال السياسى على عدد معين منها، من خلال ضخ أموال كبيرة فى العملية السياسية، مما أضاع مبادئ تكافؤ الفرص بين المرشحين فى ظل غياب دور اللجنة العليا للانتخابات فى المراقبة ومعاقبة المتجاوزين لسقف الدعاية الانتخابية الذى حددته، مشيراً إلى أن القائمة النسبية المشروطة فى الانتخابات ستحل هذه الأزمة التى شهدتها الانتخابات البرلمانية. وأضاف «الشهابى»، أن الحزب لديه بعض الاقتراحات للاندماج مع أحزاب أخرى مثل «مصر الحديثة، الريادة، العمل، حقوق الإنسان والمواطنة»، للوصول إلى صيغة جديدة للتثقيف الحزبى تنتهى بالاندماج بين الأحزاب المتقاربة فكرياً. وقال مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى، إن الحزب ليست لديه اقتراحات للانضمام أو الاندماج مع أحزاب أخرى فى الفترة الحالية. وأضاف «الزاهد» أن الحزب خاض انتخابات مجلس النواب فى المرحلتين الأولى والثانية ب6 مرشحين، مشيراً إلى أن السبب وراء عدم حصوله على أى مقاعد داخل البرلمان يرجع إلى عدة أسباب، أهمها انتشار ظاهرة استخدام المال السياسى وشراء الأصوات، وعزوف نسبة عالية من الناخبين عن المشاركة. الأحزاب 103 أحزاب رسمية موجودة على الساحة السياسية المصرية أثناء الانتخابات البرلمانية. 44 حزباً تشارك فعلياً فى الانتخابات البرلمانية وتدفع بمرشحين لها. 23 حزباً فشلت فى دخول البرلمان رغم دفعها بمرشحين فى الانتخابات البرلمانية. حزب الكرامة والحزب الناصرى، أكبر الأحزاب اليسارية رغم دفعهما بمرشحين، فشلا فى الحصول على مقعد واحد