دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجلس النواب العراقي والكتل السياسية به إلى تحديد موقفهم بصورة واضحة وعلنية، وقال: إن رئيس أي حكومة لا يمكنه العمل وتحقيق النجاح في خدمة البلاد ونظامها الديمقراطي دون تفاهم مع مجلس النواب وانسجام مع كتله السياسية". وأضاف: هل المطلوب مني تقديم وزراء من الكتل السياسية أم تقديم وزراء تكنوقراط خارج الكتل والمحاصصة، وهل ان تصويت البرلمان الأخير يعني ذلك أم يعني شيئا آخر، كما يصرح بعض قادة الكتل.. مؤكدا ضرورة حسم الموضوع والانتقال الى مرحلة جديدة في عمل الحكومة وقيامها بواجباتها الجسيمة في المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية وتوفير الخدمات وإعادة الاستقرار والنازحين للمدن المحررة. واعتبر العبادي، في كلمة إلى الشعب العراقي مساء اليوم/الثلاثاء/، وقال على ضوء ذلك فانه ليس من الحكمة تقديم تشكيلة وزارية تواجه بالرفض من مجلس النواب وبالتالي ينقض الغرض من التعديل الوزاري، وعلي مجلس النواب ان يحدد بصورة واضحة موقفه. واستطرد لقد عرضت امام الشعب العراقي قبل شهر ونصف مطلبا للتعديل الوزاري وطلبت من مجلس النواب وكتله السياسية التعاون لتحقيق التغيير المنشود الذي يساعد على مواجهة التحديات الاستثنائية السياسية والاقتصادية والمالية التي تواجه العراق، وقد اصرت الكتل السياسية على ان يتم ترشيح الوزراء من قبلها باعتبار ان النظام البرلماني هو نظام كتل انتخابية يعطيها الحق بالمشاركة في تشكيل الحكومة حسب النسب، وفي المقابل هناك من يطالب باختيار الوزراء خارج المحاصصة مما يتيح المجال لإختيار تشكيلة وزارية على أسس جديدة. وأوضح أن الأزمة الحالية بالعراق سياسية ويجب حلها بالتفاهم بين القوى السياسية ولا يجوز من اجل تحقيق الاصلاحات التأثير على الوضع العسكري أو التضييق على حركة المرور وحريات المواطنين خاصة في المناطق السكنية التي تعيش فيها عوائل المواطنين حالة حرج وقلق، مشددا على ان حق التظاهر مكفول ضمن حدود احترام القانون، واننا نسعى بكل جد لتلبية التطلعات المشروعة لأبناء الشعب في تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. وتابع: إننا نعلن بصراحة ووضوح أمام شعبنا لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتحقيق الاصلاحات والتغيير الوزاري الذي هو جزء من مشروع الاصلاحات الذي قدمناه في بدايات تشكيل الحكومة، ونعتقد ان تنفيذه يحقق طموحات الشعب ويلبي تطلعاته المشروعه ونحن مصرون على المضي به مهما بلغت الصعوبات. وأكد ضرورة التعاون وتحمل الجميع مسؤولياتهم للوصول بالعراق وشعبه إلى بر الأمان، والالتفات بالدرجة الاولى الى الاخطار المحدقة بالبلاد، والمضي بطريق الاصلاح، وان يتم ذلك في أجواء من الانسجام والتفاهم والمصارحة والحرص على المصالح العليا للبلاد.
