عاد تنظيم ما يسمي بالذئاب الرمادية في تركيا مرة أخرى إلى الأضواء، بعد اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوفجرد في تركيا، مساء الاثنين، خلال إلقائه كلمة في معرض فني بعنوان "روسيا في عيون الأتراك"، وأعلن جيش الفتح "النصرة" سابقًا، في بيان تبنيه للحادث مشاركة مع "الذئاب" في العملية الإرهابية. ولعل ما يسمي ب"الذئاب الرمادية"، اسم لم يتردد مؤخرًا كثيرًا في أصداء الارهاب العالمي، لقلة تواجده علي الساحة العامة من خلال عملياته مع مطلع القرن الجديد، إلا أنه عاد مرة أخرى ولكن بجانب أحد المنظمات الارهابية "فتح الشام". التأسيس أسسه ألب أرسلان توركيش، وهو عقيد سابق في الجيش التركي، وأحد مؤسسي الانقلاب 1960، وتعتبر هذه المنظمة الجناح العسكري السري لحزب الحركة القومية "MHP"، وتسمى هذه المنظمة ب"حركة الشباب المثالي" ولاحقًا "فرق الموت". تنشط الذئاب الرمادية في قطاعات مختلفة من الاقتصاد، والتعليم، والمراكز الثقافية والرياضية وتمثل الجامعات والكليات بيئة مهمة لنشاط عناصر المنظمة ولكن سلطتهم الحقيقية وتاثيرهم المباشر يبدأ من الشوارع، وبين الفقراء الساخطين في مناطق المسلمين السنة، وقد تألفت منظمة الذئاب الرمادية من الشبان التركي حصرًا، وغالبا من الطلاب أو المهاجرين الذين تركوا الريف ونزحوا إلى أكبر مدينتين في تركيا وهي اسطنبولوأنقرة. الأفكار تركز منظمة الذئاب الرمادية في أفكارها على: التفوق للعرق والشعب التركي واستعادة أمجاده وتاريخه، السعي لتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى مستلهمين ذلك من تاريخ الدولة العثمانية التي جمعت تحت سلطتها الكثير من الولايات في آسيا وأوروبا وأفريقيا، محاولة دمج الهوية التركية والدين الاسلامي في توليفه واحده وهو ما تراه مهيمنًا جدا في خطاباتهم وأطروحاتهم، معاداة القوميات الأخرى كالكرد واليونان والأرمن وباقي المجموعات الدينية كالمسيحيين واليهود، ومعارضة القضية الكردية في تركيا بشتى الوسائل. منذ اشتعال الحرب في سوريا وأصبح المتهم الأولي لدعم الإرهابيين في سوريا رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، وذلك بعدما كشفته تقارير ما نشرته عدد الصحف العالمية، إلا وأنه لم يكتشف حتى الان علاقاته بهذا التنظيم، إلا أن حزبه كان له علاقة قوية به ففي سبتمبر 2015، قام رئيس الوزراء التركي السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو بزيارة قبر ألب أرسلان توركيش، مؤسس منظمة "الذئاب الرمادية" وحزب الحركة القومية في العاصمة أنقرة في إشارة إلى دعمه للمنظمات الإرهابية. وأوردت صحيفة كوميرسانت الروسية، نقلا عن دائرة الأمن الفيدرالى الروسى، أن منظمة قومية تركية متطرفة تسمى ب"الذئاب الرمادية" والمرتبطة بتنظيم داعش الإرهابى يمكن أن تكون قد شاركت في إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 راكبا في 31 أكتوبر الماضى. العمليات وتعتبر أهداف التنظيم هي نفس الأهداف الاستراتيجية للدولة التركية بكافة مراحلها، من أتاتوركية العلمانية إلى دولة أردوغان الإخوانية، فتركزت أهداف عملياتها على الكرد العلويين والمسيحيين والأرمن والعلمانيين الماركسيين، وهي نفس أهداف الدولة الإسلامية الآن. وشملت عميات المنظمة في الداخل التركي: في عام 1977 اشتركت عناصر المنظمة في مذبحة ماراس التي راح ضحيتها مئات العلويين. وارتكب التنظيم مذبحة في عام 1978 بجامعة اسطنبولبتركيا واعدم 14 طالبا يساريا داخل الجامعة. عام 1981 اقدم عضو المنظمة محمد علي أغا على محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني اثناء زيارته تركيا ولا يزال دور المنظمة غير واضح في هذه القضية. عام 1988 اقدم كارتال وهو عضو بارز في الذئاب الرمادية على محاولة اغتيال رئيس الوزراء تورغوت أوزال في أحد المؤتمرات قبل ثلاثة أيام من زيارة كان مقررة الى اليونان وكانت المحاولة ترمي لتعطيل جهود تحسين العلاقات مع اليونان. عام 1990 حولت تركيزها على الأكراد وشاركت في الصراع ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا. عام 1995 هاجمت منازل العلويين في اسطنبول تحت انظار الشرطة المحلية التي كانت مخترقة بشدة من قبل الذئاب الرمادية ولم يتم استعادة الهدوء في تلك المناطق حتى تم استبدال الشرطة بوحدات عسكرية. عام 1998 هاجمت اثنين من الطلاب في بولو عندما مروا من أمام مبنى المنظمة وتم قتل أحد الطلاب وفي نفس اليوم قتل احد عمال البناء بسبب انتمائه الى حزب الشعب الديمقراطي. عام 2002 أحرقت دمية لمسعود برزاني في أنقرة احتجاجًا على ضمه مناطق تركمانية من كركوك واعتبارها جزءًا من كردستان العراق. عام 2004 منعت الذئاب الرمادية عرض فيلم يتحدث عن الإبادة الجماعية للأرمن في تركيا. عام 2015 نظمت الذئاب الرمادية احتجاجات في أنحاء تركيا، وأحرقت أعلام الصين الشعبية، وهاجمت المطاعم الصينية ردا على الحظر الذي فرضته الحكومة الصينية على مسلمي الأويغور بعدم صوم شهر رمضان.