أعرب وزير الشئون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل، اليوم السبت، عن إرادة الجزائر القوية واستعدادها الكامل لتطوير العلاقات مع تونس إلى أعلى المستويات. وقال مساهل - في كلمة خلال افتتاح الدورة ال19 للجنة المتابعة الجزائريةالتونسية - "إن اللقاء هو فرصة للمزيد من التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا التي تهم البلدين وفرصة جديدة لتبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر حول التطورات والمستجدات الطارئة على الساحتين الإقليمية والدولية". وأكد مساهل - والذي ترأس اجتماع الدورة ال19 للجنة مناصفة مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي- أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة تحركات واسعة، وبلغت مستوً راقيا من التعاون انعكس في انتظام عقد دورات اللجنة المشتركة الكبرى، بالإضافة إلى اللقاءات رفيعة المستوى التي دأب عليها المسئولون في البلدين. وشدد الوزير الجزائري- خلال هذا اللقاء الذي يستمر على مدى يومين - على ضرورة "تدارك النقائص المسجلة لتهيئة الظروف الكفيلة بدفع وتيرة التعاون لما نطمح إليه جميعا في بلوغ التكامل والاندماج والتنمية الشاملة بالبلدين"، داعيا إلى استغلال كل الإمكانيات والفرص المتاحة لإطلاق مشاريع مشتركة جديدة من شأنها تحقيق المزيد من المكاسب. وطالب ببذل مزيد من الجهود لترقية التجارة البينية وتنويع قاعدتها من خلال تكثيف التواصل بين الغرف التجارية ورجال الأعمال في البلدين. ونوه مساهل بالتعاون الأمني وتبادل المعلومات بين البلدين بما يعزز قدراتهما على مواجهة مختلف التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة، مضيفا أن هذا التعاون سيتوج بالتوقيع الأسبوع المقبل على مشروع اتفاق للتعاون الأمني بمناسبة انعقاد الدورة ال21 للجنة المشتركة الكبرى. وأوضح أن هذا الاتفاق سيعزز مسعاهما للتشاور حول تسوية الأزمات التي تعصف بالمنطقة لا سيما في ليبيا، وسيمكن من خلاله مضاعفة جهودهما في التقريب بين مختلف الأطراف الليبية بما يضمن المصالحة الوطنية عبر الحوار الليبي-الليبي الشامل دون تدخل في إطار الحل السياسي المنشود والمبني على مسار التسوية الذي ترعاه الأممالمتحدة. من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي: "إن اجتماع لجنة المتابعة الجزائريةالتونسية هو محطة محورية نأمل من خلالها الخروج بنتائج إيجابية ملموسة تدفع باتجاه تفعيل وتطوير علاقات التعاون في مختلف المجالات وتقريب وجهات النظر من أجل تذليل الصعوبات وتجاوز الإشكاليات العالقة". وجدد الوزير حرص بلاده على العمل من أجل تحقيق الاندماج والشراكة وتوسيع قاعدة الاستثمارات البينية وتكثيف التبادلات التجارية، مشيرا إلى الحصيلة الإيجابية المحققة على صعيد التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خصوصا في قطاعات مثل الطاقة والنقل والسياحة والثقافة والموارد البشرية. يشار إلى أن هذا اللقاء يأتي تحضيرا للدورة ال21 للجنة الجزائريةالتونسية الكبرى التي ستنعقد في تونس يوم 9 مارس الجاري، برئاسة كل من رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال ونظيره التونسي يوسف الشاهد.