أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز واشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين أضرموا النار في مركز للشرطة وحاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في عدة بلدات، يوم أمس الخميس، في إحدى أكبر الفعاليات الاحتجاجية منذ انتفاضة 2011. وتظاهر بضعة الآلاف من الشبان خارج مقر الحكومة المحلية في القصرين، وهي بلدة فقيرة في وسط تونس بدأت فيها الاحتجاجات هذا الأسبوع، بعد انتحار شاب عقب رفض إعطائه وظيفة حكومية.- حسب ما أفادت "سبونتيك"، اليوم الجمعة-. وخلفت الاحتجاجات حتى الآن، مقتل شرطي وإصابة 28 أغلبهم من المحتجين، إضافة إلى تخريب عدد من المقرات الأمنية والعامة. وفي حي الانطلاقة بالعاصمة تونس هاجم عشرات المحتجين مقرا صغيرا للشرطة وأحرقوه قبل أن تلاحق قوات مكافحة الشغب المتظاهرين، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة وتفرقوا في الأحياء المجاورة. وأفادت وسائل إعلام رسمية وسكان محليون بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في بلدات أخرى هي جندوبة وباجة والصخيرة وسيدي بوزيد، حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة. وشملت الاحتجاجات مدن دوز وصفاقس وسوسة والنفيضة والجريصة والدهماني أيضا، قالت وزارة الداخلية إن محتجين أضرموا النار في نقطة شرطة بمدينة قبلي في جنوبتونس، وأن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخرى في الكاف بشمال غرب البلاد. وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011، التي اندلعت بعدما انتحر بائع متجول شاب في ديسمبر2010، وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس الأسبق بن علي على الفرار، وفجّر احتجاجات في أنحاء العالم العربي. الجدير بالذكر، ان معدل ارتفاع البطالة في تونس إلى 15.3 بالمائة في عام 2015، مقارنة مع 12 بالمائة في 2010، بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات، إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس.