أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مشروع القرار بشأن مواجهة وسائل الإعلام الروسية الذي يبحثه البرلمان الأوروبي يعد تمييزا بحق الصحافة الروسية، وانتهاكا للقانون الدولي. وأكد قسطنطين دولغوف، مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية في الخارجية الروسية في حديث ل"RT"، أن روسيا ستواصل العمل ضد محاولات حظر نشاط وسائل إعلام روسية في عدد من الدول، مشيرا إلى أن معدي مشروع القرار هذا يخشون العمل الفعال الذي يقوم به الإعلام الروسي، وخاصة قناة "RT". يشار إلى أن أعضاء البرلمان الأوروبي يصوتون، اليوم الأربعاء، على مشروع قرار لمواجهة وسائل الإعلام الروسية، بدعوى أنها تشكل تهديدا إعلاميا لدول الاتحاد الأوروبي. ويزعم قرار البرلمان الأوروبي الذي يطلق عليه اسم "اتصالات استراتيجية للاتحاد الأوربي كوسيلة لمواجهة دعاية أطراف ثالثة"، يزعم أن روسيا تقوم بتمويل المؤسسات، والأحزاب المعارضة في الدول الأعضاء بالاتحاد، وتستخدم علاقاتها الثنائية بغية "بث الشقاق بين أعضاء الاتحاد". وجاء في القرار أن قناة "RT"، ووكالة "سبوتنيك"، وصندق "العالم الروسي"، إضافة إلى وكالة "روس سوترودنيتشيستفو" التابعة لوزارة الخارجية الروسية، تمثل تهديدا إعلاميا للاتحاد الأوروبي". كما يزعم القرار أن موسكو تقوم ب"الدعاية العدائية" ضد الاتحاد الأوربي، حيث يعتبر معدو القرار أن "مواجهة روسيا تضاهي محاربة تنظيم داعش الإرهابي"، ويطالبون بتخصيص اعتمادات مالية أكثر للتصدي لوسائل الإعلام الروسية. وكان موقع "EU Observer" أفاد في وقت سابق بأن مجموعة العمل في الاتحاد الأوروبي للتصدي للإعلام الروسي ستحصل على مليون يورو، كما ستحصل قناة " Euronews" على دعم مالي إضافي. واعترفت أنا فوتيغا، النائبة في البرلمان الأوروبي عن بولندا، التي أعدت القرار، بوجود أسباب شخصية استندت إليها أثناء إعداده. وأوضحت فوتيغا في أثناء كلمتها التي ألقتها أمام نواب البرلمان الأوروبي أنها واجهت طيلة حياتها العلنية سياسة الاتحاد السوفيتي السابق والاتحاد الروسي التي تمارسها موسكو في مناطق نفوذها التقليدية، بحسب تعبيرها. وأضافت فوتيغا أن هذا الأمر (نفوذ روسيا) يمثل تهديدا لسيادة الاتحاد الأوروبي عموما، ولدول أوروبا الشرقية والوسطى خاصة. تجدر الإشارة إلى أن القرار الذي أعدته فوتيغا، تعرض للانتقادات من قبل بعض النواب الأوروبيين. فقد أعرب إيميريك شوبارد النائب الأوروبي عن فرنسا عن أمله في أن عدد الأصوات المطلوبة للموافقة على القرار لن تكون كافية لذلك، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يأخذ في عين الاعتبار وجود دعاية مضادة لروسيا. وأعلن جان لوك شافاوزير، النائب الأوروبي الآخر عن فرنسا أن النشاط الإعلامي الأمريكي هو الذي يمثل خطرا على الاتحاد الأوروبي، وليست الدعاية الروسية، بحسب تعبيره. وكان هافير كاوسو، النائب في البرلمان الأوروبي عن إسبانيا طالب في وقت سابق باعتبار روسيا شريكا محوريا للاتحاد الأوروبي ولاعبا رئيسيا على صعيد الأمن الدولي، وفي محاربة تنظيم "داعش"، إضافة إلى مطالبته برفع العقوبات المفروضة على موسكو، واستئناف عمل اتفاقية روسيا – الاتحاد الأوروبي.